المقالون العائدون

03:22 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

من أبرز ما يتميز به دورينا، ويرسم أبرز ملامحه ومظاهره، أن الاتجاهات والآراء متشابهة، بين إدارات الأندية، وأن التفكير والرأي العام، يعدان سمة من سماتها، لا يتغيران ولا يتحولان ولا يتبدلان، إلا فيما ندر وخالف هذه القاعدة، فالإدارات ملتزمة بالأدوار والمهام، التي أنيطت بها دون تحريف، حتى إن المتتبع لمشاهد الدوري وأحداثه، يكاد يجزم ويتنبأ، بما قد يحدث مستقبلاً، من الصور واللوحات المكررة، والمناظر والأفكار المألوفة، التي طبعت ونسخت، من كثرة إعادتها وتكرارها، فلماذا هذا اللهاث خلف نفس القرارات، والاستمرار وراء نفس الوجوه؟!
لا أعلم ما هو سر هذا الإصرار العجيب، من بعض الإدارات، على استنفاد كافة طرق العلاج والحلول، واللجوء إلى بند الإقالة والإعفاء، الذي تدفع ضريبته خزائن النادي، من الخسائر المادية المتوالية، التي لا تعد ولا تحصى، ولا أفهم معنى ومغزى، هذا الإلحاح الغريب على إعادة التعاقد، مع بعض المدربين، أو اللاعبين الأجانب، الذين سبق لهم اللعب في دورينا، وكأن الحلّ الأفضل والأسرع، بيد من كان بيننا يوماً ما، وإعادته من جديد ليأخذ دوره، في المشهد الكروي، الذي سبق وتم إعفاؤه، وكأنه المنقذ والقادر الوحيد على رصد الورم واستئصاله.
لم تعد إعفاءات المدربين هي الظاهرة الأبرز الآن، بل أضحت عودة المقالين السابقين هي العلامة الفارقة، وكأن عامل الوقت والتجربة، هو من يجبر الأندية، على الاستعانة مجدداً بهم، ولدينا العديد من الأسماء التي سجلت عودتها وحضورها، فلم تكن عودة البرتغالي بيسيرو، الذي تعاقد معه نادي الشارقة، هي الأولى للمدربين الأجانب، فقد سبقه عدد من المدربين، الذين أقيلوا في أوقات سابقة، ثم نالوا فرصة ثانية أو أكثر، أمثال التشيكي إيفان هاسيك، لقيادة الدفة الفنية لنادي الإمارات، والبرازيلي باولو كاميلي للإشراف على نادي دبا الفجيرة، بخلاف من يجلس منهم في المدرجات، في انتظار الاستدعاء الفوري، وإعادة التشغيل.
عودة المدربين السابقين، تكشف لنا الفكر الإداري الذي تتعامل به بعض الأندية، وأن قرار العودة لم يكن عن دراسة، إنما لامتصاص غضب الجماهير، وضغط الإعلام، فالمدرب لا يتحمل كل الأخطاء وحده، من الفشل في اختيار أجانب، مؤثرين يصنعون الفارق، وضعف عناصر المواطنين، فالتغيير نفسي للفريق ليس إلا، مما تخفت معه الأهداف، التي وضعت لبداية الموسم، ويصبح الهدف، فقط انتشال الفريق من دوامة الهبوط، والعودة تصبح مخاطرة غالباً، لأنه يعود بنفس النهج التكتيكي، الذي أقيل بسببه سابقاً، فيكون الفشل حليفه، ويصبح الرابح الأكبر، من هذه المداورة، «المدربون العائدون المقالون».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"