عادي

كيف تستخدم التحليل الرباعي لدعم مسيرتك المهنية؟

18:28 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: أحمد البشير

هل تحتاج إلى اتخاذ قرار مهم خاص بمسيرتك المهنية، لكن يعيقك عدم الإلمام الكافي بالعوامل المؤثرة في هذا القرار؟ إذاً أنت بحاجة إلى إجراء تحليل سوات الرباعي «SWOT» لتحليل جوانب حياتك المهنية بفاعلية، واتخاذ القرار المناسب. لكن ما هو التحليل الرباعي؟ وكيف يمكنك تطبيقه في مسيرتك المهنية؟

إن التحليل الرباعي مُصمَّم لمساعدة المنفذ على معرفة عوامل النجاح والفشل الواقعية المتعلقة بتحقيق هدف معين، أو حل مشكلة محددة. وهو أداة مهمة تُستخدم مرجعاً لاتخاذ القرارات المصيرية ووضع الخطط الاستراتيجية التي تحتاج إلى حقائق دقيقة. ويساعد استيعاب تلك الحقائق بصورة كافية على وصول المحلِل إلى الخطوط العريضة الخاصة بخطته أو اتجاه قراره.

ويُعدّ التحليل الرباعي إحدى أهم أدوات التحليل التي يصلح تطبيقها على مؤسسات ضخمة وبالوقت ذاته على الأفراد. وهو دليل مؤثر يوجّه صاحبه نحو ما ينبغي القيام به بناءً على ما بين يديه من وقائع، وجعل القرارات مبنية على معلومات وبيانات مرتبطة بجميع الجوانب الخاصة بالحياة المهنية.

وينبع تأثير تحليل «سوات» الفعّال من تغطيته لأربعة جوانب رئيسية لا يمكن تجاهلها وهي:
 

  1. نقاط القوة: نقاط القوة هي عوامل داخلية، إما مادية أو معنوية، يملكها المحلل بين يديه، وهو واثق من دعمها له في أثناء تنفيذ مهامه وأنشطته. ويتراوح حجم نقاط القوة حسب موضوع التحليل. فمثلاً، تُعدّ القدرة على ترتيب الأولويات بشكل صحيح إحدى النقاط التي ستعزز سعيك نحو إدارة الوقت بفاعلية وتطوير المهارات التنظيمية.
  2. نقاط الضعف: تُعدّ نقاط الضعف صفات داخلية أخرى، تمنع صاحبها من الوصول إلى أهدافه. وهي صفات غالباً ما تحتاج إلى وقت للتحسين لتجنب أثرها السلبي. فسعيك لتطوير عملك على سبيل المثال، قد تعيقه بعض نقاط الضعف، أهمها ضعف مهارة التواصل بينك وبين مديريك أو فريق العمل.
  3. الفرص: أما عن الفرص، فهي عوامل خارجية لا يملكها المحلل، لكنها تعمل لمصلحته وتعزز من مكانته. وفي نظر الشركات، فإن الفرصة قد تتمثل في اقتصاد دولة قوي، وضرائب قليلة، وسوق مستهدف واسع. أما بالنسبة للأفراد، فقد يكون الحصول على شهادة جامعية أو منحة فرصة ثمينة. وتظهر الفرصة أيضاً في صورة وجود نافذة من الوقت متاحة للتعلم، فتبحث عما يفيد مسيرتك المهنية كموظف، وتجعلك أقوى من الناحية الفنية وأكثر خبرة.
  4. التحديات: تُعدّ التحديات عناصر خارجية، وقد تؤثر بالسلب على حالة المحلل، وتمنعه من الوصول إلى أهدافه، كما قد تهدد ما لديه من مكاسب حالية. فعلى سبيل المثال، قد تكون المنافسة الشديدة في سوق العمل وتميز المرشحين المتقدمين للفرص المتاحة تحدياً يحدّ من فرصك الوظيفية، إن لم ترتقِ لتلك المنافسة وتطور مؤهلاتك بجهدٍ حثيث.
الصورة
  • خطوات تطبيق التحليل الرباعي:

إن تحليل «سوات» الرباعي عملية دقيقة، تستلزم التسلسل الواضح بين العناصر بالترتيب، واستيفاء لكل عنصر لتحقيق الغاية المرجوّة منه. وتتمثل هذه الخطوات كالتالي:

