أزمة ثقة

04:38 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي
بدخولنا عالم وأجواء انتخابات الاتحادات المحلية في دورتها الثالثة، نجد أن الساحة الرياضية بمختلف طبقاتها الإدارية، ما زالت حتى الآن في متاهة، وتعاني الأزمات الإدارية المتكررة، مما يجعلها في دائرة الخلل في منظومتها الإدارية، والتي غالباً ما تسبب لها الكثير من الأزمات، بسبب الاعتماد على الارتجالية والمجاملات في حل الأزمات، مما قد يفاقم ويولد أزمات أخرى متلاحقة، بسبب طريقة معالجتها بطرق الحقن لا الكي، والافتقار إلى العمل المؤسسي والرؤية والتخطيط المستقبلي، القادرة على وضع الحلول الناجعة، وتفتقر إلى الكفاءات الإدارية القادرة بحكمة وعقلانية، إلى تجنب الاختلافات واحتواء الخلافات في العمل الإداري والمؤسسي.
يسطر موسمنا الرياضي عادة، عدة قضايا وإشكاليات متفاقمة، بين منظومة وأضلاع الكرة، التي تحتاج بالتالي للمعالجة من أصحاب الشأن وذوي الاختصاص، سواء بالتنبؤ والاستعداد لما قد يحدث، أو بالتعامل الفعال مع ما قد حدث بالفعل، والسكوت أو التأخر في الحل قد يؤدي إلى كارثة أو أزمة، أو في تراكم العديد من الأحداث والمواقف السلبية، التي قد تؤثر في سير النظام العام، ويتبعها تأثيرها على الكيان الرياضي ومؤسساته، ووجود مثل هذا الخلل قد يؤثر تأثيراً مادياً ومعنوياً على الشكل العام، أو في عدم تحقيق الأهداف والاستراتيجيات، إلى درجة أنها قد تثير الرأي العام في نواحٍ سلبية، وتتسبب في تصدع الثقة المفترض وجودها بين المنظومة.
المناخ الصحي الرياضي، الذي لا تشوبه أي نزاعات أو صراعات داخلية، ويرسخ مبدأ الشفافية ويحقق مبادئ الحق والعدل والإنصاف، أقرب إلى النهوض بمؤسساته وهيئاته الرياضية، وكافة الجوانب المرتبطة به، ويحقق النتائج المرجوة منه، أما الإدارات التي تحوم حولها الشبهات، ويغلف أعضاءها بعض الضبابية في علاقاتهم، فهي إدارات أقرب إلى أن تتوافر فيها احتمالات الشكوك وفقدان الثقة والتخبطات، مما يجعلها تفتقد إلى المصداقية مع محيطها، ويجعلها عرضه للوقوع في أزمات داخلية، تكون إدارتها غالباً عاجزة عن إيجاد أفضل الحلول والسبل لمعالجة أزماتها، مما يجعلها عرضه لتدني مستويات الأداء، وضعف النتائج وتذبذب الإنجازات.
ويعد هذا الأمر منعطفاً خطيراً وخللاً في منظومة وأجهزة الرياضة في الدولة، وينذر بوجود فجوة عميقة في مسيرة العمل الرياضي، فجمال كرة القدم يبرز جلياً، في نسق متجانس بشكل تكاملي بعضه مع بعض، حين تشعر بأن الإدارات والمؤسسات أعملت عقلها وجهدها وحيادها، في كل خطوة اتخذتها، وقضت على عشوائية القرارات، وقللت من ارتكاب الأخطاء ووحدت الجهود والرؤى، وبعقليات كروية تحترم الآخرين قبل احترامها لنفسها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"