الخرطوم.. وردة الشعر السادسة

03:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمج عبدالله البريكي
عاشت الخرطوم قبل أيام عرساً شعرياً بهيجاً وفرحاً أقعد الحب وأقامه وتوفرت له كل الوسائل لجعله حدثاً مختلفاً، فبعد أن تفتحت خمس وردات للشعر، بدأ عبير الحرف وشذاه يلون الحياة ويفتح لها آفاقاً رحبة من الفرح والتواصل في تلك الدول، وبدأ الشعراء ومحبو الشعر يفدون إلى تلك البيوت ويعمرون أروقتها بالحضور والشعر.
استقبلت الخرطوم مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بفرح عارم ومحبة كبيرة، وظهر هذا من خلال الاحتفاء بالمبادرة منذ أول زيارة للخرطوم ورحبت جامعة الخرطوم بها واحتضنتها وتضافرت معها مؤسسات رسمية مثل وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآداب والفنون ووزارة التعليم العالي، وتسابق الجميع إلى تقديم كل الدعم من أجل إنجاز هذا المشروع الثقافي التكاملي خدمة للشعر الذي يعد أحد وسائل التواصل الحضاري والاجتماعي والإنساني بين الشعوب، كما تعمل دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة على تنفيذ توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وهو ما ترجم على أرض الواقع وكان لي شرف المتابعة في هذا العرس الشعري الجديد حينما أسند إلي رئيس الدائرة مهمة الاختيار والمتابعة فاقترحت أن تكون جامعة الخرطوم هي الجهة التي يتم معها التنسيق ولاقى اقتراحي قبولاً إذ إننا جميعاً نعمل تحت ضوء رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة وما ترتئيه الدائرة من أجل بث ضوء جديد في روح الشعر العربي، وهو ما نتج عنه هذا الافتتاح الكبير الذي حظي بحضور رسمي لافت أعطى دلالة واضحة على أن الثقافة هي المستقبل المشرق والرهان الحقيقي من أجل وحدة الكلمة والنهوض بالإنسان لعمارة الكون والمحافظة على المنجز الإنساني والحضاري للشعوب.
كان الحضور المميز لبعض المسؤولين مثل مساعد رئيس الجمهورية ووزير الثقافة وبعض وزراء المؤسسات ومديري الجامعات وحشد كبير من المثقفين والشعراء ومشاركة شعبية كبيرة تعبيراً عن هذا الفرح، عاملاً كبيراً ومؤثراً في عوامل نجاح هذه المسيرة المباركة وهذه الرؤية العميقة للثقافة من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، واللافت في افتتاح هذا البيت أن الشعراء لم يغادروا المكان منذ لحظة تجهيزه والعمل على تأهيله، فقد توافدوا عليه وبدؤوا في جلسات ولقاءات عديدة وزعوا من خلالها الأدوار بين إلقاء الشعر وبين توفير كل الطاقات وتذليل كل العقبات ومسابقة الزمن حتى يكون البيت جاهزاً، وتعاونوا بشكل كبير مع مدير البيت الدكتور الصديق عمر الصديق ومساعدته الشاعرة والإعلامية ابتهال مصطفى، وهو دليل على ما تمتلكه هذه الإدارة من محبة وقبول من قبل شريحة كبيرة من المثقفين والشعراء ومحبي الشعر.
اتسعت الرؤية من أول يوم افتتح فيه البيت ودخل بشكل فاعل في نسيج الفعاليات الثقافية وفتحت له وزارة الثقافة ممثلة في وزيرها المساهمة في فعاليات الاحتفال بسنار عاصمة للثقافة الإسلامية والتي سيتم الاحتفال بها خلال شهر مارس/آذار من العام المقبل وينتهي في نوفمبر/تشرين الثاني، وسيتزامن معه أول ملتقى شعري للبيت، وسيعمل بيت الشعر في الخرطوم على تقديم أنشطة شعرية تعنى بالحقبة السنارية، وما أفرزته من أدب وشعر ودراسات، وسيسعى كذلك إلى التواصل مع المؤسسات المعنية بالأمر والتعاون معها من أجل إنجاز عمل شعري ونقدي مختلف وتقديم رؤى من أجل تكثيف الشعر في المناهج.
إن أي مشروع إنساني سيحقق هدفه حسب الرؤية التي رسمت له إذا أوكل الأمر إلى أهله وأسندت المهمة إلى القادرين على التمام، والشعر العربي الذي حظي بهذا الدعم والاهتمام من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة سيحقق الهدف المنشود في إعادة الوهج إلى ديوان العرب الخالد من خلال مخلصين يعملون بجد وأمانة وبنفس محبة وصافية، همها الأول الشعر والحفاظ عليه وعلى لغته كمنجز حضاري عربي توارثته الأجيال وحافظت عليه ومنحها المكانة اللائقة بين الأمم، فهنيئاً للشعر بمبادرة سموه العظيمة وهنيئاً للشعراء هذه البيوت.
[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"