كورونا.. بين الحذر والذعر

03:03 صباحا
قراءة دقيقتين
رائد برقاوي

نعم هناك خوف من كورونا، لكن العالم قادر أيضاً على التغلب على هذا النوع من المرض الفيروسي، كما تغلب على سلسلة من الفيروسات المشابهة التي ظهرت على مدار العقود الماضية، وأربكت حياة البشرية واقتصادها.
هل هناك تبعات لكورونا على اقتصادات العالم؟ نعم هناك تبعات سلبية وخسائر ضخمة لحقت فعلاً باقتصادات العالم نتيجة ضعف الإنتاج وخاصة في الصين «مصنع العالم» وأحد أهم أسواقه الاستهلاكية، وكان التأثير أكثر ظهوراً في أسواق العالم المالية والنفطية التي تقرأ التأثيرات للأشهر المقبلة، حيث فقدت تريليونات الدولارات من قيمها الدفترية، فيما خسر مصدرو النفط نحو 15% من عائداتهم خلال الأيام الماضية، وكذلك الأمر بالنسبة لمنتجي المواد الخام.
لكن هذه التبعات الاقتصادية هل يمكن السيطرة عليها؟ نعم، بإمكان العالم احتواؤها نظراً لإمكاناته العالية ومرونته الواسعة وامتداداته الجغرافية الضخمة، حيث يمكنه التأقلم مع المستجدات الطارئة بين فترة وأُخرى.
بالطبع إن أول الخاسرين في العالم، هم العاملون في قطاعات الطيران والسفر والسياحة التي تعتمد وتتعامل مع العنصر البشري الذي يضع الصحة الشخصية أولى أولوياته، وهي قطاعات ستتكبد خسائر بسبب تأثر الطلب على خدماتها، فيما تراجع الطلب سيلحق بأسواق التجزئة.
القطاعات الصناعية مرشحة للتأثر إذا ما استمر الفيروس في الانتشار، لأن الطلب على منتجاتها سيتأثر انخفاضاً ما يجعل عملية التصنيع تتباطأ إلى مستويات غير مربحة، قد تدفع بعض المصانع إلى التوقف عن الإنتاج ما يؤدي إلى تسريح العمال.
الكل متأثرون من كورونا، ولهذا فإن الجميع مطالبون بالوقوف في صف واحد لمواجهته، أولاً بتأمين سلامته الشخصية، وثانياً بالتوعية بمخاطره، وثالثاً بالحد من نشر أخباره الكاذبة والمضللة التي تثير الذعر وتدفع البعض إلى الانطواء والعزلة والتوقف عن ممارسة حياتهم الطبيعة.
الحذر واجب دائماً، لكن الذعر أيضاً أكثر ضرراً من الفيروس، وأشد تأثيراً في المجتمع والاقتصاد.
العالم، ونحن معه قادرون على التغلب على هذا المرض الذي لا يعني حتى، في عدم وجود لقاح له، أن كل من يصاب به مصيره الموت، فالحقيقة أن حوادث الطرق أسوأ منه، والإنفلونزا العادية تقضي سنوياً على أكثر من 200 ألف إنسان.
ثقتنا بالأجهزة الصحية في الإمارات عالية، وكيفية تعاملها مع هذا الفيروس كانت وتتم بحرفية تدعو إلى التقدير، فيما الأجهزة المعنية بمتابعة هذا الملف تمتلك من «قرون الاستشعار» ما يؤهلها للتعاطي مع تبعات هذا المرض واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"