القادم أجمل

02:12 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

احتفل العالم منذ أيام بيوم الصحة العالمي؛ الصحة التي يبحث عنها الجميع في هذه الأزمة، والتي في سبيل دعمها نحتفل معاً بمن يقفون الآن في خط الدفاع الأول، أمام وباء «كورونا» الذي شل وسيطر على مجريات الحياة قاطبة.. إنهم أفراد «الجيش الأبيض» في القطاعين الطبي والصحي، تقديراً لدورهم الفاعل في مواجهة الأزمة وتداعياتها، فهم يعززون الأمن والأمان، ويذودون عن جميع من يعيش على هذه الأرض الغالية.
وعلى الرغم من هذه الجائحة، وما فيها من تبعات وزفرات أثرت في سلوكياتنا وحياتنا، وعلى الرغم من المعاناة والحنق الشديدين في مختلف شؤون الحياة اللذين أجبرا كثيرين منا على أن يتواروا خلف الأبواب بإرادتهم أو رغماً عنهم فإن الوباء وما كبّده من ألم، فتح نوافذ كثيرة وآمالاً كبيرة لمن اضطروا إلى استئناف حياتهم من داخل حجرهم المنزلي، ولم يدر بخلدي يوماً أن هذا الوباء والابتلاء، سيجمعني وأسرتي لممارسة الرياضة، ولم يكن في مخيلتي أن المنزل سيتحول إلى قاعة رياضية، بما أصبح يضمه من بعض الأجهزة والمعدات الرياضية، وأن التشجيع سيشمل الحميات والوجبات الغذائية والوقائية.
عادة ما نمارس الرياضة للحفاظ على اللياقة البدنية، والوقاية من المشكلات الصحية المختلفة، لكن لا يمكن تجاهل ميزة إضافية للرياضة، وهي الشعور بالسعادة.
وقد أوضحت دراسات علمية عديدة لباحثين في جامعة ميتشيجان الأمريكية، أجريت على العديد من المراهقين وكبار السن، أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطاً بدنياً مرة واحدة في الأسبوع، أكثر سعادة من أولئك الذين لم يمارسوا أي نشاط بدني، وأن السعادة مرتبطة بحركة الجسم وعدم الخمول.
كشف الحظر عن دور مهم وجميل للرياضة المنزلية، وأن لها قدرة فاعلة وتأثيراً كبيراً في هذا الظرف القاسي وهو دور نبحث عنه دائماً وما تستطيع القيام به بعيداً عن المستطيل الأخضر وساحاته التنافسية في تغيير الاتجاهات، وتعديل السلوكيات، وكيف يمكن لمؤسساتها وهيئاتها أن تكون لها أدوار مهمة غير المباريات التنافسية، وهذا أكبر من قيمة الانتصار والخسارة بمساهمات تبرز المسؤولية المجتمعية.
وبتلقائية وعفوية ومحتوى مغاير، برزت وجوه لاعبي دورينا، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال التوجيه والإرشاد للالتزام بتعليمات الجهات المختصة، والتشجيع على ممارسة الرياضة، وأظهرت الوعي وحس الإدراك، وتوظيف مرحلة التوقف الاحترازية، والحجر المنزلي بالشكل الذي يخفف، من وطأة كل ذلك على الناس، بما يعطي للجميع أملاً جديداً بأن القادم أجمل بإذن الله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"