حينما هبط «الملك» وتنازل عن عرشه وتاريخه وكبريائه، إلى مصاف دوري المظاليم، توقف كل شيء، وأطبق الوجوم والحيرة، على كل عشاق هذا الكيان، غير مصدقين ما يحدث، وغير مدركين، مغبة هذا السقوط، لكنه عاد سريعاً، وظل يعاني مرارة، وصراع الهبوط في كل مرة، ولكن الأمل كان يحدو الجميع، بعودة الكيان الأبيض، بتاريخه وعراقته وجمهوره، يفرح بها عشاقه، ويسعد بها جميع الرياضيين قاطبة، لما له من مكانة خاصة، ومحبة في قلوب الجميع.
التحول الكبير والتغيير الجذري، الذي خضع له نادي الشارقة، والعملية الانتقالية، التي قفزت به إلى هذه العودة، تورط بها البعض، وأبكت وأحزنت غيرهم، فقد صدرت أصوات، وتعالت خواطر، وقليل منهم يشكك، بإن «الملك» قد تفوق هذا الموسم، وتصدر المسابقة منذ بدايتها، ولم يخسر حتى الآن، سببه غياب المنافسين الحقيقيين، وتراجع مستوياتهم، وللتخبطات الإدارية والفنية، التي عانت أغلب فرق دورينا، ولم يكن يتواجد أي فارس بارع، في ساحة ميدان المعركة، كناديي العين وشباب أهلي دبي، فارسا الرهان في كل موسم.
نعم قد يكون «الملكي» من الفرق الغير مرشحة هذا الموسم، عطفاً على ابتعاده السنوات السابقة، وافتقاده لخبرة المنافسة، ولصغر عناصر الفريق، ولكن حتماً يدرك الجميع، أنه سيأتي يوم ينتفض فيه، من كانت له العراقة والتاريخ، ليلبس رداءه ويعيد تاجه إلى مكانه، فالدمج الحقيقي، الذي أحدث الفرق، بالنوايا الصادقة، التي وحدت القلوب قبل الأجساد، وتضافر خلية النحل في العمل، بأبهى صورة وأروع إخراج، لتحقيق الغاية المرجوة، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
إنها حالة خاصة يعيشها فريق النحل الأبيض وأبناؤه هذا الموسم، والكل في انتظار النهاية السعيدة الجميلة، وتحديات عدة رفعت، سقف الطموح لدى الكتيبة العنبرية، وتجاوز الجميع بأن يحقق الفريق أعلى معدل تهديفي، مع أقوى فريق دفاعياً، وصاحب أعلى معدل حضور جماهيري، لإنهم أدركوا أن هذا وقتهم، وهذا زمانهم، لأبناء جمعة ربيع، من عاشوا منصات التتويج، في كل المراحل السنية، بمدرب وطني «غير متفرغ» تعامل بإنسانية وأخوية مع أبنائه، من يتقدم على كل المدربين الأجانب، وسيكمل في مباراته القادمة، سنة كاملة دون خسارة.
