لا تدعوا فيروس الخمول يصيبكم

02:07 صباحا
قراءة دقيقتين

رائد برقاوي

«هل بالإمكان أحسن مما كان» في تعاملنا مع أزمة كورونا التي لم تخطر على البال، ولَم تكن في حسبان وتصورات أكثر الدراسات الاستراتيجية تشاؤماً؟

لن نتحدث عن العالم، بل عن محيطنا هنا في الإمارات، ولن نتحدث عن الإجراءات الحكومية والطمأنينة التي بثتها القيادة لجعل الجميع آمنين سالمين في صحتهم وعملهم ومعيشتهم وأمنهم.

نتحدث عن الآخر، المتلقي، عنا نحن أفراد المجتمع الذين توافرت لهم كل السبل للبقاء صامدين في مواجهة جائحة لم يعرف مثلها جيلنا، وفاقت آثارها السلبية الحروب والأزمات المالية على مر العقود.

هل نحن على مستوى المسؤولية؟ هل نعمل وننتج من منازلنا؟ هل ضمائرنا مرتاحة وأعملنا توازي الأجر الذي يصلنا في نهاية كل شهر، أم أن الأمر يصب في خانة المكاسب، حيث إن كورونا مظلتها كبيرة، وهي كفيلة بتغطية جوانب قصورنا وتقاعسنا؟

لاحظت ولاحظ معي الكثيرون أن الإنتاجية أصبحت في أدنى مستوياتها، وعلى الرغم من كل الوسائل التقنية والبرامج المتخصصة التي وفرتها الحكومة أو الشركات لموظفيها للعمل من البيت، للأسف هناك معاملات من تلك التي تتطلب التواصل مع مقدمي الخدمة باتت تحتاج إلى زمن أطول.

لماذا؟

فقط لأن الشخص المنوط به إنجازها مشغول ب «كورونا»، فهي التي تؤخره عن إتمام عمله، وهي التي تعوقه عن التفكير أو اتخاذ القرار، وهي التي تجعله يعمل ربع دوامه العادي، وهي وهي..

الالتزام بالبقاء في البيت لا يتعارض مع مواصلة نشاطك وتنفيذ مهامك اليومية عبر التقنيات المتطورة، فالعمل عن بُعد يفترض أن يوفر الراحة النفسية للموظفين؛ لكونهم يشعرون بأنهم غير معرضين للإصابة، وهو ما يرفع إنتاجهم وعطاءهم.

على هؤلاء أن يفكروا ملياً في الآخرين، فكروا في قيادتنا التي تصل الليل بالنهار للسهر على سلامة المجتمع، فكروا فيما تقدمه وتنفقه الحكومة على أمنكم وصحتكم، فكروا في هؤلاء الأبطال الشجعان، خط دفاعنا الأول الذين لا ينامون لحمايتنا، فكروا في مسؤولياتكم الأخلاقية تجاه مؤسساتكم الحكومية والخاصة، فكروا في أن المستفيد من خدماتكم هم أشخاص يسعون لرزقهم.. فكروا في الإمارات هذا الوطن الجميل صاحب النموذج المشرف.

العمل، ثم العمل، هو السبيل الوحيد للوقوف مجدداً في الصفوف الأولى للنهوض باقتصادنا القوي الذي أصابه الفيروس وبقي صامداً، العمل هو الدواء الوحيد للشفاء من هذه النكسة.

لا تدعوا فيروس الخمول يصيبكم، فهو أسوأ وأشد تأثيراً من «كورونا»، ولا تعتمدوا على حزم الإنقاذ لانتشالكم، فهي لا تستطيع وحدها ذلك.. الأمر بيد كل واحد فينا لاختيار الطريق الذي يريده، الخروج والتعافي المبكر أو البقاء في النفق..

النائمون سيكونون خارج المعادلة، والمثابرون وأصحاب الضمائر هم الفائزون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"