حمد الكعبي: استكشافاتي لتعريف العالم بالثقافة الإماراتية

يخوض مغامراته في القطبين الشمالي والجنوبي
03:20 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: «الخليج»

لم يستطع أناس كثيرون اقتحام عالم الاستكشاف المخيف، وتحمّل خوض مغامراته المدهشة، ولكن حمد محمد سيف الكعبي، الذي تحدى الجميع، وهو في سن صغيرة، كان أحد الأبطال الذين خاضوا تلك التجارب، ووضع أقدامه في القطبين الشمالي والجنوبي، ورسم انطباعاته حول المناظر الطبيعية من خلال رحلات استكشافية في عمق الأراضي الجليدية، من أجل استكشاف المجهول، والتمتع بجماليات الطبيعة، وجمع معلومات عدة عنها، وتعريف شعوب العالم بالإمارات.
الكعبي ولد في العين، ودرس في مدرسة خليفة بن زايد الثانوية، وتخرج في جامعة شيستر البريطانية، وتخصص في الجرائم الإلكترونية. ويعد محل اهتمام مستكشفين أجانب للصورة الجميلة والشجاعة التي تميز بها من خلال رسالته التي تحمل المحبة والتسامح، من وطنه الإمارات إلى شعوب العالم.
وفي هذا اللقاء يتحدث الكعبي عن رحلاته ومغامراته الاستكشافية حول العالم، ورسالته التي يريد إيصالها إلى الشعوب المختلفة عن وطنه.
حدثنا عن رحلتك إلى القطبين الشمالي والجنوبي.
- هوايتي في مجال الاستكشاف بدأت بعد الاطلاع على كتاب لبريطانية تدعى أنجلي بتلر، وكانت المرشدة لمجموعة أشخاص في رحلة إلى القطب الشمالي، في منتصف رمضان سنة 2016. ونصحتني بعدم الصيام خلال الرحلة التي كانت صيفاً، إذ يصل النهار فيها ل24 ساعة، لكن قررت مواصلة الصيام. وكانت أوقاتاً لا تنسى، والجميع يهتم بك أثناء الرحلة.
خلال مطالعتي للكتاب، استوقفتني شخصيات الأوائل الذين وصلوا إلى القطبين الشمالي والجنوبي، ومن تسلقوا قمة «ايفرست»، وكان ذلك دافعاً قوياً بالنسبة إلي.
وبدأت الحجز للرحلة للقطبين نهاية 2016. وتعرفت إلى أصدقاء شجعوني كثيراً، لكن البعض استنكروا الخطوة، ورأوها في غاية الخطورة. وكان هدفي تحقيق الرقم القياسي والوصول للقطبين في فترة 6 أشهر.

صف لنا الرحلة

- كانت المناطق باردة، إحداها يزيد ارتفاعها عن مستوى سطح البحر بأكثر من 2780 متراً، وأخرى محيط متجمد يرتفع أيضاً متر ونصف المتر، لأن القارة القطبية الجنوبية منطقة باردة جافة، ترتفع 3000 متر في بعض مواقعها عن سطح البحر.
بدأت الرحلة من مدينة بونتا أريناس من أمريكا الجنوبية إلى مخيم مزود بمرافق كثيرة. وتنخفض درجة المخيم في العادة إلى -10، وفي وجود رياح تصل إلى -30، كما أن المخيم مزود بنظام تدفئة، وهي الشمس، والتي تشرق 24 ساعة، لمدة 6 أشهر. وهناك نظام تدفئة داخلي. والرحلة تبدأ من المخيم، وتستغرق إلى القطب الجنوبي تقريباً 4 ساعات.
وفي القطب الشمالي، تبدأ الرحلة من هلسنكي، عاصمة فنلندا، ومنها بطائرة الى مدينة مورمنسك الروسية، وتستغرق ساعتين. ثم ننتقل بسفينة نووية تعد الأقوى في العالم، وهي من النوع الكاسر للجليد، ومزودة بكل شيء، من مصبغة، مسابح، سونا، مكتبة، مطعم، غرف للنوم والمحاضرات، إضافة إلى طائرة مروحية. وتبدأ الرحلة وتنتهي في مورمنسك، ونعبر خلالها بحر بيرنتس، وجزر روسية، ثم ندخل إلى المحيط المتجمد الشمالي. حينها يكون البحر متجمداً، إلى أن نصل إلى القطب الشمالي الذي استمتعنا فيه بمشاهدة الدببة القطبية وكلاب البحر. وتنتهي الرحلة في مورمنسك، وتستغرق قرابة 13 يوما.

* ما دوافعك لخوض هذه المغامرة؟

- كنت أبحث عن شيء أقدمه لوطني، لذلك كنت في بداية مشواري الاستكشافي في القطب الجنوبي في ديسمبر/‏كانون الأول 2017، وأنهيته في القطب الشمالي في يونيو/‏حزيران الماضي، بتعريف الناس إلى الثقافة والحضارة الإماراتية، وبدأت الخطوة قبل مبادرة «عام زايد»، بتعريف العالم من هو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والتحدث عن إنجازاته وقيمه النبيلة. والتقيت أشخاصاً كثيرين تعرفوا إلى زايد من شعار كنت أرتديه. وكل هذا دافع لعمل شيء مشرف، يرفع اسم دولتنا عالياً، ورسالة إلى شعوب العالم أن شعبنا على يد واحدة.
الجمهور الذي التقيت به في هذه الرحلات لديه فضول عن تطور الإمارات، وقوة الاقتصاد، والدين، والتسامح، وصححنا معلومات مغلوطة لهم. وهدفي مساعدة الجمهور الذين يملكون شغفا لمعرفة هذه الأماكن سواء من الإماراتيين أو من دول أخرى، بمساعدتهم في كيفية الوصول، وتوفير مادة يشاهدون من خلالها الحياة هناك، من خلال تصوير المغامرة كاملة.

هل ستقصد مناطق أخرى ؟

- نعم، لكن لا أعتقد أنني سأخرج من نطاق المناطق القطبية، لما تحمله من متعة، إضافة إلى وجود باحثين في هذه الرحلات، ما يتيح فرصة التعرف إلى دراسات، وأخذ معلومات منهم.

كيف شَعرت خلال المغامرة؟

- شعرت بالفخر والاعتزاز بوصولي إلى موقع يصعب على كثيرين الوصول إليه. شعور انتصار على توتر تعيشه خلال فترة قبل وأثناء المغامرة خوفاً من حدوث مواقف قد تصعبها أوتلغيها، وفخر برفع علم دولة نعتز بمركزها، وبمنافستها دولاً كبرى، وشعور شخصي بوصولي هنا، وأنا صغير في العمر، ما يدفعني إلى مزيد من التقدم والتميز، إضافة إلى أن خبرتي في الأماكن التي زرتها ستعود بالنفع على أشخاص قد يصلون إليها.

وماذا استفدت؟

- الكثير، منها معلومات كنا نجهلها تخص البيئة، الحياة البرية، الجليد وذوبانه، الطقس، إضافة إلى التعرف إلى أشخاص من أطياف مختلفة.

هل من جهات دعمتك؟

- مغامراتي ومبادرتي من مجهودي الخاص. ولم أحصل على أي دعم، وذلك لرد الجميل إلى وطني ولو بالقليل، إضافة إلى توصيل رسالة إلى شعوب العالم عن القيم والمبادئ التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، في أبنائه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"