روح المواطنة.. تثمر في «السمالية»

أحفاد يستحضرون حياة الأجداد
03:08 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي: «الخليج»

تشكل فعاليات «ملتقى السمالية الربيعي الوطني» أحد أهم الأنشطة التراثية الشبابية، التي ينظمها «نادي تراث الإمارات» في مثل هذا الوقت من كل عام؛ بهدف غرس روح المواطنة لدى الناشئة والشباب، وترسيخ قيم التمسك بالعادات والتقاليد والتراث الوطني لديهم، وتحصينهم ضد الاختراق الثقافي المغاير للهوية الوطنية؛ إذ يرمي الملتقى إلى إكساب الناشئة والشباب المعارف والقيم والاتجاهات التي تمكنهم من فهم التراث واستلهام عبره التربوية، والتعريف بمكونات التراث وعلاقته بالهوية الوطنية، في إطار المحافظة على الهوية الوطنية. يشارك فيه سنوياً الطلبة المنتسبون لكافة مراكز النادي، كما يستضيف عدداً من طلبة مبادرة رحلة اكتشاف المواهب «روائع» بوزارة التربية والتعليم. وخلال جولتنا في «ملتقى السمالية» التقينا بعدد من المشاركين في الأنشطة للتعرف إلى مدى الاستفادة.
يقول أحمد حمد البلوشي طالب في مدرسة الرواد بالوثبة: سعيد جداً بهذه المشاركة كوني أتعرف إلى تراث الآباء والأجداد للمرة الثانية، وأمارس عدداً من الأنشطة؛ من خلال ورش كثيرة من بينها برنامج ركوب الخيل والجمال والتعرف إلى الواجهة البحرية وحياة الصحراء وبرامج أخرى، مشيراً إلى أنه شارك في فعاليات العام الماضي وأنها تجربة مميزة ومفيدة جداً اكتسب خلالها عدداً من الخبرات والتعرف إلى عالم الصيد التقليدي وحياة البحر.
وأشار البلوشي إلى أن الأنشطة تعزز الانتماء للوطن، وأضاف عندما أزور الجزيرة وأتعرف إلى الكثير من هذه الأنشطة أشعر بالفخر والعزة بما ورثناه من الآباء والأجداد.
قال هزاع هلال طالب في مدرسة القدرة بأبوظبي، زرت جزيرة السمالية أكثر من أربع مرات تعرفت خلالها إلى الكثير من الأنشطة المتنوعة، التي تهتم بحياة الأجداد، وتعلمت أساسيات ركوب الخيل والجمال، وقمت برحلة بحرية مكنتني من التعرف إلى حياة البحر والمشاركة في هذه الفعالية زادت من رصيدي وتعرفت إلى كثير من الزملاء. وأضاف هلال أن هذه الأنشطة تنمي روح المواطنة والمحبة بيننا كونها ترسخ قيم التمسك بالعادات والتقاليد والتراث الوطني، وأن الملتقى أتاح لنا فرصة التعارف بيننا. ويقول زميله نهيان خالد طالب في ذات المدرسة: هذه الأنشطة تغرس فينا الحب والانتماء إلى الوطن، والتعرف إلى أشياء كثيرة تفيدنا في مستقبل حياتنا، وقد تعلمت ركوب الخيل والجمال وكيفية إعداد العتاد ووضعه على الناقة، إضافة إلى كيفية التعامل مع الهجن كإناخة الجمل ووقوفه، علاوة على الفروسية وممارسة الصيد، وأضاف الأنشطة عرفتني إلى أساسيات الفروسية، وغرست فيّ روح الشجاعة.
بينما قال راشد هلال سليم طالب في معهد التكنولوجيا التطبيقية، «ملتقى السمالية» منحني فرصة كبيرة للتعرف إلى تراثنا الأصيل، واستطعت من خلاله ممارسة ركوب الخيل وإناخة الجمل، وتعرفت إلى أشياء تراثية كثيرة مكنتني من التعرف إلى كيفية القيام بتحريك الشراع، وركوب الخيل والإبل وممارسة الصيد بالصقور، وشاهدت عدداً من الطيور والحيوانات التي كانت بين الأشجار، والفعالية تعرفنا بتراثنا القديم وتذكرنا بحياة الأجداد بصورة أقرب إلى الذهن.
وأشار أحمد سعيد الطالب في مدرسة الاتحاد، سعيد جداً كوني أتعلم السباحة وكافة أنشطة الحياة البحرية، إضافة إلى ركوب الخيل، مؤكداً أن مثل هذه الأنشطة الجميلة، التي تتحدث عن تراث أجدادنا تنمي فينا القدرات، وتجعل الناس يتدربون على أشياء كثيرة، وكيف كانت حياة الآباء والأجداد، وتجعلنا أكثر قرباً إلى تفاصيل الحياة البيئية القديمة.
وأكد منصور علي، الطالب في مدرسة ريش وبرطيش، أنه للمرة الثانية يزور فيها الملتقى مشيراً إلى أنه تعلم ركوب الإبل، وتعرف إلى كيفية الصيد بالصقور، والحياة الصحراوية والبحر، وهذه الفعالية بلا شك ترسخ فينا المشاعر الوطنية والتبصير بواجبات المواطنة تجاه وطننا الغالي، الذي ظل مكان فخر لنا، مشيراً إلى أن هذه الأنشطة تربطنا بتراث آبائنا وأجدادنا بروح معاصرة وفي أجواء شبابية منطلقة بعيداً عن قاعات الدرس لاستثمار أمثل لوقتنا.
وقال محمد علاء عبد الله، الطالب في القدرة، هذه الأنشطة تنمي الولاء والانتماء إلى الوطن وتشعرنا بالفخر وتعرفنا كيف كانت حياة أجدادنا وما المعاناة التي وجدوها حتى أسهموا في تراث تاريخي أصبح يتحدث حوله العالم، وهذه الأنشطة تحفزنا على الكثير وتخرج منا كوادر شبابية متدربة قادرة على البذل والعطاء، ونتدارس حياة الآباء والأجداد وسط الناس بخبرة ومعرفة كاملة، وتعزز مفهوم الهوية الوطنية في نفوسنا.
وأكد راشد خادم الرميثي، رئيس قسم شؤون المراكز، مدير ملتقى السمالية، أن الفعالية تأتي في إطار استراتيجية ورسالة نادي تراث الإمارات بأهمية تفعيل العمل المؤسسي بين النادي وكافة المؤسسات ذات الصلة بالعمل الوطني والتراثي وتقديم تجربتنا التراثية لإفادة الطلبة والطالبات المنتسبين من خلال عدد من الأنشطة والبرامج التي تنسجم مع فئات المشاركين المختلفة.
وأشار إلى تنوع النشاطات ما بين عروض الصقارة والمحاضرات وورش العمل التدريبية، ثم الذهاب بالأنشطة إلى الجمهور المستهدف من الطلبة والطالبات؛ لزيادة معارفهم وربطهم بتراث الآباء والأجداد بروح معاصرة وفي أجواء شبابية منطلقة في رحلات خارجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"