عادي
من عامل بسيط إلى مؤسس أكبر إمبراطورية أزياء

أورتيجا . . ثالث مليارديرات العالم بـ 56 مليار دولار

02:02 صباحا
قراءة 4 دقائق

يحتل أمانثيو أورتيجا المركز الثالث على قائمة مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، وأورتيجا غني عن التعريف، فهو مالك (زارا) أكبر إمبراطورية للأزياء في العالم . وقال موقع سي إن إن موني إنه من الصعب سبر غوره، ويرفض الإدلاء بأية تصريحات للصحافيين، أو الوقوف أمام عدسات التلفزة، ويحيط نفسه بالسرية على نحو لا يصدق .

ولكن عينه الثاقبة التي تعرف ما ينبغي اختياره للعالم من موضات جعلته مميزاً عن أصحاب دور الأزياء الأخرى، ومن بين الطرف التي تكشف ذكاءه وقدرته على التميز في اختيار الأزياء القصة الطريفة التي رويت كيف استطاع أن يلتقط فكرة زي من شخص كان يرتدي سترة جينز تعود الرقع والرسومات عليها إلى عقد السبعينات في القرن الماضي، وبينما كان الشاب يركب دراجته متوقفاً عند إشارة المرور الحمراء بالقرب من سيارته، التقطت عين أورتيجا الثاقبة مواصفات السترة، وحملق راكب السيارة بالسترة .

وفي غضون لحظات كان يمسك بهاتفه الجوال ويتصل بأحد مساعديه، ولم تكف عيناه عن التحديق في سترة الشاب حتى نقل كل أوصافها، وخاصة القطب التي كانت تزينها ولونها، ووجه مساعده، عبر هاتفه النقال، وطلب منه أن يشرع في صنع السترة على الفور، طبقاً لمواصفاته .

وما إن أضاءت الإشارة الخضراء حتى انطلق الشاب دون أن يدري أنه وسترته لعبا دوراً مهماً في صناعة سترة تحمل اسم أعظم مخازن بيع الأزياء في العالم .

ولم يكن يدري سائق الدراجة أن الشخص الجالس في السيارة هو أمانثيو أورتيجا ثالث مليارديرات العالم تصنيفاً، وأنه نقل تفصيلة سترته بكل براعة بعد إضافة لمسات أخرى مبتكرة عليها .

الجدير أن هذا العجوز السبعيني مؤسس مجموعة إنديتكس للأزياء أمضى شطراً كبيراً من حياته معزولاً عن أعين الناس، ويعيش وسط مدينة لاكورونا الإسبانية التي لا يتجاوز عدد سكانها ال 246 نسمة .

والمؤكد أن الكثيرين من المتسوقين الذين يقبلون على شراء علامة مجموعة إنديتكس الشهيرة باسم زارا لا يعرفون سوى القليل عنه أو يجهلون كل شيء عنه . ويحرص أورتيجا أن يتوارى عن الأضواء ويرفض الإدلاء بأية أحاديث صحفية، ويرفض المشاركة في المناسبات الاجتماعية . وبعيداً عن بلده، أسس أورتيجا في باريس وميلانو ونيويورك إمبراطورية وصل إنتاجها إلى أكثر من 80 قطراً في العالم .

بدأ أورتيجا نشاطه قبل 40 عاماً، ومنذ ذلك الحين يحترف صناعة الموضة والأزياء التي أضفى عليها الشيء الكثير من الإبداع عبر سلسلة عقود، وجعل منتجه في الصدارة متقدماً على الكثير من دور الأزياء العالمية .

بعد عقود أصبحت زارا العلامة التجارية الأضخم في أسواق مبيعات التجزئة .

وشيد أورتيجا إمبراطوريته استناداً إلى قاعدتين جوهريتين وهما: امنح الزبائن ما يرغبون به مع نقل الأزياء للزبائن بأسرع ما يمكن . وبقي العالم الخارجي معزولاً لا يدري قط بقصص النجاح المدهشة التي حققتها إمبراطورية إنديتكس .

يقول كريستودولوس شافياراس، محلل تجارة التجزئة في باركليز كابيتال في لندن، إن القلة القليلة من الشركات يمكنها تحدي إنديتكس والتغلب عليها في هذه الفترة، بينما الشركة نفسها في سباق مع ذاتها أكثر من أي شيء آخر .

لقد أعلن تاداشي ياناي مؤسس شركة ينيكلو للألبسة مراراً وتكراراً أنه ينوي بذل الجهود للتفوق على منتجات زارا . وخلال شهر أغسطس/ آب الماضي اشترى أورتيجا دار إسبريت للأزياء وارتفعت أسهم الشركة 28% في اليوم ذاته الذي تم فيه الإعلان عن الصفقة، وتعيين رئيس تنفيذي جديد لها، مدير التوزيع والتشغيل السابق ل إنديتكيس .

بداية متواضعة

ترعرع أورتيجا في أحد البيوت الشعبية المتلاصقة في لا كورونا في شمالي إسبانيا، وكانت أول وظيفة عمل بها تجارة التجزئة في غالا في محل تعود ملكيته لصديقه خوسيه مارتينيز . وعلى الرغم من أن إسبانيا تمر بركود اقتصادي وتعيش أزمة بطالة خانقة (24% نسبة البطالة)، فإن مجموعة إنديتكس تنشط وكأنها تمارس أعمالها في كوكب آخر . ويرى موديستو لومبا رئيس رابطة مصممي الأزياء الإسبان أنهم يعيشون في عالم آخر .

في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أعلن الرئيس التنفيذي للمجموعة بابلو إيسلا، أن العائد صعد بنسبة 17% على أساس سنوي في الفصول الثلاثة الأولى من 2012 . وصعدت عائدات المجموعة إلى 6 .14 مليار دولار خلال الأشهر التسعة . ويشار إلى أن المجموعة أنتجت 835 ألف زي في العام 2011 .

اللافت أنه لا يكاد يمر يوم واحد حتى نشهد افتتاح مخزن ل زارا، وتكشف إنديتكس أن قائمة المحال التجارية التابعة للمجموعة التي دشنت في لندن صعدت إلى ستمائة محل . وتمتلك المجموعة 46 مخزناً لمنتجات زارا في الولايات المتحدة و347 مخزناً في الصين و1938 مخزناً في إسبانيا . ويمتلك أورتيجا 59% من أسهم المجموعة، وخلال يوليو/ تموز الماضي تخطى الملياردير الأمريكي وارن بوفيت وأصبح يحتل المرتبة الثالثة في قائمة المليارديرات، بعد كارلوس سليم حلو وبل جيتس . وبلغت ثروة الرجل الذي اصطاد تفصيلة سترة الجينز من سيارته 56 مليار دولار .

وإذا كانت ثروته الضخمة تثير الدهشة، فإن الأكثر إثارة للدهشة هي الاعتبارات التي تخص الشخص نفسه .

ولد أورتيجا عام 1936 في قرية بوسدونغو دي أرباس شمالي إسبانيا التي لم يكن تعداد سكانها يتجاوز ال 60 نسمة في وقت كانت الحرب الأهلية يشتعل أوارها، وفي تلك الفترة كانت الأسرة تعاني الفقر، حيث عمل الأب موظفاً بسيطاً في شركة سكة الحديد، والأم خدامة في البيوت .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"