سمو الأخلاق

03:45 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي
حينما تُذكَر كرة القدم ونقلبُ في صفحاتها، ونحاول أن نعيش واقعها الحقيقي، دائماً ما تغلب صورة وجهها القبيح، وغالباً ما ترتسم على محيا متابعيها وعشاقها، علامات من عدم القبول والخجل لما جنته علينا سلبية كرة القدم، من أشكال مذمومة للعنصرية، وعنف مرفوض مقصود وغير مقصود، وحصيلة لا متناهية ومتجذرة، من الشد والضغط النفسي، والشحن الزائد الذي لا نجني منه سوى التوترات والمشاحنات بين المشجعين واللاعبين والجماهير، وبالتالي تزول معه كل جماليات كرة القدم الحقيقية.
ومع تلك الصور واللحظات المشوهة، تبرز في زاوية من الزوايا مواقف جميلة، تبث الحقيقة الكامنة التي من أجلها صنعت الكرة، ومع انطلاقة دوري الخليج العربي، فعندما يعلن كوزمين مدرب الأهلي، موقفه الإيجابي الداعم لنادي العين، في الاستحقاق الآسيوي ضمن نصف نهائي أبطال آسيا، ويتبعه مدير الفريق عبد المجيد حسين، لتأكيد موافقته على تأجيل مباراة العين والأهلي المقررة في الخامس من أكتوبر لتقاربها مع مباراة الإياب مع الجيش القطري في الثامن عشر، ونادي الإمارات الذي بادر على الفور بالموافقة ودعم الزعيم بلا حدود، بالتأجيل لتقام على استاد هزاع بن زايد، حتى يتفرغ العين ممثل الوطن لمباراة الجيش.
وما أروع موقف المهاجم الكولومبي دانيلو إسبريلا، وتصرفه النبيل الذي ينم عن سمو أخلاقه، حينما كتب على حسابه الخاص في «تويتر»، لحارس مرمى الإمارات علي صقر «جميعنا يخطئ ولا تقلق يا أخي» الذي قام بتصرف أرعن مرفوض وغير مقبول، بالاعتداء عليه في مباراتهما في الجولة الثانية لدوري الخليج العربي، وتبعه الموقف الأروع من قائد العين عموري بدعوته للجماهير العيناوية بعد الحادثة بعدم انتقاد الحارس ومسامحته، فمثل هذه الشيم الرائعة نود أن تسود في ملاعبنا لنشر الجميل والمثالي ويختفي كل ما عدا ذلك.
وموقف لاعب نادي الوحدة محمد الشحي، لا يقل روعة ولا شأناً عن سابقيه، حينما أشاد بالمدرب المكسيكي خافيير أجيري، بالرغم من أنه تخلى عنه ومنحه حق الإعارة إلى نادٍ آخر، حين أبلغه بأنه لا مكان له في التشكيلة، وشكر إدارة الفريق على حسن التعامل والوضوح، جاء ذلك على لسانه في شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا إنما يدل على أخلاقه الرفيعة واحترافية اللاعب وصراحته، معاهداً الجماهير بإثبات الذات والعودة أكثر قوة.
من أجل هذه المشاهد الرائعة أخذت الكرة، ومن خلالها برزت الأخلاق والروح الرياضية، التي نتمنى أن نحظى بمشاهدتها في ملاعبنا حتى تكون المتعة والفرجة كاملة، وأن يكون المعنى الحقيقي لكرة القدم حاضراً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"