خدعة كل موسم

03:25 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

تطالعنا بعض إدارات الأندية، مع بداية كل موسم، أو مع التشكيل الإداري الجديد للنادي، بأنها قد وجدت رجل المرحلة، والمدرب الفذ الخبير، الذي سيصحح مسار الفريق، وينتشله من كبوته وعثراته، ويجعل منه فريقاً متماسكاً، قادراً على مواجهة أعتى الخصوم، وتأتي تصريحات المدرب الجديد، تتناغم وتتماهى مع رغبة الإدارة، في رسم خطة طويلة المدى، لبناء فريق المستقبل، وترجمة وصياغة مشروع يمثل النادي، للسنوات الثلاث أو الأربع القادمة، يتمازج بخبرة أجانبه وبحماس أبنائه، ويحظى بدعم كامل من إدارة المجلس.
لكن تجري الرياح، عكس ما يشتهيه الطرفان، بخلاف ما انتظرته الإدارة والجماهير، ومع الجولات الأولى للمسابقات، لا يحقق الفريق النتائج المرجوة، ويعانى ويلات الهزائم المتلاحقة، ولا يستطع المدرب، أن يحظى بقبول اللاعبين، أو لا يستطع توصيل أفكاره التكتيكية، ومحترفوه الأجانب الذين استقطبهم، لم يقدموا ما كان مؤملاً منهم، وبات صبر الإدارة ينفد، أمام الضغط الجماهيري المستمر، الذي تأمل خروج فريقها، من هفواته المتكررة كل موسم، وأصبحت الإقالة والإعفاء، الحل الأنسب والأقرب ، ويتم نسف مشروع ومستقبل النادي، الذي كان الكل في انتظاره.
وما بين سقوط وعثرات البدايات، ومطالب الجماهير بتحقيق النتائج، للخروج مبكراً من دوامة وشبح الهبوط، بفقدان الفريق للنقاط وسوء الأداء، تقع مسؤولية مجلس الإدارة، لتحقيق التوازن المطلوب، وتمكين أطراف المنظومة، من تحقيق المؤمل، ولا شك أن مرحلة البناء والتأسيس، من أصعب مراحل المشاريع الكبيرة، التي تحتاج إلى قدرة، على إدارة الموارد، وإيجاد الصياغة والحلول المناسبة، لإزالة العراقيل الممكن حدوثها.
وبات ما كنّا نتندر به في دورينا، ونعتبره أمراً عرضياً، من إقالات وإعفاءات، للمدربين من مهامهم، أمراً واقعا اليوم، فغالباً ما تكون المقصلة، معدة وحاضرة لرأس المدرب، ونادراً ما تكون لإدارتها، بإعادة تشكيل للمجلس، الذي عليه تقييم ودراسة المرحلة السابقة، واتخاذ الخطوات المناسبة، لمعالجة الأزمة للنهوض بالفريق، مع اقتراب الانتقالات الشتوية، لتصحيح الأوضاع، ولكن هل تشكيل مجلس جديد، سيعيد المياه إلى مجاريها.
تختلف سياسة إدارات الأندية، في التعامل مع نتائج الفريق، فبعضهم يفضل الانتظار، حتى نهاية الموسم الكروي، لتقييم أداء المدرب، وعدم التعامل معه بالقطعة، وفقاً لنتيجة كل مباراة، وبعض مجالس الإدارات تقع في خطأ، التعامل مع الموقف، برؤية المشجعين والمناصرين، وتقودها عواطفها إلى إصدار أحكامها ضد المدربين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"