عادي
أبوظبي تحتضن فعاليات الندوة المالية العالمية للاتحاد الدولي للنقل الجوي

نهيان بن مبارك: قيادتنا الرشيدة تحرص على دعم قطاع الطيران

03:54 صباحا
قراءة 9 دقائق

أبوظبي - عدنان نجم:
اجتمع أكثر من 700 مندوب عن قطاع الطيران في أبوظبي، للمشاركة في الندوة المالية العالمية للاتحاد الدولي للنقل الجوي، التي تنعقد اليوم في مركز مؤتمرات أبراج الاتحاد جميرا .
ورحّب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات بالوفود المشاركة في المؤتمر.
وأكّد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن دولة الإمارات تدرك مدى أهمية النقل الجوي ولذا فهي تحرص على الاحتفاء بالنجاح والإنجازات على مستوى القطاع الحيوي .
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: "حلقت دولة الإمارات نحو مكانتها الرائدة كحلقة وصل عالمية مستندة إلى شركات الطيران الناجحة تجارياً" .
وأضاف: "تحرص قيادتنا الرشيدة على دعم قطاع الطيران الذي يسهم في تعزيز مستوى الرخاء وتعزيز رؤيتنا العالمية" .
وقال: "هناك قناعة كبيرة في العاصمة أبوظبي بأن نجاح شركات الطيران تجارياً يمثل أحد المقومات والركائز المهمة لتحقيق اقتصاد منفتح قادر على المنافسة عالمياً" .
وأشار إلى أن الاهتمام بالضيوف والمسافرين لا يأتي من فراغ، بل يتطلب الكثير من الجهد .

تحسين النتائج
وأضاف قائلاً: "مع التسليم بضرورة التحلي بأقصى درجات المسؤولية تجاه المسافرين، يجب على شركات الطيران أن تسعى إلى تحسين نتائجها الأساسية" .
وقال: "إنني على يقين أن مساعيكم وجهودكم ستؤتي ثمارها . لقد نجحتم في صنع وترسيخ ما أسماه بيل غيتس أول شبكة عنكبوتية في العالم" .
وأضاف: "فقد لاحظ أن الطائرات تجمع بين الناس واللغات والأفكار والقيم في مكان واحد . وإنني أرى أنه بالرغم من التأثير الذي تحظى به الشبكة العنكبوتية الثانية في تعزيز تواصلنا على الصعيد العالمي بصور شتى، فإن طائراتكم اكتسبت مزيداً من الأهمية في دفع التواصل بين الأفراد نحو آفاق جديدة" .
وقال: "يتميز الطيران التجاري بأنه أحد الأسباب التي أسهمت بصورة ملحوظة في الجمع بين الناس واللغات والأفكار والقيم هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، فلا مجال أمامكم لخسارة المال أو تحقيق هامش ربح ضئيل . مع تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق في المناقشات المطروحة حول الأداء المالي لشركات الطيران في الوقت الحالي والمستقبل" .

عاصمة عالمية
ومن جهته، ألقى جيمس هوغن، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران المستضيفة لفعاليات "الندوة المالية العالمية"، كلمةً رحب في ثناياها بوفود الحاضرين للندوة في العاصمة الإماراتية أبوظبي .
استعرض هوغن كيف تحولت عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى واحدة من المراكز التجارية الأسرع نمواً في العالم وإلى محور عالمي في صناعة الطيران، بفضل موقعها المثالي كملتقى طرق بين الأسواق في الغرب والأسواق الناشئة ولاسيمّا في الصين ودول إفريقيا والهند .
وأشار هوغن إلى أن معدل نمو حركة المسافرين في منطقة الشرق الأوسط يتجاوز ضعف المتوسط العالمي حيث يصل إلى 4 .11 في المئة، كما تحدّث عن الإمكانات الهائلة التي تجعل من العاصمة أبوظبي على قدر هذا التحدي وخاصةً مع تأسيسها للعديد من المرافق الجديدة المبهرة .
وتشمل هذه المرافق مجمع "مبنى المطار الرئيسي الجديد" في مطار أبوظبي الدولي، والمقرر افتتاحه في عام 2017 والذي سيقتصر استخدامه على الاتحاد للطيران حصرياً .
وقدّم هوغن للوفود الحاضرين نبذةً عامة عن مسيرة الاتحاد للطيران التي تأسست عام 2003 وسرعان ما أصبحت أسرع شركة طيران نمواً في تاريخ الطيران التجاري على الإطلاق .
ويعمل بالاتحاد للطيران في الوقت الراهن ما يزيد على 20 ألف موظف من أكثر من 140 جنسية، وتشغّل الشركة أسطولاً يضم 103 طائرات تخدم ما يصل إلى 108 وجهات مباشرة من وجهات المسافرين والشحن .
وتسيّر الشركة ما يزيد على 220 رحلة يومياً، وقد نقلت خلال عام 2013 ما يصل إلى 5 .11 مليون مسافر واستطاعت تحقيق أرباح صافية خلال العام الماضي وصلت إلى 62 مليون دولار أمريكي .
وتناول هوغن في حديثه التحديات التي تواجه صناعة الطيران في الوقت الراهن، ولاسيّما القضايا الرئيسية مثل عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في بعض الدول، وزيادة الطاقة الاستيعابية عن الحاجة، بجانب القيود المفروضة على الدخول إلى أسواق جديدة، وتزايد سياسات الحمائية .

