المرأة العراقية فقدت الحرية وتحملت الهموم

بعد 5 سنوات من الاحتلال
13:00 مساء
قراءة 6 دقائق

أسهم الاحتلال الأمريكي للعراق في سلب حقوق كثيرة من العراقيين رغم تأكيده قبل الغزو على إرساء الحرية والديمقراطية في البلد وتعويض شعبه عن سنوات الحرمان التي عانى منها لعقود عديدة، لكن المعاناة زادت والحرمان تضاعف. وكان للمرأة العراقية الحصة الأكبر في الحرمان، لأنها وبعد أن فقدت من يتولى إعالتها بأعمال العنف باتت مسؤولة عن عائلة بكاملها. الخليج طرحت سؤالا على عدد من النساء العراقيات بعد مرور 5 سنوات على الغزو عن وضع المرأة العراقية بعد هذه السنوات.

تقول غادة العاملي صحافية: عانت المرأة من الاحتلال ولكنها تحررت من بعض القيود التي كانت مفروضة عليها خلال فترة حكم صدام حسين. فنحن في مجالنا كإعلاميات لم يكن لدينا المساحة الواسعة التي نتحرك فيها على مستوى الكلمة وعلى مستوى الشكل بالنسبة للصحافة على كل المستويات.

وتضيف نعاني من السلبيات التي عمت حياتنا بعد الاحتلال ونتمنى أن تكون مسألة وقت وتنتهي كمسألة الوضع الأمني والتدهور وبالنتيجة المرأة العراقية هي مرأة مستقلة وتتمتع بمميزات لا تتمتع فيها أي امرأة ونلاحظ ان اول وزيرة في الوطن العربي هي امرأة عراقية وأول حقوقية في الوطن العربي هي كانت من العراق ومن الفنانات التشكيليات والاعلاميات وغيرهن وأبرز الإعلاميات في الوطن العربي هن العراقيات والمرأة العراقية متميزة بعطائها ونتاجها.

أما نجاة عبد الله إعلامية وشاعرة فتقول: الآن لا تبدو هناك ملامح واضحة وصريحة عن التغيرات التي ظهرت على الساحة العراقية والتي تنطبق على واقع المرأة العراقية اليوم، فلم نلحظ التغييرات أو الطفرة النوعية التي بدت على الواقع فبالنسبة للوضع الامني زاد الحصار والقيود على المرأة بينما قبل تلك الفترة كانت هناك حرية أكثر للمرأة والآن طغيان الواقع الديني وعدم السماح للمرأة بممارسة حريتها وفرض عليها رداء معين عن غيره وعدم مقدرتها على السير بشكل منفرد هذا من جانب الحياة اليومية. أما بالنسبة للجانب الآخر فأنا أعرف الكثير من الارامل اللواتي فقدن ازواجهن بسبب الاعمال الارهابية لم ينلن حقوقهن خصوصا اللواتي يسكن المحافظات وهذا شيء لا يطمئن. وفي مجال إبداع المرأة لم تقدم الدولة أي شيء للمساعدة العراقية فلم نلحظ تغييراً في الوقت الذي كنا نتوقع في ظل الديمقراطية الجديدة والنداءات والشعارات الكثيرة التي نسمعها بحق المرأة مثل المرأة نصف المجتمع، المرأة كانت مغبونة ويجب ان تأخذ حقها لكن نرى ان الحصار النفسي والاجتماعي ضيق على المرأة اكثر من قبل وهذا الشيء الذي لا نريده ونتمنى ان تركز الدولة قليلا على واقع المرأة العراقية اليوم وتدرس معاناتها فوزارة المرأة ماذا فعلت للمرأة ومن يتصل بها؟ أو يستطيع الوصول إليها؟، هل هناك ارملة وهل هناك امرأة قد وقع اعتداء عليها وهل هناك امرأة مغبونة استطاعت الوصول الى وزارة المرأة وحققت لها شيئا..؟ وأود القول إن منظمات المجتمع المدني التي تعنى بالمرأة ليست إلا واجهات اعلامية فقط ولا يوجد أي شيء فعال ولا توجد أي ثمار لها.

وقالت روعة إعلامية وفنانة مسرحية: اعتبر المرأة مظلومة ومقهورة على كافة الصعد سواء في البيت أو العمل أو الشارع او في أي مكان آخر وبالتأكيد هذا يرجع الى الظروف الصعبة التي يعيشها البلد وبالذات كونها امرأة. فبالنسبة لهذه الاتجاهات والمسميات الكثيرة التي اطلقت عليها والتي ظهرت على الساحة العراقية تمنع وصول المرأة لمبتغاها الصحيح وتكمل مسيرتها حتى لو كانت المرأة ربة بيت. فعندما تذهب للتسوق تواجهها صعوبات كثيرة ممكن تتعرض للاختطاف أو القتل أو للاغتصاب أو إلى طلقة مجهولة أو انفجار والشيء ذاته بالنسبة للعمل. فالمرأة لا تستطيع ان تزاول عملها بحرية تامة ولا يوجد من يعطي المساحة الكافية للمرأة العراقية وانا بنظرتي الشخصية اقول ان ما يجري للمرأة العراقية حرام بما ان الرسول صلى الله عليه وسلم شبه المرأة بالقارورة، عندما قال رفقا بالقوارير والآن نحن نتساءل أين الرفق؟ بل على العكس نرى أن التصرف مع المرأة بات يتم بوحشية.

