قيادة طموحة وإنجازات لا تنتهي

02:39 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحتفل الإمارات العربيّة المتّحدة اليوم بالسنة ال42 للاتّحاد، وهي مستمرّة في الإثبات للعالم رؤية مؤسّسيها، في أنّ الوحدة لا تستحضر فقط القّوة، بل تعزّز الانسجام أيضاً . وبعد السنوات الاثنتين والأربعين أصبحت التجربة السياسيّة للدولة من إحدى التجارب البارزة التي يتمّ الاقتداء بها . ويوم الثاني من ديسمبر ليس تاريخ الاحتفال بمرور الزمن، لأنّه بالنسبة لشعب الإمارات هو يوم الاحتفال بالإنجازات الضخمة التي تحقّقت سنة بعد الأخرى . ربّما يمكن القول إنّ الدولة فتية، على صعيد السنوات، لكن ليس بالإنجازات على وجه التحديد .
كان مؤسّس دولة الإمارات، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب النظرة الثاقبة، يرى مستقبلاً لا تحدّه حدود لهذه الدولة، فقد كان رجل الشعب، وكان يتحلّى بإيمان قويّ في إصلاح الدول . وهذا الأمر لانزال نشاهده اليوم من خلال العمل الخيريّ الذي اضطلعت به الإمارات على مستوى العالم منذ نشأتها .
لقد أثبت التاريخ أنّ القائد الحقيقيّ لايموت، إذا ما ضمن مستقبلاً لشعبه، من خلال استمراريّة الجيل القادم الذي يحمل المشعل إلى أبعد ما يكون .
ويستمرّ اليوم رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بالمضي في الطريق الذي عبّده الآباء المؤسسون، وقد شكّل إلى جانب إخوته، حكّام الإمارات، كياناً قياديّاً يدعم شعب الإمارات في سبيل السعي إلى قمم جديدة في أيّ شيء يختارون العمل فيه، وطول الوقت لا يتوانون عن التذكير بأنّ تقديم العون للدول المحتاجة ليس من خصال الحكومة فقط، بل من خصال الشعب الإماراتيّ أيضاً .
إنّ الاتّحاد ازدهر بفضل القيادة الطموحة، وأصبح الرباط أقوى من خلال إيمان الشعب بتأثيره وأهمّيّته . لقد خلق في الحقيقة الانسجام بين الشعب، لأنّ هذا الاتحاد بسط ذراعيه على الإمارات السبع . إنّ الإمارات العربيّة المتّحدة اليوم ليست موطناً للشعب الإماراتيّ فقط، بل موطناً لما يقارب 200 جنسيّة مختلفة . وقد جاء الناس من مختلف المشارب والبلدان ليعيشوا في تناغم تحت سماء الإمارات . وإنّ احتضانها الثقافات المختلفة جعل من الإمارات ما هي عليه اليوم . ومهّد هذا الانفتاح الطريق أمام امتزاج الأفكار وخلق مجتمع متنوّع يدعم تحرّك الإمارات نحو الأمام .
لمن دواعي السرور رؤية مقيمي الإمارات العربيّة المتّحدة المنحدرين من بلدان مختلفة في العالم وهم يحتفلون بإنجازاتها، مدركين أنّهم أيضاً جزء منها . وقبل أيام قليلة فقط من اليوم الوطنيّ لدولة الإمارات، احتفل شعب الإمارات بإنجاز لامثيل له في الشرق الأوسط، وهو فوز دبي باستضافة إكسبو 2020 . فقد غمرت الفرحة المواطنين والمقيمين، حيث رأينا مئات الناس يلوّحون بالعلم الإماراتيّ عالياً، ويهنئون أنفسهم بالفوز . إنّ العمل معاً في دعم إكسبو دبي 2020 أظهر لنا الانسجام الحقيقيّ الذي أوجدته القيادة الإماراتيّة على امتداد الأرض الإماراتيّة .
في 42 عاماً، وضع النموذج السياسيّ الإماراتيّ الفريد والحسّ الإنسانيّ لدى القيادة دولة الإمارات في مصاف الدول المتقّدمة على مستوى العالم، وقد تحوّلت أعين العالم إليها، ولاشكّ مع استمرار العالم بمراقبتها، تبقى مستمرّة في المضي قدماً .
على الكلّ أن يؤمن بأنّ المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لو كان بيننا اليوم لافتخر بالإنجازات التي حققّها شعبه، ولوجد أنّ رؤيته لم تحد عن الطريق أبداً . وبالنسبة لهذه الكاتبة المتواضعة، يمثّل هذا الإيمان حافزاً كافياً للمضي بهذا الشعب نحو الأمام، والبقاء متّحداً وسبّاقاً دائماً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس تحرير صحيفة Gulf Today الإماراتية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"