تحقيقات ... أخذ المقاسات "ثقوب" في محلات الخياطة

الحرج رفيق دائم للسيدات والفتيات
02:28 صباحا
قراءة 5 دقائق
من ضمن الشكاوى العديدة التي نسمعها في برامج البث المباشر شكوى الشباب والبنات من عدم وجود عنصر نسائي في محلات الخياطة لأخذ مقاسات الفتيات، فكثير من السيدات لا يعرفن كيف يتجنبن الحرج الدائم عند التفكير في خياطة فستان أو عباءة، حيث إن أغلب المحلات لا يوجد بها سوى رجال ولا مفر من التعامل معهم في كل الاحوال، وتجد النساء أنفسهن مجبرات على مناقشة أكثر الأمور خصوصية مع الرجل. وفي هذا التحقيق طرح الموضوع على الجهات المعنية والتي تتمثل في وزارة العمل وبعض المحلات بالاضافة الى مجموعة من السيدات. تقول ميار محمد طالبة في التقنية: وجود امرأة لأخذ القياس في محلات خياطة العبايات والفساتين ضروري، بما أننا في مجتمع اسلامي فيجب الحفاظ على عفاف المرأة وحيائها.وتشير إلى أنها عادة ما تأخذ قياسها معها قبل الذهاب للخياط أو أنها تجعل أختها تأخذ لها المقاسات وذلك حتى لا تتعرض لموقف محرج.وتضيف: احدى صديقاتي تعرضت لموقف محرج عندما كان يأخذ صاحب المحل مقاسها، ولم تستطع أن تقول شيئا سوى رغبتها في انتهاء الخياط من أخذ المقاسات في أسرع وقت ممكن.وتشير فرح موظفة إلى أن أخذ القياس للنساء يجب أن يكون حكرا على المرأة حفاظا على حيائها. وتقول: هناك الكثير من السيدات يعجبهن تصميم معين في محل ما ولكن بسبب عدم وجود امرأة لأخذ القياس يحرجن من دخول هذه المحلات، فلا أعتقد أن عمل الرجل في هذه المحلات يناسبه ويناسب الزبائن من السيدات.وتشير إلى أنها عندما تريد شراء فستان تختار الجاهز من المحلات المخصصة لانها تعرف مقاساتها، وإذا أرادت تفصيله عند مصمم فإنها عادة ما تجد لديه نسوة يقمن بأخذ المقاسات المطلوبة وتكون الخياطة على الرجال.وترى الطالبة حنان عماد جامعة الشارقة أنه لابد من وجود موظفة لاخذ القياسات في محلات التصميم والتطريز، لان أغلب السيدات إذا لم تتوفر امرأة في المحل سيمتنعن من الدخول.وتقول: عند ذهابي لتصميم عباءة أو فستان أضع في اعتباري أني لن ألاقي امرأة في المحل لاخذ المقاسات، فأحاول أخذ عباءتي القديمة للقياس عليها تجنبا للمشاكل.وتقول شمسة علي طالبة جامعية: مجتمع الإمارات ذو طابع محافظ، وتوجد بعض المحلات القليلة التي لا تتواجد فيها امرأة لاخذ المقاسات لذا لا تشكل ظاهرة، ولكن مع ذلك علينا أن لا ننتظر حتى تستفحل الأمور.ففي بعض دول الخليج صدر قرار بإلزامية وجود امرأة في محلات الخياطة، وإذا لم يتم تطبيق القرار سوف يحكم على المخالفين بعقوبات وغرامة مالية، ونتمنى تطبيق ذلك في الإمارات.وتشير إلى أن الفتاة تضطر أن تطلع صاحب المحل على خصوصيات كثيرة على استحياء ولكن لا مفر من ذلك إلا إذا ذهبت الفتاة إلى المحلات الكبيرة ذات الماركات الشهيرة التي ربما توفر امرأة آسيوية لاخذ المقاسات ولكن بأسعار غالية تفوق ال 1500 لتصميم عباءة بسيطة.وتقول مريم سيف طالبة جامعية: المرأة أمام خيارين عندما تذهب لمحلات الخياطة إما أن تقبل بأن يقوم الخياط نفسه بأخذ المقاس وهذا ما تفعله أغلبية الفتيات عندما يضطررن لذلك أو أنها تأتي بفستان أو عباءة قديمة ليعمل منه نسخة مطابقة في المقاسات، وربما تكون غير مضبوطة نوعا ما وعليها ان تتحمل ذلك كونها رفضت أن يأخذ الخياط الرجل مقاسها.وترى أن الحل الأمثل هو أن تأخذ المرأة مقاساتها عند أي مشغل توجد به امرأة لأخذ المقاسات وتدفع لها مبلغاً ثم تذهب إلى المحل الذي ترغب في التفصيل عنده.