أسكن مع والدي فهل يزكي عني الفطر؟

01:56 صباحا
قراءة 3 دقائق
د. عارف الشيخ

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ومسلمة، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن زكاة الفطر فرضت صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى من المسلمين.
إذن هي كأي فريضة أخرى الأصل فيها أن كل واحد منا مخاطب بأن يخرج زكاة فطره، ولو كان يتحمله غيرنا عنا لكانت المعاصي والأوزار كذلك نلقيها على غيرنا، لكن الله تعالى يقول: «ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون» (الآية 164 من سورة الأنعام)
نعم... يزكي الأب عن أولاده الصغار لأنه مسؤول عن تربيتهم والإنفاق عليهم ما داموا صغاراً، وإذا كبروا سواء كانوا يسكنون معه أو في بيت منفصل، وأراد رب العائلة أن يدفع عنهم زكاة فطرهم فلا مانع من ذلك.
وكذلك الزوجة فإن الأصل أن تخرج زكاة فطرها بنفسها، لكن جرت العادة أن يدفع رب العائلة عن زوجته وأولاده وخدمه وربما عن ضيوفه الذين يتواجدون في بيته ليلة العيد.
ولا فرق في هذا بين أولاد كبار يسكنون مع والدهم وبين أولاد صغار، كما لا فرق بين المتزوجين منهم وغير المتزوجين، أو بين من يعمل منهم ومن لا يعمل، طالما الأب راض بأن يدفع عنهم زكاة فطرهم.
وبما أن الزكاة عبادة من العبادات فإنها تحتاج إلى نية، فمتى زكى الأب عن الأولاد الكبار فإنه بقول الفقهاء يحتاج إلى نية وتوكيل، أي يوكل الأبناء والدهم في إخراج زكاة الفطر عنهم.
ويقول المالكية: يجوز أن يخرج أهل المسافر زكاة الفطر عن الولد المسافر، لكن كما يقول الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: ندب إخراج المسافر عن نفسه في الحالة التي يخرج عنه أهله، لاحتمال نسيانهم، وإلا وجب عليه الإخراج، ويجوز إخراج أهله عنه وهو مسافر إن تعوّدوا على ذلك أو أوصاهم، وتكون العادة والوصية بمنزلة النية.
ويجوز للزوجة أن تدفع زكاتها لزوجها إن كان محتاجاً، لأنه لا يجب على الزوجة الإنفاق على زوجها بل العكس يجب على الزوج أن ينفق على زوجته، فهو في أخذ الزكاة كالأجنبي.
وفي الحديث الشريف ورد: «عن بلال رضي الله عنه أن زينب امرأة عبد الله رضي الله عنهما قالت له: سل النبي صلى الله عليه وسلم أيجزي عني أن أنفق على زوجي وأيتام لي في حجري، فسأله فقال عليه الصلاة والسلام: «نعم لها أجران أجر القرابة وأجر الصدقة» (متفق عليه).
لكن مثل هذه الحالات ينبغي ألا تكون مسوغة لاستغلال الزوج يسر زوجته ، فيصبح اتكاليا أو استغلاليا حتى لو تغيرت حالته المادية، وقد رأيت الكثيرين من الأزواج يفعلون هكذا، فيأخذون من زوجاتهم بحجة أنهم لا يملكون مالاً، أو يستولون على رواتب زوجاتهم، وهذا بالطبع ليس بجائز.
أقول: وإذا كان الأب الذي ربى أولاده وأنفق عليهم حتى كبروا، وزوجهم بعد ذلك ، كان من عادته أن يخرج عنهم زكاة فطرهم في كل عام، مثل هذا الوالد لا حرج في أن يستمر على عادته، لأنه يشعر براحة في نفسه، ويحس بالترابط الأسري وعلاقة أولاده به منذ الصغر.
وربما مثل هذه العادة تحمل الأولاد على أن يبروا والدهم، ويكونوا في خدمته إذا كبر في السن، فمدار الأعمال دائماً على النية، ومن سن سنة حسنة كان له من الأجر مثل أجر من عمل بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"