«الشارقة للشعر العربي» يواصل المسيرة

00:21 صباحا
قراءة 3 دقائق
إن ما حققه مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته 14 هذا العام من جذب جماهيري غص بهم مسرح قصر الثقافة في يوم الافتتاح وفي قاعة المؤتمرات في الأيام التالية أتى بتوفيق من الله ثم بدعم وحضور راعي الثقافة والأدب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبيت الشعر في الشارقة يسعى في كل دورة من دورات هذا المهرجان إلى أن يقدم الجديد، وأن يختار المشاركين بعناية، مع أن هذا الاختيار قد يمر بمنعطفات وظروف مرتبطة بالواقع، مما قد يحاصر بعض الآمال بأن نحقق كل ما نريد ونخطط له، وهو ما يجعلنا نتحاور بمحبة مع كل من يبدي اقتراحاً يريد من خلاله رفع نسبة النجاح، فالمهرجان في اختياراته سعى إلى:
استثمار طاقات شعرية جديدة وأخرى لها ثقلها في المشهد الشعري العربي والأسماء في معظمها تطل على جمهور الشعر لأول مرة وقسم آخر كانت له إطلالات منذ وقت طويل نسبياً، وهذا ما يطمح له كل مهرجان دوري «سنوياً» وكما ذكرت في بداية المقال كانت هناك بعض الأسماء التي شاركت في هذه الدورة وتفاعل جمهور الشعر معها في هذه الدورة كما في دورات سابقة، وحرصنا من خلال مشاركة هذه الأسماء على مشاركة عدد أكبر من الدول العربية لكي يعبر عن عنوانه العريض كمهرجان للشعر العربي نظراً لغياب بعض الشعراء الذين كان من المقرر أن يصلوا إلى الشارقة لتمثيل بلدانهم ولظروف أخرى تتعلق بالتنظيم والشعراء.

منح المهرجان الفرصة لكل شاعر في أن يقدم اختزالاً لتجربته من خلال وقت محدد، وهذا يوضح أن المهرجان يختار الشاعر الحقيقي الذي وصل بشعره إلى مدن الجمال، ويستطيع من خلال وقت محدد وصل من 10 إلى 15 دقيقة لكل شاعر ويكفي من خلالها في أن يقدم ملمحاً عاماً عن تجربته، ولأن للشعر رائحة كما يقال فقد وصلت تجارب الشعراء إلى جمهور الشعر منذ بدئهم بالقراءة وربما في القصيدة الأولى لكل شاعر، ونحن من وراء كل ذلك سعينا إلى إشراك أكبر عدد ممكن من الشعراء، مرة أخرى أقول لأجل أن تتعانق روح المهرجان مع عنوانه العربي الأبرز، ونحن في مهرجان الشارقة للشعر العربي نطمح للتجديد والاتساع، وهذا ما يلمسه المتابع خلال الدورات القادمة، وستكون هناك مشاريع وأفكار جديدة ستنفذ بروح الفريق والمجموعة كمنظمين ومتابعين ومحبين للشعر.
سعى المهرجان إلى أن يقدم الشعر العربي الذي يطرب بفنه وإيقاعه، والذي يعيد الذائقة إليه باعتباره ديوان العرب، فمنذ عصر ما قبل الإسلام إلى عهد قريب وهو يتجلى بشكله وجرسه، محافظاً على لغة العرب الخالدة، وهذا ما نفهمه من رؤية مبدع الثقافة ومهندسها في إمارة الشارقة، وبيت الشعر من خلال أمسياته المتعددة والدورية التي تسبق المهرجان ويقيمها في منتدى الثلاثاء أو بالتعاون مع بعض المؤسسات في الدولة فتح المجال لكل الأشكال في أن تمارس حقها في التعبير وإثبات الذات وإرضاء الذائقة، ليأتي المهرجان الذي يقام مرة في العام ليقدم أسماء مختارة يتجلى فيها ديوان العرب تاريخاً ومسيرة.

و تم إطلاق نشرة مصاحبة للمهرجان بدءاً من دورته الحادية العشرة لتواكب فعاليات المهرجان وتلاحق تفاصيله وتكون بمثابة وجبة شعرية غنية لشعراء المهرجان وللجمهور المتابع.
إن مهرجان الشارقة للشعر العربي يسعى في كل دورة إلى أن يوثق الحدث ويقدمه في كتاب مطبوع يكون مرجعاً، ويتم تقديمه للمشاركين أو إرساله إليهم بعد عودتهم، وقد طبع بيت الشعر في الشارقة للدورات السابقة ما يوثقها، وبإمكان كل من يريد الاقتراب من أحداث هذه الدورات من الاطلاع على هذه المطبوعات المتوفرة في بيت الشعر.
يبقى هذا المهرجان عملاً وجهداً قد يخرج من عنق زجاجة لينشر الضوء والحياة والأمل والشعر الجميل.

محمد عبدالله البريكي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"