تحديات مهمة
كما أشار هوغن إلى عدد من التحديات الأخرى التي يتعين على شركات الطيران مجابهتها والتي تخرج عن نطاق سيطرتها مثل الكوارث الطبيعية، والنزاعات الجغرافية السياسية، والكوارث الصحية العالمية مثل تفشي فيروس إيبولا في الوقت الراهن في منطقة غرب إفريقيا .
وعلى خلفية حالة عدم اليقين التي تخيّم بظلالها على صناعة الطيران، يبرز نموذج العمل الذي تتبعه الاتحاد للطيران والذي يقوم على النمو المتسق في شبكة وجهات وأسطول الشركة، والشراكات بالرمز والاستثمارات في تملك حصص الأقلية في شركات الطيران الأخرى .

المزيد من الوجهات
وقال جيمس إن شبكة وجهات الاتحاد للطيران سوف تشهد إضافة المزيد من الوجهات مع إطلاق الشركة لتسع وجهات جديدة في الفترة من الوقت الراهن وحتى نهاية عام 2015 .
ويشمل ذلك إطلاق خدمة الرحلات إلى فوكيت في أكتوبر/ تشرين الأول، وسان فرانسيسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني، ودالاس في ديسمبر/ كانون الأول، والتي سيتبعها خلال عام 2015 إطلاق الرحلات إلى الجزائر العاصمة، وإدنبرة، وعنتيبي، وهونغ كونغ، وكولكاتا، ومدريد . كما سوف تصبح رحلات الشركة إلى بريزبين رحلات مباشرة دون توقف خلال عام 2015 .

تحديث الاسطول
ومن المقرر أن تنضم أولى طائرات الاتحاد للطيران من طراز إيرباص A380 وبوينغ 787 دريملاينر إلى الخدمة في أسطول الشركة بنهاية هذا العام، والتي سوف تتضمن أحدث مقصوراتها الجديدة التي تشمل مقصورة "الإيوان من الاتحاد" على متن طائرات الشركة من طراز إيرباص A380 .
وتمتد مقصورة "الإيوان" في الجزء الأمامي من الطابق العلوي بالطائرة وهي مخصصة لضيف واحد أو ضيفين وتتضمن غرفة معيشة، وغرفة نوم منفصلة بسرير مزدوج، ومرافق استحمام ملحقة بالجناح، إلى جانب خدمة "المضيف الشخصي" وخدمة فريق الخدمات الشخصية المخصصة للمسافرين من كبار الشخصيات .

توسيع الشراكات
وعلى صعيد الشراكات، لدى الاتحاد للطيران ما يصل إلى 47 شريكاً بالرمز، بما يوفر للمسافرين شبكة وجهات مجمّعة تصل إلى أكثر من 450 وجهة .
وتشمل استثمارات الشركة في حصص الملكية كلاً من طيران برلين (التي تملك الاتحاد للطيران فيها حصة تبلغ 29 في المئة)، وطيران سيشل (40 في المئة)، وجيت إيروايز (24 في المئة)، وفيرجن أستراليا (21 في المئة)، وآير لينغوس (4 في المئة)، والخطوط الجوية الصربية (49 في المئة)، و3 .33 في المئة في شركة الاتحاد الإقليمية، إلى جانب 49 في المئة في أليطاليا شريطة الحصول على موافقات الجهات التنظيمية .
وعن ذلك التطور قال جيمس "ارتقينا في مسيرتنا من شركة طيران منفردة إلى مجموعة عالمية لخدمات الطيران والسفر" .