وتؤكد زينة محمد إعلامية ومقدمة برامج في اذاعة ديموزي : واقع المرأة العراقية خلال الخمسة اعوام الماضية كان مؤلما للغاية، فالمرأة عانت كثيراً من الوضع الأمني أو المعاشي ونحن نعرف أن المرأة العراقية ناضلت وتعبت وفعلا هي الأخت والأم والبنت وهي الزوجة وهي الحبيبة هي نصف المجتمع وايضا نصف الرجل ومكملة له في هذا المجتمع. لكنها لم تحصل من كل هذه العناوين المجتمعة إلا على الخذلان.

وأضافت لقد عانت المرأة من ضغوطات كبيرة خصوصا بعد الاحتلال فالوضع الامني وتردي الاوضاع أسهم بشكل فعال بزيادة معاناة المرأة سواء في العمل او البيت وفي كل مجالات الحياة. لكن مع كل هذه الاحباطات أثبتت المرأة العراقية نفسها لتكون لها ميزة جميلة. ويعرف العالم أن المرأة العراقية عاملة، مجتهدة، مناضلة، صبورة وعانت الكثير فعلا ومرت بظروف صعبة جدا. لكنها تحملتها واكملت المسيرة وأرى انه يجب ان تكرم المرأة وتساند من قبل الرجل في كل شيء لأنها تستحق كل التقدير والمساندة.

وأكدت أن الوضع الأمني الذي تدهور بعد دخول قوات الاحتلال اثر بنسبة كبيرة في زيادة الارامل والوضع الصعب الذي يعشنه وهن بحاجة لمن يساندهن، لأن المرأة بلا معيل تصبح حياتها صعبة جدا.

أما سعاد الشاهين شاعرة فتقول: المرأة العراقية بعد دخول قوات الاحتلال دفعت ثمنا باهظا من حريتها ومن حياتها ومن كرامتها، فهي لم تعد تستطيع أن ترتدي الملابس التي تناسبها بسبب المضايقات الكثيرة التي تحاصرها من جهات مختلفة. كما لم تستطع أن تمارس عملها بصورة صحيحة وكثير من النساء العراقيات فقدن وظائفهن. لأنهن خشين الخروج من منازلهن خشية التعرض للقتل أو الاختطاف. كما فقدت المرأة العراقية حياتها عندما تعامل معها المحتلون بوحشية تنم عن أخلاقياتهم وطبيعتهم البعيدة كل البعد عن الإنسانية. كذلك قامت جهات مختلفة بقتل النساء تحت عناوين مختلفة. لكن للأسف إن هذه الجرائم لم يسلط الأعلام عليها الضوء. أما قوات الاحتلال وحتى بعض الأجهزة الأمنية العراقية لم تترك كرامة للمرأة العراقية. حيث يؤخذ ابنها من أمامها أو يقتل وهكذا بالنسبة لزوجها وأخيها وأبيها. في حين إن منازل العراقيين باتت عرضة للانتهاك من قبل المحتلين بحجج واهية.

وأضافت إن الحرية وحقوق المرأة والمقاعد التي حصلت عليها المرأة العراقية في مجلس النواب والوزارات التي نالتها فضلا عن المناصب الأخرى التي حصلت عليها بعد الاحتلال كلها لا تساوي شيئا أمام عدد الأرامل اللائي فقدن أزواجهن بالبلد. وكذلك لا تساوي شيئا أمام المصاعب التي واجهتها. فما قيمة الحرية والديمقراطية وغيرها من الشعارات البراقة التي جاء بها المحتل أمام المآسي التي تعرضت لها المرأة العراقية..؟ فهل الديمقراطية تشبع من الجوع..؟ أو الحرية تعيد السعادة المفقودة..؟

يقول أمين الأسدي مستشار لجنة الاسرة والمرأة والطفولة في مجلس النواب العراقي: المرأة العراقية في الماضي كانت معسكرة وكانت تقوم بأدوار كبيرة جدا أكبر من طاقتها وايضا تقوم بدور الاب عندما يقتل زوجها في الحروب، فمارست أدوارا كثيرة ومؤخراً أصبحت نائبة في البرلمان بغض النظر عن النائبات فاعلات أو غير فاعلات لأن هناك سبع عشرة نائبة في سويسرا لكن عملهن كبير جداً، عندنا توجد ثلاث وسبعون نائبة نتمنى ان يمارسن دورهن لأن التجربة الحقيقية جديدة وحديثة والأمور الآن إن شاء الله مسددة بأفكار الخيرين والمنظمات غير الحكومية.

وأضاف إننا لا نعتقد أن يحدث شيء للمرأة دون أن تشارك هي به يجب ان تكون المرأة عنصراً فعالاً في هذا الأمر لا تطلب بل تفعل هي. لكن طبعا تعرفون هناك حدود هناك قيم وعادات وإن الدين الإسلامي الحنيف أعطى حقوقاً كثيرة للمرأة، والآن لو وضعنا حقوق المرأة وحقوق الرجل في ميزان لتساوت الكفتان.

فتشارك الآن في مجلس النواب كعضوة وكنائب وأيضا تشارك في ثلاث وزارات، وأصبحت عميدة كلية وتشارك في الجامعات في المجالس البلدية ومجالس المحافظات الآن هي رئيسة المنظمات هناك الكثير من النساء يمثلن دور الرئيس في المنظمات لكن هذا كله لا يعفي المرأة من ان تتثقف على هذه المسائل على الحرية وهذه المساحة الكبيرة من الحرية لكن اذكر اختي العزيزة المرأة كما قال احد الفلاسفة الفرنسيين تنتهي حريتي حيثا تبتدئ حرية الآخرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"