«بي لونجينج».. «توثيق مجسم» للانتماء والحنين

مشروعات تخرّج احتضنها مركز مرايا للفنون
02:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي: مها عادل

الانتماء والحنين والهوية.. معانٍ تحمل الكثير من الجماليات والمشاعر الإنسانية الراقية وتمس القلب والوجدان، ويصعب أحياناً على بعض الفنانين المحترفين التعبير عنها بأشياء ملموسة أو أعمال مجسمة. ولكن نجح الفنانون المشاركون بمعرض «بي لونجينج»، الذي أقيم مؤخراً بمركز مرايا للفنون بالشارقة، في التعبير عن هذه المعاني باستخدام مستويات مختلفة ومبتكرة من الإبداع والأدوات التي تعكس تجربة كل فرد فيهم.
شارك بالمعرض، الذي أقيم تحت إشراف القیّمین نور سیدل وشیخة المزروع - عضوا هيئة التدریس في جامعة الشارقة، خريجون من كلية الفنون الجميلة بجامعة الشارقة بمشاريع تخرّجهم، التي تتضمن معالجة لمختلف القضایا المتعلقة بالألفة والحنين والهویة، وإعادة إحياء الأفكار المحلیة، واستكشاف الملاحظات حول ثقافة المغتربین في الإمارات، وصولاً إلى مشروعات تعبر المقتنيات الشخصية وما تحمله من حنين للماضي، وإعادة تشكيل ألعاب الأطفال بشكل مبتكر لإحياء روح الطفولة وتوظيف الأدوات المنزلیة بأسلوب مرح ومبتكر كوسيلة لتوصيل أفكارهم. وخلال السطور القادمة نلتقي مع بعض الفنانات المشاركات في المعرض.
تقول الفنانة أليكسيس جافيرو (22عاماً): يركز مشروع تخرّجي على فكرة الانتماء للعائلة والتجمعات في إطارها، حيث يمثل هذا الموضوع أولوية كبيرة في الثقافة الفلبينية التي أنتمي إليها، واستخدمت فيديو واقعياً لعائلتي وعلاقتها بالمنزل وما يشوبها من تقارب وتباعد أحياناً. وتمثل لي علاقتي بالإمارات، التي توطدت كثيراً عبر سنوات دراستي فيها، معنى انتماء للمكان والذكريات والشعور بالأمان والراحة في هذا المجتمع، يعززه الأصدقاء والعلاقات التي أنشأتها وزادت من ارتباطي بالمكان.
تلتقط الفنانة نافا رضوي (21 عاماً) خيط الحديث وتوضح: «ولدت وترعرعت في الإمارات. وتنبع فكرة مشروعي من التجارب الشخصية وخبرتي بوطني الأول باكستان والثاني الإمارات. وتناول مشروع تخرّجي التعبير عن ثقافة الإمارات من منظور المغتربين والتي تتشكل عن طريق دمج الثقافات المختلفة بانسجام وتناغم لتشكيل ثقافة جديدة تماماً في حد ذاتها. وركزت على استكشاف اللغة وتأثير اختلافها على العلاقات والمفردات الشائعة ورصد بعض العبارات العامية التي تظهر في هذه المواقف بهدف تقليل الفجوة بين الثقافات والبشر. ورغم أن فكرة الانتماء كانت محيرة بالنسبة لي إلاّ أنني شهدت بالإمارات نموذجاً مثالياً للتعايش يحفز مشاعر الانتماء، وعند عودتي لوطني سأفتقد كل تفاصيل الحياة هنا ولكني سأحتفظ بمفهوم رائع عن الانسجام بين البشر.
تقول دانية التميمي( 21 سنة)، عن الرسالة التي يحملها مشروعها الفني بالمعرض:«ركّزت على فكرة التعلق بالأغراض مثل الألعاب والتي يتعلق بها الطفل في سنواته الأولى والحنين إلى ما ترمز إليه، وجمعت مجموعة ألعاب من الديناصورات الصغيرة ودمجتها معاً لتشكيل شكل دمية على شكل دب، وهنا نستفز عقل زوار المعرض في التعرف على أصل المجسم والتأقلم مع التصميم الجديد ولكي يتعرف الزوار على فكرة التصميم لابد من استنفار روح الطفولة والحنين للذكريات، فالانتماء بالنسبة لي له معنى مجرد يتمثل في وجود مسكن يمكن للشخص العودة إليه في نهاية المطاف، وعززت إقامتي بالإمارات ،عقب مجيئي من العراق، الشعور بالسكينة والأمان داخلي والانتماء للمكان وحفزت طاقتي للإبداع».


فرص وآفاق جديدة


توضح شيخة المزروع، القيمة على معرض «بي لنوجينج»، أن فكرة إقامة المعرض انطلقت من الحرص على فتح فرص وآفاق جديدة أمام الطلاب لعرض أعمالهم خارج نطاق الجامعة. وتضيف: «مركز مرايا سباق لاحتضان مواهب طلابنا، فهذا المعرض هو التعاون الثالث مع جامعة الشارقة، وتم اختيار 5 خريجين للمشاركين بعناية فائقة من بين 13 خريجاً هذا العام بسبب تميز أفكار مشروعاتهم، ووجود ترابط كبير بين هذه الأعمال وقدرتهم على التعبير عن فكرة المعرض من زوايا مختلفة وباستخدام أدوات متباينة ورؤى متنوعة منبثقة من خبراتهم الشخصية، سواء داخل الإمارات أو خارجها، حيث إن الطلاب ينتمون إلى خلفيات ثقافية وجنسيات مختلفة، وبالفعل قدم الطلاب منظوراً مختلفاً للتعبير عن فكرة الانتماء من وجهة نظر كل واحد منهم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"