منافع راسخة
ومن خلال العمل عن كثب مع شركاء الحصص، تتيح هذه الاستراتيجية تحقيق منافع راسخة على الصعيد التجاري والتشغيلي، إلى جانب إتاحة المزيد من الفرص لتحقيق وفورات كبيرة في التكاليف مع إمكانات لا حصر لها للاستفادة من عمليات الشراء المشترك للأصول والخدمات والإمدادات .
كما تتيح استراتيجية الشراكات بالحصص إمكانية التشارك في الموارد بما في ذلك أساطيل الطائرات، والموظفون، وبرامج التدريب، وعمليات الصيانة، إلى جانب إتاحة الفرصة للنقل المتبادل للمعارف والتقنيات .
وتصل شبكات الوجهات المجمّعة التي تخدمها رحلات الشركاء بالحصص إلى ما يزيد على 400 وجهة عبر أكثر من 700 طائرة تنقل سوياً ما يصل إلى 110 ملايين مسافر، مع تحقيق عائدات تزيد على 20 مليار دولار أمريكي .

تشجيع التنافسية
وأكّد هوغن أن منهجية الشراكات بالحصص تشجع التنافسية، وقال "نعمل مع الشركاء على تحقيق المنافع المشتركة ومن ثمَّ يؤدي النمو التعاوني إلى تحقيق الاستدامة للأعمال" .
وأضاف "من خلال العمل سوياً، تؤدي الشراكات إلى إطلاق وجهات جديدة، وجداول رحلات معززة، وزيادة أعداد الرحلات والطاقة الاستيعابية، وتعزيز قدرات الربط" .
وتابع بالقول "تساهم الشراكات في إتاحة المزيد من الخيارات للمسافرين، وتوفير رحلات ربط سلسة، مع مزيد من الاتساق والمرونة والموثوقية لشركات الطيران" .
وقال "من شأن ذلك المحافظة على الوظائف الموجودة سلفاً في قطاع الطيران بل وإيجاد وظائف جديدة كذلك، ليس لدى الشركاء من شركات الطيران فحسب، بل على صعيد الموردين العالميين كذلك" .
وعقّب قائلاً "أدت هذه المنهجية كذلك إلى المحافظة على خدمات قطاع النقل الجوي والتوسع فيها، وتحقيق الفوائد الكبرى للاقتصادات المحلية والوطنية على السواء" .

أهمية الاستثمار
وأكد هوغن أهمية الاستثمارات بقوله "لا يمثل الاستثمار الخارجي خطراً على الإطلاق، بل هو سبيل المُضي قُدُماً، ويثمر عن تحقيق منافع واسعة النطاق بكل تأكيد" .

أبوظبي وجهة عالمية للأعمال
قال ريكي ثيريون، رئيس شؤون الخزانة بمجموعة الاتحاد للطيران، "تستمر أبوظبي بوتيرة متسارعة في ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للأعمال والسياحة يُشَار إليها بالبنان . ويتضح ذلك جلياً من المرافق المبهرة التي نستضيف فيها ندوتنا هذه" .
وقال ريكي "تظهر آثار هذه الاستثمارات في الأعداد المتزايدة التي تزور أبوظبي حيث ارتفع عدد المسافرين من مطار أبوظبي الدولي بنسبة 20 في المئة خلال النصف الأول من عام 2014 مقارنةً بالعام السابق" .
وعقّب بالقول "تشهد أعداد الزائرين الذين يختارون الوصول والإقامة في أبوظبي زيادة مستمرة طوال الوقت، حيث ارتفعت أعداد الأفراد الذين أقاموا في فنادق بالعاصمة بنسبة 28 في المئة خلال النصف الأول من عام 2014" .

