«العازي».. صيحات إماراتية في قائمة «اليونيسكو»

أحدث سفير عالمي للفنون التراثية بالدولة
03:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي: علي داوود

يعتبر فن «العازي» أحد أهم وأبرز الفنون التراثية التي عرفها المجتمع الإماراتي منذ عهود طويلة مضت، كونه يحظى بمكانة كبيرة وسط المجتمعين الإماراتي والدولي، حيث إنه ظل يردده الكثير من خلال أشعاره الحماسية في جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية في أجواء تبعث روح العزة والفخر والولاء والانتماء إلى الوطن وقيادتنا الرشيدة.
ويعود عمر هذا الفن التراثي الأصيل في الإمارات وسلطنة عمان إلى مئات السنين، حيث إنه يمثّل رمزاً مهماً، كما أن هذا النوع من الفن القديم يعتمد على الإلقاء الشعري دون أي ألحان أو آلات موسيقية، كونه تغلب عليه أشعار الترحيب، والاحتفال، والمدح، وسرد الإنجازات، عبر أداء قوي من جانب المؤدي والمرددين - الذين يعطون «الجواب» خاصة الذين يصطفون خلف المؤدي بصفوف متراصة ومنتظمة تضفي مزيداً من الجمال على هذا اللون الفريد من الفن الإماراتي التاريخي القديم.
كان لقاؤنا بعدد من الخبراء في هذا المجال حول هذا الفن التليد الذي تم إدراجه في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بإجماع ممثلي الدول المشاركة في الاجتماع الدوري الثاني عشر للجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو الذي عقد في جزيرة «جوجو» بجمهورية كوريا الجنوبية في الفترة من 4 إلى 9 ديسمبر الحالي.
يؤكد أحمد عبد الله الكعبي من لجنة الفرق الحربية على أصالة هذا الفن الذي يعتبر من بين فنون الأداء التي يمارسها المجتمع الإماراتي منذ عهود قديمة. وأوضح أن فن «العازي» يجب الاهتمام به والحفاظ عليه كثيراً باعتباره أحد الفنون التراثية القديمة التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا، مؤكداً أنه يستحق ذلك الاهتمام العالمي، فهو من الفنون الحماسية التي تردد في كثير من المناسبات في الدولة. وذكر أن فن «العازي» يسهم في إغناء المشهد الثقافي للحضارة الإنسانية ويعزز من مقوماتها الأصيلة واستدامتها.
ويؤكد خلفان المقبالي رئيس فرقة سالم مصبح المقبالي، أن «العازي» فن رجولي جميل وقديم، يقال في جميع المناسبات، خاصة الوطنية في مدح الدولة وشيوخنا، إضافة إلى مدح القبائل، وأشار إلى أنه فن من الماضي القديم الذي توارثناه منذ آلاف السنين من آبائنا وأجدادنا، مؤكداً أنه سيظل باقياً في قلوبنا إلى الأبد، مشيراً إلى أن إدراجه على قائمة اليونيسكو مؤخراً شيء جميل وطبيعي، وأن هذا الفن عمل توثيقي، وإن دل هذا إنما يدل على اهتمام شيوخنا وقيادتنا الرشيدة، وأضاف أتمنّى أن يتم إدراج كل أنواع فنوننا على قائمة اليونيسكو، خاصة أنها تحظى باهتمام شيوخنا وقيادتنا الرشيدة، وهذا ليس بغريب عليهم.
ويشير عبيد محمد ضحي،عضو في فرقة سالم مصبح المقبالي، إلى أن فن «العازي» متوارث بين الأجيال وحمايته مسؤولية تقع على عاتقنا نحن كإماراتيين، كما يجب علينا أن نوفر الظروف التي تضمن استمرار ممارسة هذا النوع من الفن وتوثيق التقاليد والمعارف المرتبطة به ونقل هذا الفن إلى جميع شعوب العالم، لأننا دائماً نفتخر بتراثنا وفننا الأصيل، كما لا بد أن نورثه للأجيال الحالية والقادمة والاهتمام به كثيراً.
ويؤكد على الله محمد إبراهيم، الخبير في الفن التراثي الإماراتي أن هذا الفن الأصيل الجميل ورثناه من آبائنا وأجدادنا منذ مرحلة مبكرة من الطفولة، ويقول كنا في الماضي عندما نذهب إلى البحر للصيد في مجموعات نقوم بترديد النهمات والأهازيج المتعلقة بفن «العازي» الذي يدل على مواقف الشجاعة والرجولة والبطولة والفخر والانتماء للوطن، وعندما نردد هذا النوع من الفن المتوارث من الآباء والأجداد يكون بشكل جماعي وبدون استخدام آلات موسيقية أو إيقاعية، لبث روح الفخر والولاء والاعتزاز بالقيم الوطنية.
وأضاف يوسف أحمد العلي: عندما نذهب إلى البحر نردد في مجموعة من الأهازيج القديمة والتي تملأ وقت فراغنا وتبث في نفوسنا الشجاعة، حيث إنه لم تكن هناك وسائل للترفيه والمشاهدة.
ولفت إلى أن فن،العازي، يعتمد على أسلوب الشجاعة والمدح في المناسبات الوطنية، وقال سنحافظ على كل أنواع الفنون التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا وسنورث هذا الفن الأصيل إلى أبنائنا بكل فخر واعتزاز ولن نفرط فيه أبداً، وأن إدراج هذا الفن في اليونيسكو إنجاز كبير ومهم، يؤكد الجهود الدولية الحثيثة للحفاظ على تراثنا الأصيل وضمان انتقاله إلى أجيالنا القادمة وهذا فخر لنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"