محمد بن راشد يسابق الزمن

01:37 صباحا
قراءة 3 دقائق

لبو سعيد، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الفضل في الاجتماع الذي دعا إليه ثلةً من وجوه القوم، ليتشرفوا بملاقاة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من الشيوخ الكرام ممن حضر حفل الغداء يوم السبت الرابع والعشرين من الشهر الجاري . وكانت مناسبة جميلة، ليس لتواجد النواخذة الكبار فحسب، بل أيضاً لمشاهدة معلم كبير آخر يضيف به الشيخ محمد بن راشد عملاً معمارياً جديداً غير عادي إلى مآثره العمرانية العديدة، وهو الصرح المميز، صرح ميدان السباق وملحقاته من الفنادق ودور العرض والحدائق الغناء ذات المنظر البهيج وكل ما يثير في النفوس السرور للمقيم والزائر . ولا أعتقد أن هناك مكاناً مماثلاً ومعداً للسباقات العالمية للخيول يضارع هذا المكان المقام في دبي، والذي افتتح قبل أسابيع في حفل كبير ومسابقة حضرها كبار عشاق الخيول ومتسابقيها من أنحاء العالم في الشرق والغرب .

والذي يلفت انتباه كل شاهد على الأحداث يريد أن يلتقط صورةً تنطق بالحيوية أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عاقد النية وبإصرار مليء بالعزيمة على ألا يتوانى في رؤيته وتخطيطه على أن تظل دبي سباقة إلى تقديم الجديد في ميدان التعمير المميز، التعمير الذي يحتذى به وتشرئب إليه الأعناق من كافة الناس في العالم، أو التعمير الذي يحفر اسمه بعمق في جدارية تاريخ الإمارات كرجل بناء وإعمار، ومن يساهم في البناء والإعمار فإنه يساهم في وضع اللبنات المتراصة في جانب مهم من بنيان الحضارة الإنسانية .

ويظن البعض أن السباق مع الزمن، وإن كان عملاً تطويرياً، لكن لا تخلو

جوانبه من المخاطر، وقد تأتي بسلبيات من تلك التي أطلت برأسها إبان الأزمة الاقتصادية منذ ما يزيد على عام، وما زالت ذيولها تظهر هنا وهناك .

لكن، عندي أن عصرنا هذا عصر السباق والمسابقات في جوانب كثيرة مما تتطلبها حياة الانسان المعاصر . وأنت إن لم تسابق وتحدد لنفسك هدفاً تصل إليه فإن سيرك يتباطأ ويصبح اتجاهه عشوائياً، ومن يمش عشوائياً يضل الطريق ويسبقه الآخرون الذين يسيرون في الدرب المعلوم، وقد يجد المتباطئ نفسه متخلفاً عن الركب .

وبصرف النظر عن الجدل المثار هنا وهناك حول جدوى هذه المشروعات العمرانية في ظل أزمة عالمية خانقة، والرهان على قدرتها في تجاوز الأزمة، لكن في النهاية تظل هناك قناعة أن هذه المشروعات متميزة وإبداعية وغير مقلدَة، ووراءها تخطيط خلاق وإبداعي ورغبة صادقة في السباق من أجل الفوز بالأفضل، وهو ما يسعى إليه الشيخ محمد بن راشد، صاحب فكرة هذه المشروعات المعلمية التي هي بجانب قيمتها الحضارية المضافة إلى عمران الإنسان المعاصر، لها أيضاً قيمتها المعنوية التي تجعل من الإمارات بلداً يتميز ببنية تحتية قائمة على أساس متين تقف صامدة وشديدة المراس أمام الأزمات . وهذا . . الشيخ محمد بن راشد يحدثنا في كتابه - رؤيتي - الذي هو في رأيي دستور عملي لمن يريد أن يجرب ويخطط ويمشي إلى الأمام .

إن لم تكن في الطليعة فأنت في الخلف . إن لم تكن في المقدمة فأنت تتنازل عن مكانك الطبيعي لمصلحة منافس آخر ربما أقل منك مقدرة واستعداداً وإبداعاً . أن كنت دخلت السباق ولم تفز في المرة الأولى فلا بأس . هذا ليس فشلاً بل كبوة، وجميعنا يعرف أن لكل جواد كبوة . الفشل الحقيقي في رأيي ليس أن تقع على الأرض لكن أن تظل على الأرض عندما يُطلب منك الوقوف . والفشل الأكبر هو ألا تريد أن تقف مرة أخرى . إن كانت كبوة فعليك دراسة أسبابها واكتشاف مكامن الخطأ وتصحيح الوضع والعودة إلى السباق بأسرع وقت ممكن وفي عينيك طموح الفوز . هذا إن كنت تريد الفوز، وإن لم تشأ أن تكون في المقدمة لسبب ما فأنت في الواقع تعترف لنفسك وللآخرين بأنك لست أهلاً لهذه الصدارة وحان الوقت لتتويج فارس جديد والقبول بنتائج الهرولة خلف الأمم العداءة . . .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"