لاتغتالوا الحلم

03:26 صباحا
قراءة دقيقتين
* منذ عشر سنوات ونحن نعيش على وقع المنتخب، الذي رسم لنا طريقاً بأن حلم الوصول للنهائيات قاب قوسين من التحقق، بتلك الانطلاقات الواعدة في كل مشاركة، وفي كل مرة نكبر، ويكبر معنا هذا الحلم، والآن بات هذا الحلم قريباً من أن يتلاشى، برغم ما آلمنا السقوط المريع في الجوهرة، لا نود أن نقسو على المنتخب وأدائه الباهت، وهو لا يزال في معمعة التصفيات، فلم يكن أشد المتشائمين يتوقع ما حصل، بالخسارة والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة بالثلاثة، وبهذه الروح المنهارة، ولا نود أن نردد بأن إقالة مهدي الآن، ستكون الحل الناجع، ونضمن أن من سيأتي سيؤهلنا للمونديال.
* توالت البطولات والاستحقاقات، وبات الصغير الذي تكوّن للهدف الأسمى، يكبر رويداً رويدا، ويأخذ زمام المبادرة بالإنجازات، والصعود على المنصات، يقود الجموع حيثما رحل، وأصبحت الجماهير تعوّل عليه، وتضع فيه ثقتها، لمعرفتهم بإمكانياته وقدراته، وبات الحلم يكبر وتزداد آماله في ربوع الوطن، وصيت ذلك الصغير، أضحى في كل مكان، وحلمه وحلم أتباعه يقترب من نهايته، بالطموح والشغف الذي عاشوه معاً لإدراكه.
* التذبذب الذي ظهر عليه أداء المنتخب، منذ بداية التصفيات الأولى، كان مقلقاً ويوحي بالكثير، بل أكاد أجزم بأن ما حققه الأبيض من إنجازات ونتائج، أعمانا عن الحقيقة المرة، وبأن لدينا خللاً يحتاج إلى المراجعة، والأمر ليس مرهوناً بالمنتخب، وبتشكيلة الأسماء التي لم تتغير مطلقاً منذ تكونت، بل تخطى الاختيار لاعبين ذوي كفاءة ومهارة، وكوادر فنية وإدارية لم تتغير في الجهاز، بل علينا النظر بتمعن، في العديد من الاتجاهات والمنظومة الكروية، فالدوري لا يجذبه الجمهور، يحضر تارة ويغيب أخرى، وبمستوى وأداء ضعيف، لا يسمح للاعبين بالتطور والتقدم، وتوضع العراقيل لاحترافهم الخارجي، وأضحت كرة القدم بحاجة إلى إنعاش وتجديد شامل.
* المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود، ودراسة متأنية بتقييم شامل، وقراءة بتمعن للموقف، الذي وضعنا أنفسنا فيه، لاتخاذ القرارات الحاسمة والمناسبة، التي من أجلها يتبقى لنا بصيص أمل، وتعيد الروح بعد هذا الزلزال، الذي هز كيان الثقة بين المنتخب وجمهوره، الذي سانده طوال هذه السنوات، والجولة القادمة من التصفيات أمام العراق، لن تكون نزهة، خاصة بعد انتعاش وتجدد آمالهم بفوزهم على تايلاند.
* في الختام لا تغتالوا حلم الأجيال، الذي ظل الجميع يرسمه في مخيلتنا، ويراودنا طوال هذه السنوات، ويجب أن نقف خلف المنتخب حتى النهاية، وكلنا ثقة بعودته للمسار الصحيح، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته والتزاماته.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"