ضوء المعرفة

00:57 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد عبدالله البريكي

يقيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب في كل عام عرس الكتاب ومهرجان الكلمة، وهو امتداد لحراك ثقافي لافت ومستمر في الإمارات، هذه الدولة التي تأسست على الثقافة واعتنت بها منذ قيامها، لإيمانها بأن الكتاب صيدلية الروح وعلاج الفكر وبلسم الخيال وفيتامين المعرفة، وهو الضوء المشاغب الذي يتفلت من يد الشمس ليفتح باب النهار ويوقظ النائم من غفوة الأمية وظلام الجهل، هو صومعة التجلي التي تعيد التوازن للروح والطمأنينة للإنسان، هو السفينة التي تبحر فوق أمواج الغفلة لترسو على ساحل اليقظة، يقيم في المدن المعتمة ليكون قمرها الذي يلتقي على ضوئه عشاق النور ومحبو الحياة وأبناء الصباح.
ولم يكن الإعلان عن الشخصية المحورية في هذا المعرض من قبيل المصادفة، فالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، اهتم بصناعة الكتب ودور الثقافة في بناء شخصية الأمم والشعوب، كما أن هذا الإعلان يكتسب أهمية خاصة لأنه يتزامن مع عام زايد، وقد اعتدنا كل عام في المعرض أن نشهد اهتماماً خاصاً بالشخصيات المؤثرة محليا وعالميا، وزايد له في قلوب العالم محبة كبيرة، فقد أثرى الحياة الاجتماعية والثقافية والإنسانية في الإمارات، ودعا إلى بناء شخصية الإنسان والاهتمام بالتعليم والابتكار ومواكبة العصر، والثقافة جزء مهم من القضايا التي تبناها الشيخ زايد، ومنذ توليه حكم الإمارات وإعلان قيام دولة الاتحاد وحتى رحيله ومرورا بهذه الأيام والثقافة في دولة الإمارات تتسع وتكبر، ومعارض الكتب جزء من هذه الثقافة، وقد نجح معرض أبوظبي للكتاب في بناء الشخصية الثقافية في الدولة من خلال المبادرات التي تتبناها القيادة الرشيدة والتي تهتم بدعم الكتب للصغار ولطلبة الجامعات والمدارس، وهذا الطيف من الطلائع والشباب والناشئة يهمهم أن تكون الشخصية المحورية للمعرض شخصية الشيخ زايد، فهو الرمز الكبير في الحياة الإماراتية والذي من خلاله تتسع الرؤى وتتحقق الطموحات، فهو الباعث لبناء العقل والتحرر من القيود العادية التي تكبل الفكر نحو صقله وتثقيفه، كما أن شخصية المعرض هذا العام من شأنها أن توجه اهتمام الناشرين العرب والدوليين والجهات الأدبية والمكتبات والمنظمات الثقافية وقطاع النشر الرقمي والأطفال والزوار من كل دول العالم إلى قراءة شخصية المغفور له الشيخ زايد، والتأمل في هذه شخصية هذا القائد الذي وضع أسس البناء في دولة الإمارات وكيف أن الدولة قفزت إلى الأمام بفضل حنكته ومواقفه ورؤيته للثقافة في الإمارات، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب بهذه الكثافة في الحضور والغزارة في وجود دور النشر يعمل على تطوير الثقافة في إمارة أبوظبي أولا ثم في الإمارات ، وقد عهدنا كل عام وجود برنامج قوي يتضمن برامج متنوعة وثقافية مثل ركن الإبداع المخصص للأطفال وغيرها من البرامج المتنوعة، وأن هذا الزخم يدعو الزوار إلى التعرف أكثر على شخصية زايد صاحب الإنجازات الكبيرة.
واللافت في المعرض هذا العام أن ضيف الشرف هو دولة بولندا التي سيتم تسليط الضوء على الأعمال الكلاسيكية الخاصة في أدبها القديم والحديث من خلال وجود الجناح البولندي، ليؤكد المعرض انفتاحه على ثقافات العالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"