«أم قيس» تعود إلى الواجهة

23:52 مساء
قراءة دقيقتين
عمّان: «الخليج»

تعيد اكتشافات أثرية جديدة أُعلن عنها مطلع ديسمبر/ كانون الثاني الماضي مدينة أم قيس إلى الواجهة السياحية في الأردن بعد تراجع حضورها لأسباب ترويجية وإدارية. شملت الاكتشافات التي قادها فريق متخصص في التنقيبات من جامعة اليرموك بقايا ومنشآت معمارية أثرية عائدة إلى الفترة الهلنستية وحتى الفترات الإسلامية. وتقع «أم قيس» شمالي الأردن وتعد إحدى المدن اليونانية الرومانية العشر ، ويطل موقعها الأثري على ارتفاع 378 متراً فوق سطح البحر بين أراضٍ زراعية ومساحات خضراء تلفه من كل حدب وصوب. ويشتمل الموقع الأثري على 3 مسارح تاريخية مفتوحة شمالية وجنوبية وشرقية مبنية من حجر البازلت الأسود ، يفصلها أرصفة وشوارع مادتها البلاط وبوابات صخرية ضخمة تحيطها أبراج هندسية دائرية الشكل وأخرى مقوّسة لها 3 أضلع.

تنتشر بين شوارع وأرصفة الموقع الأثري للمدينة أعمدة صخرية بيضاء وسوداء شاهقة الارتفاع يتوسطها ميدان كان يستخدم للسباق بين العربات ، وفي الأطراف زوايا متفاوتة كانت محال تجارية وملتقيات دورية لإعلان المستجدات.

د. عاطف الشياب، رئيس قسم الآثار في الجامعة ومدير فريق البحث، يقول إن عمليات التنقيب أظهرت معالم أثرية في مدينة أم قيس تعاقبت عليها حضارات بينها الرومانية والبيزنطية ، وتبيّن ذلك من خلال العثور على اللقى الأثرية.

ويوضح أن هذه الاكتشافات أثبتت تقدم الرومان في مجالي الهندسة وتقنيات تجميع المياه وتخزينها وتوزيعها من خلال رصد قنوات مائية كانت تنقل كميات إلى منشآت ومرافق معمارية مختلفة على جانبي ميدان «الديكانونس» للأعمدة الصخرية، مشيراً إلى العثور على «دكاكين» وحوانيت أرضياتها حجرية خلف الأعمدة السوداء وأخرى مزيّنة بمكعبات فسيفسائية وغرف سكنية متدرجة جهة الشمال بنيت في فترات بيزنطية وأعيد استخدامها في مراحل لاحقة.

يقول: «اكتشف الفريق جدراناً تتصل مع بقايا ومنشآت من حجارة جيرية عليها طبقات ومنصّة ضخمة لمعبد روماني وقطع فخارية وزجاجية ومعدنية ومن مادة الجص من المراحل الإسلامية والبيزنطية والرومانية».

ويضيف: «أزالت هذه الاكتشافات الغموض الذي يكتنف المبنى الكبير بعدما تبيّن أنه معبد روماني ومخطوطاته ذات دلالة داعمة ، وهي تتطلب توعية سكان المنطقة بأهمية الموقع تاريخياً والإسهام رسمياً في تأهيله سياحياً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"