سباق الموت

02:11 صباحا
قراءة دقيقتين
كتبت: منى البدوي

عندما يسيطر الطيش والتهور على سلوك بعض الشباب في قيادة المركبات، ويقودهم الاستهتار والاستخفاف بأرواح البشر إلى جعل الشوارع حلبات سباق، وتحويلها أحياناً إلى ساحات للموت؛ بسبب حوادث مؤلمة، وفي أحيان أخرى تكون بشعة لما ينتج عن اصطدام وتدهور المركبات المسرعة.
اعتاد شاب قيادة مركبته بطيش حتى بات التهور جزءاً من سلوكه في القيادة، معتقداً أن الجرة في كل مرة تسلم؛ لكن في المرة الأخيرة التي سبقت دخوله السجن تسبب في حادث مروري بشع أدى إلى وفاة أربعة أفراد؛ هم: شابان وسيدتان، وإصابته «الجاني» بكسور متفرقة؛ بعد أن مارس التسابق في أحد الشوارع العامة.. مشهد مأساوي خلفه الحادث الذي وقع بعد منتصف الليل؛ حيث كان المتهم وبرفقته صديقه يتسابق مع مركبة أخرى في طريق يوجد فيه أيضاً شابان، وكانت المركبة الأولى تسلك المسار الأيسر للطريق، بينما تسلك المركبة الثانية المسار الأيمن، وبسبب سرعتهما الزائدة انحرفت إحدى المركبات جهة اليمين، واصطدمت بالجانب الأيمن الأمامي، ما أدى إلى انحرافها واصطدامها بعمود إنارة، وانشطارها إلى قسمين، في حين اندفعت المركبة الثانية جهة اليمين، ودهست سيدتين كانتا تسيران على الرصيف الجانبي من الطريق، ومن ثم تدهورت المركبة خارج الطريق، وتبين بفحص المركبتين بوساطة لجنة مشكلة من خبراء المرور أن المركبتين تم تزويدهما، وعليهما تعديلات في المحرك؛ بغرض التسابق، وأن السائقين كانا يتسابقان على الطريق العام ويسيران بسرعة تجاوزت 150 كيلومتراً في الساعة، بينما السرعة القانونية المحددة للطريق 80 كيلومتراً في الساعة، وتبين أن سبب الحادث هو السرعة الزائدة والقيادة بطيش وتهور، وتم بعد ذلك إحالة الأوراق إلى النيابة العامة.
أحيل الشاب الآسيوي إلى المحكمة بعد أن أتم فترة علاجه في المستشفى، وتم نقله إلى السجن؛ حيث وجهت له النيابة العامة بعد الانتهاء من التحقيقات تهم التسبب في موت المجني عليهم؛ نتيجة مخالفته قواعد السير والمرور؛ حيث قاد مركبته بطيش وتهور وبصورة تؤدي إلى الإضرار بالآخرين؛ وذلك بالتسابق من دون تصريح، الأمر الذي أدى إلى وقوع حادث راح ضحيته 4 أفراد، إضافة إلى إتلاف المركبتين، وأملاك الدولة، وعدم الالتزام بعلامات السير والمرور وقواعده وآدابه الموضوعة لتنظيم حركته، فقد أجرى تغييرات جوهرية في المركبة بلا ترخيص.
قضت محكمة أول درجة بإدانة المتهم والحكم عليه بالسجن لمدة سنة وغرامة قدرها 10 آلاف درهم وأداء الدية الشرعية لورثة المجني عليهم، والتي بلغت نحو نصف مليون درهم، ووقف العمل برخصة القيادة لمدة عام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"