جائزة العويس الثقافية

من أسبوع لأسبوع
12:52 مساء
قراءة 3 دقائق

في كل عام تفتح مؤسسة سلطان العويس الثقافية قلبها مرة، لتستقبل الفائزين بجائزتها التي تبلغ 600 ألف دولار أمريكي، بواقع 120 ألف دولار لكل حقل من حقول الشعر والقصة والدراسات الأدبية والدراسات الانسانية والانجاز الثقافي والعلمي.

لقد بدأت رحلتها الأولى مع توزيع الجوائز عام 1988/ 1989 واحتفلت هذا العام بالدورة العاشرة لعام 2006/ ،2007 وكان من أبرز المكرمين في هذه الدورة السيد/ جمعة الماجد.

وبالرغم من أني أبارك لكل الذين نالوا جوائز مؤسسة العويس في دورتها العاشرة، فإنني أقف مع أبي خالد موقف إجلال وإكبار، ذلك أن جمعة الماجد في نظري هو الانجاز الثقافي كله والانساني كله، ومن لا يعرف فعليه أن يستعرض سنوات حياته ليرى أين قضاها؟.. إنه قضاها بين مدارس وكليات أنشأها، وبين أكبر مركز ثقافي، وجمعية بيت الخير.

أما مدارسه وكليته فكان الهدف منها استيعاب الطلبة الذين قد لا توفر لهم جهات أخرى سبل التعليم.

وأما مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، فقد ضم بين جنباته مكتبات مشاهير العلماء والرواد والمفكرين.

وأما جمعية بيت الخير فهي ملاذ لآلاف الأسر التي تعيش على ما توفره لها هذه الجمعية من حياة آمنة.

إنني في الواقع أشكر كل من يساهم مع أبي خالد في عمل الخير وفي بيت الخير، لكنني أسجل لأبي خالد كرمه الحاتمي الذي إذا عجز الآخرون لم يعجز هو وبذل من ماله بالملايين حباً في إنقاذ الانسان والكتاب.

وبالمناسبة فإنني أقدر للأديب عبدالغفار حسين كلمته الرائعة التي ألقاها في حفل التكريم، وكان هو أحد المكرمين أيضا، حيث أشاد في كلمته بدور مؤسسة العويس وبدور الكتاب الذي أبرزه أكثر عندما استشهد ببيت لأبي تمام يقول فيه:

إذا ما أرسل الأمراء جيشاً

إلى الأقطار أرسلنا الكتابا

نعم.. وجمعة الماجد هو ذلك الرجل الذي أبرز دور الكتاب، وأنفق على إنقاذ الكتب التراثية من التلف، فذهب بنفسه يجري وراء كل كتاب نفيس ليشتريه بدرهمه النفيس، في حين أن غيره ذهب يجري وراء كل درهم نفيس، ليجمعه ويطيل حبسه في البنوك، وبذلك فإن جمعة الماجد ينطبق عليه قول المتنبي:

فسرت إليه في طلب المعالي

وسار سواي في طلب المعاش

إن مؤسسة العويس في الحقيقة عندما تكرم رجلا مثل جمعة الماجد، تكرم نفسها لأن حسن اختيار الانسان دليل على وفور العقل.

ثم إنني أتفق مع الأديب عبدالغفار حسين في أن اطار تكريم مؤسسة العويس يجب أن يتوسع، ليشمل كل المبدعين والمنجزين في العالم، لكنني أتفق معه أيضا عندما قال: ينبغي أن يكرم كل أعضاء مجلس أمناء المؤسسة كما كرم هو شخصياً من قبل المؤسسة.

وأزيد عليه بالقول: يجب أن يكون لأهل الامارات نصيب سنوياً من هذه الجوائز، وقد لاحظت أن الحظ لا يحالفهم إلا نادراً، وسوف ينساهم الحظ كلياً إذا اتسع نطاق الجائزة الى عالم أرحب وأبعد.

إذن فلنبارك لكل من نال جائزة العويس، ونترحم على مؤسسها الزاهد الذي لم يخرج من الدنيا إلا بهذه السمعة الطيبة التي تركتها له هذه الصدقة الجارية.

وأهتف في أذن من منّ الله عليه بثروة المال فأقول: اكتب وصيتك قبل أن تودع الدنيا، واعمل لك مؤسسة ترعى الانسان والعلم والأخلاق، ولا تقل سوف أترك المال والبركة في العيال، وتذكر قول الشاعر:

ما حك جلدك مثل ظفرك

فتول أنت جميع أمرك

جميل أن يترك الانسان مالا من ورائه، ينتفع به المحتاجون، ولكن الأجمل أن يختار الانسان بنفسه المحتاجين، فكم من الأموال ضاعت بسبب سوء الاختيار من بعده.

www.arefonline.com
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"