من التاريخ إلى الرؤية وكل أشكال الكتابة، تتابع شركة رياض الريس للكتب والنشر التي تحتفل بعامها الواحد والعشرين مع نهاية هذه السنة، اصداراتها الجديدة والمميزة، وآخرها ثلاثة كتب هي: تاريخ لبنان الحديث من الامارة إلى اتفاق الطائف للدكتور فواز طرابلسي، القاتل ان حكى سيرى الاغتيالات الجماعية للمفكر والمحلل السياسي والاجتماعي نصري الصايغ، وخطف كلب أمريكي للكاتب القصصي روكز اسطفان.
يقسم د. فواز طرابلسي تاريخ لبنان الحديث 472 صفحة قطع وسط إلى 13 مرحلة لكل منها عنوانها: امارة جبل لبنان 1528 -1842)- موت النظام المقاطعجي مخضباً بالدم (1942-1961)-المتصرفية في عظمتها وبؤسها (1861-1915)- بيروت عاصمة التجارة والثقافة (1820-1915)- جدليات الاتصال والانفصال (1915-1920)- من الانتداب إلى الاستقلال(1920-2943)- جمهورية التجار (1943-1952)- عهد شمعون: السلطوية والانحياز الغربي(1925-1958)- الشهابية وبناء الدولة (1958-1970)- الاصلاح بواسطة السلاح (1975-1976)- أطول انقلاب في تاريخ لبنان (1977-1982)- نظام الحرب: الاقتصاد السياسي للميليشيات (1983-1990)- اتفاق الطائف في التباساته والتناقضات.
ويتميز الكتاب بمنهجية تتناول الحدث بخلفياته وأبعاده التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، في نص غني بالوقائع والتحليلات الثاقبة. وبفهم هذا النسيج الفريد لتأريخ لبنان الحديث، يمكن قراءة الماضي بوضوح وربط الحاضر وصولاً إلى استشراف المستقبل.
ويحصي نصري الصايغ في القاتل إن حكى- سيرة الاغتيالات الجماعية 290 صفحة قطع وسط يحصي مئات آلاف القتلى في لبنان منذ بدايات الحروب عام ،1975 وعشرات آلاف المخطوفين، مقدراً عدد القتلة بين عشرين ألف قاتل وأربعين ألفاً والخاطفين بنحو ثمانين ألفاً.
سأل زعماء الأحزاب والميليشيات ومسؤوليها فوجدهم جميعاً بين مستنكف عن الجواب، وصامت ومبرر بالدفاع عن النفس، فقط ثلاثة اشخاص عاديين أدلوا باعترافات وتفاصيل جريئة حتى التقزز.
وفي الكتاب تفاصيل بالأسماء والأرقام والمواقع لمختلف المجازر من بوسطة عين الرمانة إلى الكرنتينا وتل الزعتر والدامور وصبرا وشاتيلا والسبت الأسود وحروب الإخوة في المناطق اللبنانية وحرب الجبل وغيرها.
ولا يجد نصري الصايغ أملاً بأمان في بلد يعيش فيه قتلته بأمان مطمئنين إلى وظيفة النسيان، يمارسون نشاطهم السياسي بجدارة طائفية، ويتقنون تنشئة الأجيال بخبرة دموية عالية.
وفي خطف كلب أمريكي 346 صفحة قطع وسط)، يتناول روكز إسطفان حادثة خطف الكلب الأمريكي مورفي على يد عصابة إرهابية يتزعمها شقيق خاطف طائرة بانامية متهم بقتل طاقمها الأمريكي. ومن خلال الرواية ألقى اضاءة على القيم الأمريكية السياسية والثقافية مقارنة بقيم مجتمعاتنا في دول العالم الثالث.
ينهمك الاعلام الأمريكي بخبر المواطن اليومي، والشعب الأمريكي ويهب دفاعاً عن الكلب، الذي يحظى بشرف المواطنة الأمريكية لتتم مبادلته بالسجين البطل خاطف الطائرة البانامية. وفيما يعد قائد المجموعة الارهابية لاستقبال عظيم احتفاء بعودة أخيه البطل ثم لجنازة تليق به كيلا يحل محله في موقع الرئاسة، وترحب الجماهير الأمريكية بمورفي بأعلى صوتها أهلا وسهلا بك في بلادك، يا مورفي، لقد عدت أخيراً، أيها البطل، إننا نحبك، مورفي.
