يصنف التهاب الغدة النكافية ضمن المشكلات الشائعة التي تستهدف الأطفال، كما يمكن أن تصيب البالغين، ويعد النكاف من الأمراض الفيروسية التي تنتشر عن طريق العدوي، ويعتبر اللقاح الذي يعطى للصغار على جرعتين من عمر 12- 15 شهراً، وما بين 4 - 6 سنوات، أهم خطوات الوقاية، وعلى الرغم من أن التطعيم ربما يتسبب في بعض المضاعفات الخفيفة كالحمى، والطفح الجلد، وآلام المفاصل عند الكبار إلا أنه يقوم بتحفيز جهاز المناعة، ويحمي من مخاطر شديدة.
تقول الدكتورة فاطمة الزهراء استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة إن الغدد اللعابية منتشرة في الجسم، فهناك ما يوجد تحت الفك أو أسفل اللسان في أرض الفم، أما النكافية فمكانها أمام الأذن عند زاوية الفك، وتتمثل وظيفتها في إفراز اللعاب الذي يحتوي على إنزيمات تساهم في هضم الأطعمة، وهناك بعض الأمراض التي يمكن أن تستهدف الغدة النكافية كباقي الأعضاء مثل:
- الالتهابات الفيروسية التي تظهر بشكل شائع عند الأطفال ويسمى «النكاف»، ويستهدف الغدة في الجهتين يميناً ويساراً، وربما تكون الإصابة على هيئة التهاب قيحي جرثومي، ويسبب في تورم الخد تصاحبه حرارة واحمرار، وفى بعض الحالات يمكن أن تكون الالتهابات مزمنة وترافق أمراض المناعة الذاتية، وأشهرها داء جوكرين الذي ينجم عنه تليف النكافية ويختفي دورها في إفراز اللعاب، ما ينتج عنه إصابة المريض بجفاف الفم.
- يمكن أن تصاب الغدة النكافية بحصيات، وتؤدي إلى انسداد قناة الغدة، وينجم عنه انتفاخ وتورم، وقت تناول الطعام وخاصة عندما تكون المأكولات حادة أو حامضة، وربما تتحرك الحصاة أو تتوقف في مكان ما وتحتاج إلى جراحة لإزالتها.
أورام النكافية
توضح د.فاطمة أن الأورام يمكن أن تستهدف الغدة النكافية، وفى أغلب الحالات تكون حميدة وتتسبب في انتفاخ مع تورم غير مؤلم أمام الأذن، ولكنها تحتاج لمراجعة الطبيب وعمل بعض الفحوص، بالإضافة إلى إمكانية سحب خزعة من مكان الإصابة أثناء تخطيط القلب «الإيكو» حتى يتم الكشف عن السبب ونوع الورم والتدخل بالعلاج مبكراً.
تضيف: هناك بعض الدلالات تعتبر مؤشراً على أن الورم خبيث مثل زيادة التورم لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة، إذا كان مؤلما أو غير مؤلم، وإذا صار ضعف في حركة الوجه أو شلل العصب في جهة الغدة، أو جفاف في الفم أو يصبح الجلد قاسياً أو ظهور تليف في منطقة التورم.
مضاعفات ومخاطر
يشير الدكتور محمد مجدى زكريا استشاري الأنف والأذن والحنجرة إلى أن الغدة النكافية من الغدد اللعابية الكبرى وتوجد أمام وأسفل صوان الأذن، وعندما تصاب بالالتهاب تسمى هذه الإصابة بالنكاف، وتبدأ العدوى بحمى خفيفة وآلام في العضلات، ولكن سرعان ما تتورم الغدة، وعلى المريض الراحة وتناول المسكنات والمضادات الحيوية التي وصفها له الطبيب المختص بعد الفحص والتشخيص، وخاصة أن هناك بعض المخاطر التي ترافق النكاف كالتهاب الخصيتين بعد البلوغ ما يؤدى إلى العقم، بالإضافة إلى التهاب البنكرياس وارتفاع معدل السكر.
ويضيف: يمكن أن يؤدي عدم التشخيص المبكر عند الإصابة بالتهاب الغدة النكافية إلى فقدان السمع حيث إن هذه الإصابة تؤثر في العصب السمعي في ناحية واحدة.
طرق الوقاية
يؤكد د. مجدى أنه لا يوجد علاج مباشر لالتهاب الغدة النكافية، ولكن تعتمد الخطة على المضادات الحيوية لمنع حدوث عدوي بكتيرية، ومسكنات الألم، خافض الحرارة، الراحة التامة، الابتعاد عن الأطعمة الحمضية وفواتح الشهية لأنها تؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب، وانتفاخ الغدة النكافية، وتتمثل طرق الوقاية منه على الالتزام ببعض التعليمات مثل:
- الالتزام بالتطعيم الدوري الذي يمنح الشخص مناعة.
