درس مجاني

02:39 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** لأننا أصبحنا على أعتاب مرحلة جديدة، بوعود وأمنيات بتصحيح المسار، لا أريد أن أسترسل كثيراً في ما يمكن تسميته ب«جلد الذات»، لا سيما أن معزوفة التنظير بدأت، وشرع كثيرون ممن كانوا جالسين في الظل، إلى «تشريح» المرحلة الماضية «بسواطير» لا بمشارط، عوضاً عن مبادرتهم إلى طرح الأفكار والمبادرات والحلول، كأنهم فلاسفة وخبراء! وشيء يؤسف له بالطبع أن تسمع الكلام نفسه في مقام التشخيص والعلاج، مع كل نقلة من إدارة إلى أخرى في اتحاد الكرة، أو في سواها من مؤسسات الحركة الرياضية، ولكن هذه واحدة من مفردات ثقافتنا الخاصة.
** الشيء الأكيد الذي رسّخ في قناعاتي، من محصلة التجارب التي مررنا بها، أن من هم خارج دائرة المسؤولية يتحدثون دائماً «على راحتهم».. بجرأة وقوة وطلاقة وحرية، إنما بمجرد أن يتبوأوا المسؤولية عملياً يتحولون إلى أشخاص آخرين، فيحدثونك عن الأعباء ولا يختلفون كثيراً عمن كانوا ينتقدونهم، ولذا يجب أن تذهب جهودنا بالأساس في اتجاه إرساء «نظام عمل» لا يرتبط بأشخاص أبداً، لا سيما، إذا سلمنا جدلاً بأن كل من مروا على هذا الكرسي كانوا من خيرة الكوادر ونخب الرجال في الدولة، وقبل أن أترك هذه الجزئية دعونا نعترف أمام أنفسنا، بأن «الشخصنة» حاضرة في كل مواقفنا وتوجهاتنا، لأن هذه علة في حد ذاتها.
** هناك درس جاء إلينا بالمجان مؤخراً، ولا يجب أن يمر علينا مرور الكرام، لأن فيه إجابة عملية عن كل الأعذار التي سمعناها في الأيام الماضية، بخصوص المشاركة «الاستثنائية» في خليجي 24، فالمنتخبان السعودي والبحريني اللذان وصلا إلى المباراة النهائية للبطولة، كانت ظروفهما هي ظروفنا بالضبط بالنسبة إلى المشاركة، وقد شهد كل منهما جملة من التغييرات في صفوف لاعبيه، لكن شتان الفارق بين صورتهما وصورة «الأبيض»، ولنا أن نتوقف عند التغيير والإحلال اللذين تما بمنطق وعقلانية، لم تختل معهما هوية المنتخبين، وعند «الروح العالية» التي كانت سمة مميزة لأدائهما، وأيضاً التركيز الذي وضح جلياً في تعامل اللاعبين مع البطولة ومبارياتها والمنافسين.
** وبمناسبة النهائي الذي يقام اليوم بين المنتخبين، أتمنى الفوز للأفضل ميدانياً حتى تذهب الكأس لمن يستحقها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"