مشهد فوضوي

02:47 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

لعبة الشطرنج التي تعتبر لعبة الأذكياء فقط، ويخلو قاموسها من عبارة الخصم، ويُسمح فيها للاعبين بالتحرك على اللونين الأبيض والأسود، وعادة ما يعتبرها علماء النفس وسيلة مؤثرة لتحسين وظائف الذاكرة، وتسمح للعقل بحل أكثر المشكلات تعقيداً، واستيلاد الأفكار والحلول المبتكرة.. يبدو أنها تمردت على كل هذه المعاني من خلال إدارة اتحادها الذي جل أعضائه من اللاعبين السابقين؛ إذ آثروا أن تكون الخصومة بينهم في سابقة غير مألوفة، وتقديم أربعة أعضاء لاستقالة جماعية، لينضموا إلى خامسهم الذي استقال قبلهم بحوالي شهر، والتفسير الوحيد لهذا المشهد أنهم عجزوا عن الوصول إلى صيغة للتفاهم وباءت مساعيهم الداخلية بالفشل في إيجاد الحلول المناسبة، وتحقيق التوافق والانسجام على طاولة الاجتماعات.
يبدو أن الفوضى والعشوائية أصبحت السمة الغالبة على المشهد الرياضي العام، الذي تلخصه لنا حالة بعض إدارات الاتحادات، وحالات من الإيقاف وسحب الثقة أو إسقاط العضوية، ولجان تصريف أعمال وأزمة ثقة بين أعضاء الكيان الواحد، ونحن ندرك أن العمل في اللجان الرياضية، متعب ومرهق، ويحتاج لكثير من الوقت والجهد، وفيه تجاذبات واختلافات وتباين في الرؤى وفي الاجتهادات، ولكن يبقى الأمر الآخر والأكثر أهمية، هو كيف تُدار من الداخل، وماذا يحدث في عملها من شللية ومحسوبية، وتجبّر وتفرّد، وهيمنة من البعض في اتخاذ وإصدار القرارات، مع إقصاء البعض الآخر، ما يجعل الأمر برمته على صفيح ساخن، والدوامة تعقبها عاصفة، وهذا هو ناتج التجربة الانتخابية الأخيرة.
أسفرت التجارب الانتخابية عن حرماننا من كفاءات وخبرات متخصصة، وأصبح بين أيدينا أعضاء قد يكون بينهم من لم يمارس اللعبة التي يديرها من قبل، واتضح جلياً بما لا يدعو للشك أنه تنبغي مراجعة الطريقة الانتخابية، واستدعاء الاعتماد على القوائم الانتخابية بشروط معينة، ووفق آلية واضحة، بحيث يُعطى للرئيس الحق في اختيار قائمته التي تدير اللعبة؛ لأن أساس العمل الناجح هو الاختيار الصحيح لأشخاص قادرين على العمل الجماعي، ويبحثون عن تطوير اللعبة لإحداث نقلة جدية في منظومة العمل.
وفي مناخ التنافر والخصومة والانقسام وعدم الاتفاق والفشل في إيجاد التوليفة المناسبة، ستضرر بشكل مباشر البرامج الفنية للألعاب، مما سينعكس سلباً على الوجود الرياضي والتنافسي في المشاركات والتمثيل الخارجي. والمحصلة النهائية هي الإضرار بالمصلحة العليا للرياضة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"