رأس الخيمة السينمائية

03:50 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

حين نباشر بالحديث عن الفن السابع الإماراتي؛ (السينما)، فلابد أن يكون الرائد السينمائي القدير علي العبدول حاضراً بقوة البذرة الأولى (عابر سبيل: 1988)، الذي لم يكن في يوم من الأيام عابراً للسبيل، ولم يكن نزوة سينمائية، ولم يكن سحابة صيف خالية الوفاض من ماء السماء!!
تلك هي الشرارة الأولى للسينما الإماراتية، التي تقودنا إلى المربع السينمائي الأول في إمارة رأس الخيمة، التي كانت ميداناً خصباً للمشهد السينمائي، الذي كان حاضراً بقوة العروض التثقيفية للأفلام التاريخية؛ عبر أمسيات المواسم الثقافية للأندية الرياضية، كما هي الحال بالنسبة لنادي الرمس الرياضي الثقافي؛ حيث حمل الإعلامي الراحل خليفة عبد الله شويرب، رحمه الله، على عاتقه إمتاع جمهور الثقافة؛ بعرض مجموعة من أفلام سينمائية لها أهميتها التوثيقية؛ من حيث المضامين التاريخية المرتبطة بالرسالة الإسلامية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، مع مجموعة أخرى من أفلام تاريخية: (فارس بني عبس، عمر المختار، وغيرها).
واليوم، ونحن نتهجى ألف باء الصناعة السينمائية في إمارة رأس الخيمة، يمكننا القول: إن الشاعر والكاتب والتراثي علي صالح الطنيجي يأتي ضمن قائمة رُوّاد صُنّاع السينما الإماراتية؛ من خلال انطلاقته الأولى؛ عبر مشاركته بفيلم «المُغْترب» عام 1990 في الدورة الأولى لمسابقة أفلام الفيديو القصيرة للهواة، التي نظمها «المَجْمع الثقافي» في أبوظبي، لينال شهادة تقدير؛ لإسهامه في المشهد الثقافي الفني السينمائي الإماراتي، ولتتوالى فيما بعد سلسلة من أفلامه الوثائقية والشعرية، ابتداءً من عام 1991: (الرمس في حياة الأمس، الرمس القديمة، تأبين مدرسة الرمس القديمة، اغتراب نخلة، حق الليلة)..
إذاً، حديث عن الصناعة السينمائية في الإمارات، الدولة، يَحْمِلُنا على الحديث عن التجارب السينمائية في رأس الخيمة، الإمارة؛ حيث المجموعات الفنية التي لها إسهامها في كتابة التاريخ السينمائي الإماراتي: (انعكاس، فراديس، أجراس)؛ من خلال رموزها السينمائية اللامعة في سماء المشهد الفني الإماراتي.. هؤلاء الذين فتح لهم (اتِّحاد كُتّاب وأُدباء الإمارات) في رأس الخيمة ذراعيه؛ من خلال رعايته لهم ودعمهم ثقافياً؛ بتخصيص ركن لهم لصناعة أفلامهم وإقامة ندواتهم وأمسياتهم وعروضهم السينمائية؛ عبر (لجنة الإبداع المتنوع) التي انضووا تحت لوائها، وفي كنفها إلى أن أنشأوا عام 2011 كياناً مستقلاً يُسمى «فيلا سينما»، التي تحظى برعاية من رئيسها الفخري المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة.
إذاً، وحيث رأس الخيمة على وجه الخصوص، والإمارات بوجه عام غنية بأفلام نالت حظها من النجاح على الصعد (المحلية والعربية والعالمية)، فهل ثمة خطة نشاط ثقافي معنية بالعروض السينمائية بالتعاون مع المركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة في رأس الخيمة مثلاً، أو منطقة رأس الخيمة التعليمية، أو مسرح رأس الخيمة الوطني، أو اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، أو الأندية الرياضية الثقافية، أو من خلال دور السينما في المراكز التجارية الكبرى في الإمارة.. لاسيما والإجازة الصيفية قاب قوسين أو أدنى من المثول؟!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"