رقابة: تقول علياء راشد طالبة جامعية: كثيرات من السيدات تعرضن للتحرش من قبل الخياطين أثناء أخذ المقاسات، لذا نتمنى توظيف سيدات للقيام بهذه المهمة تلافيا للمشاكل، وربما إذا تم اتخاذ قرار بهذا الشأن تتعرض المرأة المكلفة بأخذ المقاسات لمضايقات من صاحب العمل، ولذا لابد من توفير الرقابة للحفاظ على هؤلاء النسوة، وتطبيقه على بعض المحلات للتعرف إلى ايجابياته وسلبياته.وتضيف: المشكلة عندما تريد الفتاة أن تخيط فستاناً، لأن العباءة عادة ما تكون تشابه مقاس العباءات الاخرى، ولكن عند تفصيل فستان عليها ان تكشف عن أدق تفاصيل جسدها.ويقول ماهر دقاق صاحب أحد محلات الخياطة: في بعض الفروع توجد امرأة لأخذ المقاسات ولا نعاني من مشكلة، لان أغلب الزبونات يأخذن قياساتهن معهن للمحل، والعباءة لا تحتاج إلى تفصيل في المقاسات مثل الفساتين، وأغلب الفتيات يعرفن مقاس عباءتهن.ويرى أنه من الأفضل وجود امرأة في المحل للقضاء على الاحراج الناتج من التعامل مع الرجال في هذه الامور خاصة في أخذ المقاسات المناسبة.ويقول محمد علي صاحب محل: بعض النساء يفضلن أن يحضرن القياسات من المنزل، والبعض الآخر يفضلن أن يأخذ الخياط لهن القياس لضبط العباءة ونترك الحرية للزبون.ويشير إلى أنهم استقدموا سيدات من جنسيات آسيوية لأخذ مقاسات السيدات في المحل ولكنهن جلبن بعض المشاكل لهم، بالاضافة إلى أنهن يرفضن العمل في الفترة المسائية فلا يستطيعون إغلاق محلاتهم والعمل لفترة واحدة فقط.ويضيف: توجد كثير من محلات الخياطة التي توفر امرأة آسيوية لأخذ المقاسات، فهناك خياران للفتاة، فعليها أن تختار ما يناسبها، فمن الصعب أن تكون هذه المحلات مقتصرة على النساء فقط.ويشير محمد عبدالله صاحب محل إلى توفير سيدات في جميع الفروع في الدولة، وبذلك زاد الاقبال على المحلات، وهي فرصة لأن تأخذ المرأة حريتها الكاملة أثناء تفصيل العباءة.وتقول سعاد علي مندوبة في دار للأزياء: الخياطة بنفسها تأخذ مقاسات البنات وذلك مراعاة لخصوصياتهن، وكثيرات من السيدات يأخذن قياسات لبعضهن البعض، بالاضافة الى انتشار محلات الخياطة النسائية بشكل ملحوظ وذلك يصب في مصلحة المرأة حيث تسهل العملية عليها وبالتالي يمنع الكثير من التجاوزات التي قد تتعرض لها المرأة من احراج او نظرات.وتشير أم إبراهيم التي تعمل في دار للازياء انها تقوم بأخذ القياس للزبائن بنفسها ويقوم الخياطون الرجال بالخياطة في مكان منفصل عن المحل.وتقول: كثيرا ما تجد النساء أنفسهن مجبرات على مناقشة أكثر الأمور خصوصية مع رجال غرباء، ففي السابق كان الخياط بنفسه يأخذ المقاسات للسيدات وأذكر موقفاً مر علي أثناء وجودي في المحل حيث دخلت امرأة للمحل برفقة زوجها من أجل تفصيل فستان ودخلت في نقاش خاص جدا مع الخياط حول مقاسات جسدها، ولم يستطع الزوج تحمل ذلك وسحب زوجته خارجا. تشجيع المحلات النسائيةيقول راشد الخيال مدير مكتب العمل في الشارقة: لا يوجد قرار أو الزامية بوجود عاملة في محلات الخياطة لأخذ المقاسات، والأمر متروك لصاحب المحل، ولكن بدورنا نشجع النساء لفتح محلات خياطة فتتم الموافقة على معاملات من هذا النوع من دون أية عقبات.ويشير إلى تفضيل وجود عنصر نسائي في محلات الخياطة، وأن أغلب محلات الخياطة الحديثة يوجد بها عنصر نسائي لأخذ المقاسات كالمحلات الموجودة في ميغامول وصحارى ولكن المحلات القديمة نوعا ما تخلو من وجود عاملة لأخذ المقاسات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"