- اتباع العادات الصحية في التعامل مع المصاب، وتشمل عدم الاختلاط، وعدم استعمال الأدوات الخاصة بالمريض.
- تناول كمية كافية من الماء والسوائل.
إصابة الأطفال
يوضح الدكتور سوكوماران كانيابان مختص أمراض الأطفال أن فترة الحضانة للفيروس ما بين 12 إلى 25 يوماً بعد التعرض للإصابة، وينتشر من خلال اللعاب والإفرازات، ويصبح المرض معدياً للآخرين قبل 7 أيام وبعد 9 أيام على ظهور الأعراض، وينجم عن عدة أسباب يأتي في مقدمتها على الأغلب الالتهاب الفيروسي أو البكتيري، وانسداد القناة النكافية بحصى أو الغشاء المخاطي، ونادراً ما تؤدي إلى تضيق أو أورام أو مرض ذاتي المناعة، وهذا الالتهاب لم يعد شائعاً بعد انتشار التطعيمات واللقاحات كالتطعيم الثلاثي ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
ويضيف: ما زلنا نرى بعض الحالات الناتجة عن أسباب أخرى مثل: الفيروسات المخاطية، ولا يمكن سوى للفيروس فقط أن يتسبب باندلاع وباء، وفي حالات متفرقة يمكن أن يحدث نتيجة فيروس الإنفلونزا أو «ب»، والفيروسات المعوية، وفيروس البارفو «ب 19»، والفيروس القهقرى، والهربس، والإيدز.
أعراض وتشخيص
يبين د. سوكوماران أن أعراض التهاب الغدة النكافية الحادة عند الأطفال تتمثل في ارتف
اع درجة الحرارة الشديد، آلام في الجسم، تعب عام، انعدام الشهية، صداع في الرأس، ألم وتورم في الغدة النكافية، فقدان الشعر، وألم أسفل البطن والتهاب المبايض للإناث، وربما يعاني البعض ألماً بطنياً شديداً وتقيؤاً نتيجة التهاب البنكرياس، ويتم يتم تشخيص الإصابة بالمرض من خلال الفحص السريري والتاريخ العائلي للطفل، ومعرفة ما إذا كان حصل على التطعيم أو سافر إلى منطقة اندلاع المرض، بالإضافة إلى الفحص المخبري أو اختبار اللعاب والبول.
تدابير علاجية
يؤكد د. سوكوماران أن مضاعفات الإصابة بالتهاب الغدة النكافية عند الأطفال تشتمل على التهاب الخصية يدوم لمدة 4 إلى 5 أيام بعد تورّم الغدد النكافية، ويصاب بها المرضى بنسبة تتراوح من 10 إلى 60% من الأطفال الذكور بعد البلوغ، لكنه نادراً ما يؤدي للعقم، وكذلك التهاب المبايض عند الإناث، والتهابات الثدي والبنكرياس والدماغ والسحايا العقيم، وفقدان الشعر.
وتعتمد الطرق العلاجية في الشفاء من هذا المرض من خلال العزل المنزلي لأن فيروس النكاف موجود في إفرازات الجهاز التنفسي، ويجب أن يتم ذلك قبل 7 أيام من بدء ظهور الأعراض و9 أيام بعدها، يمتد هذا العزل لمدة 5 أيام، مع تقديم العلاج الداعم والخاص بالحالة للحد من المضاعفات.
ويختتم: من الضروري رفع درجة الوعي العام بأهمية اللقاح، وضرورة الالتزام باللقاح الثلاثي في عمر ال12 شهراً، وتكون الجرعة الثانية في عمر ال18 شهراً، والجرعة الثالثة ضرورية للأطفال في المناطق التي يتنشر بها الفيروس.
اللعاب
تقوم الغدد اللعابية التي توجد في الفم داخل الخدين في الجزء الداخلي بالقرب من الأسنان الأمامية لعظمة الفك، بإفراز مادة سائلة تُسمى اللعاب بما يقارب 2 إلى 4 لترات يومياً وخاصة أثناء النهار، ويتكون بنسبة 99.5% من الماء، وتشمل ال0.5% الباقية على مركبات أيونية، مواد لزجة، بروتينات سكرية، أنزيمات، ومواد بكتيرية، وأخرى مضادة للبكتيريا، وتعتبر وظيفته الأساسية المساهمة في عملية ترطيب الفم، وحمايته من الجفاف، وحمايته من الميكروبات والجراثيم، ومضغ وهضم وبلع الطعام، وتفكيك المأكولات النشوية والدهنية، كما أن له يلعب دوراً في حماية اللثة من الالتهابات، والأسنان من التسوسات الجرثومية.
