الإمارات تتوج القصيدة

00:34 صباحا
قراءة 3 دقائق
حين يتم ذكرها في قصيدة، أو يتجلى بها شاعر، فإن جمالها وسحرها، هو من يضفي على القصيدة والشاعر البهاء والأناقة والفخامة، فهذه الفاتنة التي تحب الجميع وتهبهم هذه المحبة، تحفز دائماً على الإبداع، والتغني بها، وذكر ما يكبر فيها من سمو ودهشة، فكلما مرت بها السنون تزداد إشراقاً وجمالاً وروعة وسحراً.
هي كالأم التي يطلب رضاها، مع أنها راضية، حتى وإن أخطأ الأبناء في حقها، أو قصروا في إكرامها بالحديث والوصف والتغزل والغناء، وما الكتابة عنها إلّا محاولة للتعبير عن هذا الفيض من الحب، الذي يصل إلى الجميع من دون استثناء، فهي تحب الشاعر وقصيدته مثلما تحب القاص وقصته، والروائي وروايته، والتشكيلي ولوحته، والمطرب وأغنيته، وتحب كل مبدع أو مبتكر، يريد أن يسهم بعمله وجهده في عملية التطوير والبناء، وإظهار الوجه الحقيقي والحضاري لها.
إنها هي من تضيف إلى أبنائها، والشعر مهما كتب عنها فإنه يبقى شعوراً تجاهها، والقصيدة المتجلية في الحديث عنها، دائمة الحضور وبأشكال وطرق مختلفة، فأحياناً يأتي بالتصريح باسمها، وفي أحيان أخرى يأتي بذكر من يولونها الرعاية، ويقومون بكل ما يستطيعون من أجل إسعاد أبنائها وأحبابها، وأحياناً تتجلى القصيدة بذكر مفاتنها وأوصافها العديدة، وكل هذه الطرق تؤدي إلى ذكرها وتمجيدها وتخليدها في الذاكرة، لأنها تعيش في الوجدان محببة معززة كريمة وأصيلة.
دولة الإمارات العربية المتحدة بكل ما فيها من صفات الجمال والإنسانية تتوج القصيدة حين تذكرها، وترفع من قدر الكلام الذي يتغنى به إحساس الشاعر، لينعكس على جمال نصه الشعري، وقد ذكرها الشعراء كثيراً باللغة واللهجة، وتغنت بها حناجر العديد من المطربين، واحتفل بها ديوان العرب ومجد حضورها في أبياته، ولا تكاد تخلو مناسبة وطنية أو اجتماعية أو حفل إلّا وهي واسطة العقد وحديث الناس.
برز هذا الحضور الباذخ في العصر الذهبي للقصيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد ذكرها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في قصائده كثيراً، وتغنى فيها بأشعاره حباً وتغزلاً، ورسمها لوحة جميلة مبهرة، ومن ضمن تلك اللوحات العديدة التي يفخر بها ذلك المعرض الشعري الخالد، قوله:

يعل نوٍّ بانت امزونه

                        يسجي الظفره ويرويها

لين يزخر عشب بينونه

                         والغزر تسقي سواقيها

ومن قصيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يذكر فيها اسم الإمارات صريحاً، ويقول:

بنا الكفاءاتُ جاءت في الكتاب روت

                      عن التنافسِ في الأولى لنا الظفرُ

على الحكومات في الدنيا بأجمعِها

                     فوزُ الإمارات تكريماً لمن سهِروا

وحضرت الإمارات في شعر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حين خاطب قطعة من هذه الأرض، وعلى ترابها سجد شكراً لمولاه، بقوله:

منابعُ العزِّ كم رفعتني

                    عن شميم الكبر إلى شممِ

بلدي ترابك الطهر ألثُمُهُ

                       عليهِ سجدتُ لله المنعمِ

وحين تغنى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالجنود البواسل، ذكرها بحجم هذا المجد والعز والفخر، فقال:

أنتو عَلم يعتز فيكم حمَاكم

                    أنتو على سبع الإمارات حراس

يعتز في مسعى خطاكم ثراكم

                   لا من مشيتوا قال يا حي للماس

بعروقكم تجري فصايل دماكم

                أصفى وأوفى ما خلق رب لجناس

وعلى هذا النهج كتب العديد من شعراء الإمارات قصائد، جاء فيها ذكر هذه الفاتنة صريحاً، وأحياناً بذكر الشخوص والأماكن والمناسبات، لتكون الإمارات هي التي تتوج القصيدة والشعراء بتاج الفخر والجمال والبقاء.

محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"