استثمار المال في الإسلام

01:34 صباحا
قراءة دقيقتين
عندما تعترض على بعض الناس الذين يستثمرون أموالهم في أشياء مشبوهة أو محرمة تحريماً واضحاً، يردون عليك بأن الإسلام شجع على العمل والتجارة.

- نعم، الإسلام شجع على العمل والتجارة فقال: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم» (الآية رقم 198 من سورة البقرة).

وقال أيضاً: «وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله» (الآية رقم 20 من سورة المزمل).
- لكن في الوقت نفسه حذر الله تبارك وتعالى من الدخول في الحرام قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم». (الآية رقم 29 في سورة النساء).
وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبرَّ وصدق».
وقال أيضاً: «التاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء»
وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم التجار الصادقين بقوله: «هم الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يعسروا، وإذا كان عليهم لم يماطلوا».
- إذاً فإن استثمار المال في الإسلام من الأعمال المشروعة التي دعا إليها الإسلام بقوة، ومن ياترى أفضل؟ الفقير الذي يجلس عاجزاً لا يستطيع أن ينفع نفسه ولا يستطيع أن ينفع غيره؟
أم الغني الذي ينفع نفسه وينفع الآخرين من حوله كعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما من الصحابة؟
- فلنستثمر أموالنا إذاً في الشرق والغرب، لكن بشرط أن نطلب الحلال من الرزق والطيب من الكسب، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً.
- ولماذا المتاجرة في الحرام والأعمال المشبوهة، وأنت بإمكانك:

1- أن تضع مالك في مشاريع، وتستثمره في الحلال، وبطريقة مشروعة، كأن تتحمل الربح والخسارة، لا أن تطلب الربح فقط كالأعمال الربوية التي تطرحها البنوك اليوم.

2- أن تضع نقودك في بنايات وأراضٍ ومصانع، فتؤجرها وتأكل إيجارها، أو تستثمرها وتشغلها أنت بنفسك لتعود عليك بالفائدة، ورذا خسرت فتتقبل الخسارة.

3- إذا فاض المال عندك فأمامك مشروع استثماري أخروي، وهو أن تقرض المحتاجين قرضاً حسناً، لتنال عليه الثواب في الآخرة، وأنت تعلم أن جزاء المقرض لوجه الله الجنة ونعيمها.

- أضف إلى ذلك إخراجك للزكاة المفروضة على الوجه الصحيح، وليس كما يفعل الكثيرون من التجار، حيث يضع التاجر أمواله في مشاريع على مدار العام، وإذا جاء نهاية العام، اعتذر عن دفع الزكاة بحجة أن عليه ديوناً ولا يملك ما يزكي به أو ما يزكي عنه، وهذا الادعاء هو كلمة حق أريد بها الباطل.
- يريد بهذا أن يتهرب من دفع الزكاة، مع العلم بأن بعض الفقهاء يرى أن الرجل إذا استدان مبلغاً لحاجته، ثم لم يستخدمه حتى حال عليه الحول وجب عليه أن يخرج زكاته.
أو إذا كان له مال وكانت عليه ديون، وجب أن يسدد ديونه، ثم يزكي عما تبقى عنده.
- وهكذا إذاً لا مفر من طلب الحلال، ولا مفر من إخراج الزكاة المفروضة، فلنطلب الحلال من الرزق بنية أن نساعد الفقراء والمحتاجين، ولنخرج زكاة أموالنا عن طيب خاطر بنية أن يحصن الله أموالنا من التلف.

د. عارف الشيخ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"