  • حدد هدفك الوظيفي: إن تحديد الهدف الوظيفي هو أمر أساسي، فإن لم يعرف الفرد ما يسعى إليه فلن يستطيع معرفة ما إذا كانت العوامل المتوفرة لديه مساعدة أم مثبطة. لذلك كوّن صورة واضحة لهدفك قبل بدء أي تحليل. وينبغي أن يكون الهدف ذكياً، أي محدداً وقابلاً للقياس، وذا صلة بالواقع، ويمكن تحقيقه بحدود زمنية.
  • كن واقعياً مع نقاط قوتك: نتناول في هذا القسم ما لديك من مهارات وخبرات ومواهب، وشهادات مرتبطة مباشرة بأهدافك تجعلك متميزاً عن منافسيك، وتساعدك في أن تكون الخيار الأمثل للوظيفة التي تتقدم إليها على سبيل المثال. كما أن الواقعية والوضوح تُعدّ من بين أهم الصفات التي تميز هذا الأمر، فمعرفة نقاط قوتك دون مغالاة يفيدك في الحفاظ عليها واستخدامها وتغذيتها، لتحسينها باستمرار.
  • واجه نقاط ضعفك: لكلٍّ منا نقاط ضعف، فلا تتردد في مواجهة نقاط ضعفك المهنية. هل تنقصك بعض المهارات التي تحتاج إلى الصقل؟ هل تنقصك المهارات التقنية التي تلزمك في التعامل مع برمجيات شركتك؟ إن هذه النقاط تؤثر في الإنتاجية والأداء، وتستدعي التعامل معها بشكل عاجل.
  • ابحث عن الفرص: تبعاً للغرض الوظيفي من تحليل سوات، ابحث عن الفرص التي تعزز هدفك. ويشمل ذلك فرص تعلّم مهارات جديدة، وخيارات التدريب، وفرص العمل بلا شك، وأنواع الفرص المختلفة التي تجد الطريق إليها متاحاً.
  • حلّل التهديدات الحالية والقادمة: للتهديدات صور كثيرة، والمشترك بينها أنها عوامل خارجية لا تستطيع التعامل معها بشكل مباشر. ابحث عن العراقيل المحيطة بهدفك، وفكّر بوسائل تجنبها، أو تحويلها لنقطة قوة بتعزيزها وجعلها في صالحك. من المهم أيضاً مراعاة أيّ تهديد مستقبلي خلال رحلتك، لتأخذه بالحسبان منذ البداية.
الصورة
  • كيف تستفيد من التحليل الرباعي بفاعلية؟

توجد عدة ممارسات ونصائح يمكنك توظيفها لضمان فاعلية تحليل «سوات» عند التنفيذ، وتحقيق أقصى استفادة من نتائجه بتطبيقها مباشرةً في خطة عمل واضحة، أهمها:

  1. قيِّم نفسك بحيادية: لا يمكن إجراء تحليل «سوات» الرباعي من دون النظر إلى ذاتك بحيادية، كأنك تراجع العوامل بعين شخص آخر لتحمي نفسك من المبالغة. فلا ترى قدراتك أقوى من الحقيقة، كما لن تراها أضعف من الواقع. راجع خطواتك ومهاراتك مراجعة مبنية على الملاحظة والدقة، وضع كل الصفات والعوامل بموضعها المناسب. إن تجاهل هذا الأسلوب قد يهدم التحليل من أساسه، فيصبح أداة مضللة بدلًا من إرشاد صاحبها.
  2. طبِّق العصف الذهني عند كل عنصر: لا يُشترط في العصف الذهني الجلوس وحيداً وعرض الأفكار المختلفة التي تدور حول نفس الهدف. ويُفضل أيضاً طلب المساعدة من محيطك من أصحاب الثقة، سواء كانوا زملاء عمل أو مديرين أو زملاء دراسة؛ حيث يمكنهم مساعدتك في تقييم الأمر، وإلقاء الضوء على مهارات أو عوامل لم تأخذها بالحسبان.
  3. حدِّث التحليل الرباعي باستمرار: يعتمد تحليل «سوات» على مجموعة من المتغيرات؛ لذا فإن إجراءه مرة واحدة أمر غير محبّذ لسعيك نحو النجاح على المدى الطويل. فمع ظهور متغير جديد، سواء أكان داخلياً أو خارجياً، أو حدوث تغيرات بالعناصر المذكورة من قبل، ينبغي تحديثه ليكون دائماً أداة توجيه صائبة لا تصيب صاحبها بالتشويش أو التضليل.

    وفي الختام يُعدّ أسلوب تحليل «سوات» الرباعي إحدى أهم الوسائل التي تساعدك في تنظيم ودعم مسيرتك المهنية لتصل إلى القرار الأصوب دوماً. وبدء تطبيق التحليل وتنفيذ إرشاداته فرصة فريدة للازدهار والتميز ننصحك بعدم تجاهلها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ccvk5smh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"