"الحصرم الشامي" حكايات تاريخية شعبية

يعود بجزء ثالث والرقابة تمنع بثه في سوريا
13:32 مساء
قراءة 4 دقائق

يواصل المخرج سيف الدين سبيعي تصوير الجزء الثالث من مسلسله الذي بات سنويا الحصرم الشامي للكاتب فؤاد حميرة، وهو من إنتاج شركة أوربت التي تعتمد البث الشفر منذ الجزء الأول. ويشرف المخرج الكبير هيثم حقي على العمل في تجربة هي الأولى له مع اوربت، كما يشارك فيه كبار النجوم وأغلبهم كان قد شارك في الجزء الثاني وفي مقدمتهم: عباس النوري وخالد تاجا، حسن عويتي، فارس الحلو، نادين خوري، عامر العلي، فادي صبيح، قصي خولي، مي إبراهيم، نسرين الحكيم، عدنان أبو الشامات، واصف الحلبي، فاتنة علي، ضحى الدبس، نسيمة الضاهر، ناهد الحلبي، ميرنا شلهوب كما يشارك في المسلسل ممثلة مصرية من أصل سوري هي لانا سعيد إضافة إلى الممثل المصري إيهاب أيوب. وفي هذه الجولة التقينا بعض فريق العمل ليتحدثوا عن تفاصيله.

يصل الجزء الثالث في رحلته الدمشقية إلى مقتل والي دمشق سليم باشا على يد عصابة اليرلية التي كانت ناشطة وغيرها من العصابات في تلك الفترة كأمر واقع ناتج عن فساد السلطة والحكم والحياة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

وبعد مقتل سليم باشا ينضم الآغاوات والباشاوات أصحاب الزعامات المحلية إلى جيش ابراهيم باشا المكلف بفتح عكا، وجاء انضمامهم إليه خوفا من رغبته بالانتقام لمقتل سليم باشا الذي كان يعمل لفترة قصيرة قبل قتله على إجراء بعض الإصلاحات في البلاد، لكن السلطان العثماني وبعد أن كشف عن نوايا ابراهيم باشا في استمالة أهالي دمشق إليه أثناء محاصرته عكا بغية تشكيل نفوذ خاص به خارج على سلطة السلطان نفسه، قام السلطان بإيفاد وال جديد لدمشق هو علوش باشا مهمته تفويت الفرصة على ابراهيم باشا في الوصول إلى مآربه الخاصة والشخصية البعيدة عن إرادة السلطان.

لكن خطوة السلطان العثماني أتت متأخرة إذ إن أهالي دمشق كانوا قد انقسموا في تلك الفترة لأن قسما كبيرا منهم اتجه نحو ابراهيم باشا الذي وعد بإصلاحات كبيرة ومهمة على صعيد الحريات والحياة المعاشة، ليصبح الدمشقيون وقتذاك منقسمين بين مؤيد لابراهيم بعد إصلاحات لابأس بها على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبين معارض له بحكم أن السلطان الذي كان هو الحاكم الأول لكل البلاد الواقعة تحت سلطنة العثمانيين كان قد أوفد شخصا آخر، ومن هنا يبدأ النزال في الجزء الثالث الذي جاء كسابقيه مؤرشفا ومسجلا في كتاب يحكي عن دمشق، صاحبه يدعى البديري الحلاق الذي قيل أنه كان يسجل أحداث المدينة في تلك الفترة يوما بيوم.

وكان المسلسل الذي تبنت شركة أوربت إنتاجه وعرضه مشفرا، قد منع من العرض في سوريا رغم أن الرقابة أكدت أهميته إلا أن إيقافه كان لأسباب تتعلق بكرامات المدينة وبعض أهاليها، وحول ذلك يقول المخرج سيف الدين سبيعي: الرقابة التي منعت عرض الحصرم الشامي على التلفزيون السوري وكادت توقف إنتاجه بالكامل، عادت وأعلنت عن أهمية كبيرة يحملها العمل.

وأضاف سبيعي تأتي أهمية المسلسل من كونه قد كتب بأيد شعبية وليس آتيا من مكتبات السلطات التي عادة ما تكتب وتؤرشف كما يحلو لها.. هو شعبي كتبه رجل دمشقي الحلاق البديري الذي عاش في تلك الفترة وهو بالنسبة لي كمرجع أصدق بكثير من مراجع المكتبات الحكومية في عالما العربي.

وعن الفرق بين الجهتين أكد سبيعي أن التاريخ الذي يكتبه العامة صادق والسبب أن المواطن يكتب ألمه ووجعه، أما السلطة فتكتب عن إنجازاتها فقط، فليس من المعقول أن أعود للأرشيف العثماني لأصنع عملا خاصا بدمشق وأهل دمشق أولى بالحديث عن تاريخهم وأنفسهم.

ويلفت الحصرم الشامي في هذا الجزء إلى بعض الإصلاحات التي حدثت فيها إبان حكم ابراهيم باشا حيث سيرى المشاهد أن ابراهيم باشا عيّن قاضيا مسيحيا في دمشق كأول قاض في تاريخ المدينة الإسلامية، كما أنه شرع ببناء إمبراطورية عربية عمل من أجلها الكثير إلى أن توقف عند شمال سورية بفعل قوى الاستعمار الغربية التي رأت بإيقاف نفوذه إضعافا لأي مشروع عربي.

ويلعب دور البطولة في المسلسل النجم عباس النوري والذي كان يلعب دور زعيم عصابة (اليرلية) في الجزء الأول قبل أن ينتقل إلى شخصية الجوربجي في الثاني، وما زال عليها في الثالث، ويقول عن دوره: كنت أحد زعماء عصابة مرتزقة وتدعى اليرلية وهي جزء من العصابات التي كانت منتشرة، حيث كانتئدمشق مستباحة لكل المرتزقة وكنت أكبر زعيم فيها أما الآن فألعب دور الجوربجي الديراني حاكم دمشق قبل مجيء ابراهيم باشا للانتقام لسليم باشا، فتمر عليئتحولاتئاجتماعية ناتجة من التغيراتئالحاصلة في البلد والتي تجعلني في موقع آخر في كل مرحلة تنقلب فيها حالة البلاد.

وعن العمل قال النوري: الناس سيتساءلون بعد مشاهدة أحداث الجزء الثالث، هل حقا كانت الحياة هكذا في دمشق؟ أود التأكيد بأن أحداث العمل الحصرم الشامي تقارب كثيراً الحقائق في تلك المرحلة من حياة دمشق وفيها الكثير من المصداقية والدقة.

ويرى عباس النوري أن من المفروض أن يعرف أهل دمشق هذه الحقائق، ويلفت إلى أن أهل الشام قارئون من الدرجة الأولى لتاريخ غيرهم بينما هم كسالى في قراءة تاريخهم وحول تطور شخصية الجوربجي حاكم دمشق يقول النوري: هو يحاول استعادة مكانته السياسية التي فقدها بقدوم إبراهيم باشا، ولا إضافات حول ذلك فالمفاجأة أفضل.

أما النجمة ضحى الدبس فتستمر في دور المرأة القوية صاحبة الشخصية الفذة زوجة رجل ضعيف وجبان فتخوض في الحياة معارك ليست الشخص المناسب لها وتقول في ذلك: ألعب دور امرأة من الميدان شخصيتها قوية بعكس شخصية زوجها الهشة وتحاول التعويض وتسير أمور العائلة وتمر بعدة حالات وتصبح كتلة من المتناقضاتئفيها القوة والضعفئوالأمومة والحنان والقسوةئالشديدة وهناكئمفاجآت أتركها لمشاهدي العمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"