شركات الطيران الكبرى وراء تحقيق التقدم

قال برايان بيرس "رأينا خلال الفترة الماضية على صعيد الاقتصاد بصورة عامة وكذلك على صعيد صناعة الطيران أن شركات الطيران الكبرى في الأسواق المتطورة هي التي تحقق التقدم، في حين أن الأسواق الناشئة مثل أسواق الصين والبرازيل وروسيا تعاني جميعها، وبسبب ذلك فإن شركات الطيران بتلك الاقتصادات تواجه التحديات بدورها" .
ونظراً للعدد القليل من شركات الطيران المتداوَلة أسهمها في أسواق الأسهم العامة بدول إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، كان من الصعب إجراء مقارنة معيارية لأدائها المالي على صعيد أسواق الأسهم في تلك الدول . وعن الاقتصاد العالمي بصورة عامة، قال بيرس إن آفاق النمو للناتج المحلي الإجمالي العالمي تصل إلى ما يقرب من 3 في المئة لعام 2014 .
وعقّب بالقول "شهدنا مع ذلك بعض النتائج التي تبعث على القلق، حيث إن الاقتصادات في أوروبا على الأرجح كان أداؤها ضعيفاً بصورة أكبر من المتوقع" .
غير أن بيرس أشار إلى أن مقاييس مستوى الثقة في الأعمال ما تزال مرتفعة وأن تلك المقاييس قد أثبتت جدارتها في السابق بكونها دليلاً قوياً على توقعات النمو الاقتصادي المستقبلي .
وأضاف بيرس "بطبيعة الحال فإن بيئة العمل حافلة بالمخاطر ولاسيّما مع الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وروسيا، ومن ثمَّ قد تأخذ الأمور منحنى سيئاً بسبب ذلك" .

نمو قوي بأرباح صناعة الطيران

تحقق صناعة الطيران أداءً قوياً هذا العام مقارنةً بالعام الماضي ،2013 بناءً على النتائج المالية المتحققة في الربع الثاني من العام لدى عينة من 50 شركة من شركات الطيران والتي يتضمنها "تقرير المراقبة المالية لشركات الطيران" الصادر حديثاً عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" .
ووصل صافي أرباح شركات الطيران المشمولة بالدراسة إلى 17 .5 مليار دولار أمريكي إجمالاً خلال الفترة الحالية، مقارنةً بنحو 94 .1 مليار دولار أمريكي لشركات الطيران خلال نفس الفترة من العام الماضي .
ولم يكن هذا الارتفاع في الأرباح موزعاً بصورة متساوية بين كافة المناطق على امتداد العالم، غير أن شركات الطيران في أمريكا الشمالية تستأثر بما يزيد على نصف الأرباح إجمالاً لتلك الفترة من عام ،2014 في حين حققت الناقلات الجوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أداءً مالياً يتجاوز مستويات نقطة التعادل (عتبة الربحية) بصورة طفيفة، وفقاً لكبير الاقتصاديين في أياتا "برايان بيرس" .
وقال بيرس أن ذلك الأداء المالي القوي لشركات الطيران في أمريكا الشمالية قد لفت الأنظار في بورصة وول ستريت .
وعن ذلك أفاد بيرس بالقول "إذا نظرنا إلى أسعار أسهم شركات الطيران فإننا سوف نلحظ تحسُناً مستمراً يشير إلى الكيفية التي تنظر بها الأسواق المالية إلى شركات الطيران الأمريكية، ومن ثم شهدت أسهم تلك الشركات ارتفاعاً بنسبة تقارب الأربعة في المئة على مدار الأشهر الثلاثة الماضية" .
ومن المفارقات أن الشركات الأوروبية، التي حققت بدورها ارتفاعاً في أرباح الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، لم تشهد ارتفاعاً مماثلاً في أسعار أسهمها .
وقال بيرس "بالنسبة لشركات الطيران الأوروبية الإحدى عشرة التي قمنا باستبيان نتائجها، وصلت الأرباح التشغيلية لها إلى ما يزيد على ملياري دولار أمريكي" .
وأضاف "تعدُّ تلك النتيجة أفضل بكثير من الربع الثاني في العام الماضي غير أننا مع ذلك نلحظ حدوث انخفاض في أسعار أسهم تلك الشركات بنحو 16 في المئة . وفي اعتقادي أن السبب وراء ذلك يتمحور بصورة رئيسية حول الأحداث في روسيا وأوكرانيا، والمخاطر وكذلك العواقب المرتبطة بالعقوبات التي تشمل منع السفر بغرض العمل وما شابه".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"