أيام الإمارات الثقافية في برلين (1)

كشاكيل ملونة
13:55 مساء
قراءة دقيقتين

يقول الشاعر العربي، وهو يعدد منافع السفر، ويقصد بالسفر، الرحلات التي يقوم بها الإنسان من مكان لمكان أو من بلد إلى بلد..

تغرب عن الأوطان في طلب العلى

وسافر، ففي الأسفار خمس فوائد

فتفريجُ همّ واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

والفائدة التي يشير إليها الشاعر في الشطر الأخير، هي بيت القصيد والقدح المعلىّ وهو ما جنيته من منفعة في هذه الرحلة التي جاءت بدعوة كريمة من وزير الثقافة، بوحمد، الأستاذ عبد الرحمن العويس، الذي ما انفك تشغل ذهنه الهموم الثقافية ولا يهدأ له بال حتى يحقق للإمارات مكانة ثقافية مرموقة، وعالية المقام.. وعندي أن الحكومة عندما اسندت هذه الوزارة المهمة ذات الشأن الكبير في العرف الحضاري الإنساني، إلى رجل (كبوحمد) فإنها قد فعلت حسناً، وأعطت بالفعل، القوس لباريها..فبوحمد بالإضافة إلى ثقافته العامة الواسعة، هو شاعر وفنان وجامع لمقتنيات متحفية نادرة تملأ متحفاً قد يضارع متاحف خاصة أقامها أفراد خليجيون آخرون وقد تزيد على ما أقاموه، ولمقتنيات بوحمد قيمة فنية متميزة.. كالمخطوطات الإسلامية العائدة لعصور إسلامية مختلفة، ولوحات خطية لخطاطين عرب وترك وإيرانيين ومواطنين وخليجيين.. ومن يتصفح الكتاب الجامع لمقتنيات بوحمد حروف خالدة يتضح له مصداق قولنا هذا.

ونعود للحديث عن صحبة الأماجد من الناس، وجني المنفعة المعرفية من خلالها، والتي هي في رأس المنافع المفيدة للإنسان التواق إلى المعرفة، فقد جمع وفدنا المتجه إلى العاصمة الألمانية العريقة، برلين، عديداً من الوجوه الثقافية والفنية والإعلامية.. فبالإضافة إلى الوزير بوحمد، عبد الرحمن العويس، انضم إلينا السفير المخضرم الأستاذ محمد المحمود سفير الدولة لدى جمهورية المانيا، والحق أن السفير المحمود قد حمدت خصاله، وجمع بين دبلوماسية عركتها التجارب والممارسة الطويلة، وثقافة عميقة من شعر وأدب ومعلومات عامة تؤهله لأن يكون أحد الوجوه الحضارية العربية، ويعطي مثلاً حسناً لما وصلت إليه الدبلوماسية الإماراتية ومبعوثوها السياسيون من مكانة تلفت إليها الأنظار وتشرئِبّ إليها الأعناق..

وللحديث صلة غداً إن شاء الله

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"