لا تفرطوا في الفرح

04:51 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي
يقول بعض الحكماء «عندما تمنح ثقتك لإنسان، فإنك إما أن تمنحها له كاملة، أو تحجبها عنه كاملة» فلقد برهن منتخبنا الذهبي في الصِدَام الأول، بالفوز على الساموراي والبعبع الآسيوي، المرشح الأبرز والعضو الدائم عن القارة الآسيوية، في نهائيات كأس العالم، على أرضه وبين جماهيره، في الجولة الأولى من التصفيات النهائية، المؤهلة لنهائيات كأس العالم، في تكرار لما تحقق في نهائيات أستراليا، وقَدَّمَ المهندس مهدي علي وأبناؤه اللاعبون دروساً عديدة، لأولئك المتشائمين والمتربصين، الذين لا يزالون يجلسون على قارعة الطريق، يدندنون ويُعللون بعدم كفاءة الكابتن مهدي، على تقديم الإضافات الممكنة للأبيض، في ظل تلك الاستعدادات الطويلة من المعسكرات التحضيرية، التي تُفسد وتُعطل مسيرة المسابقات القارية والمحلية، وبأن الأمر يحتاج إلى مدرب أجنبي عالمي لقيادة هؤلاء اللاعبين في هذه المرحلة الصعبة.
وبرهن الجهاز الفني والإداري واللاعبون بهذا الانتصار المميز، الذي تحقق بعد أداء رجولي، مع تقدم اليابان من بداية المباراة، بأن لديهم ما يثبتون به عزيمتهم وإصرارهم، إذا وجدوا من يمنحهم ثقته كاملة، وبأن الأمور الصعبة ليس من المستحيل تجاوزها، نعم لدينا بعض الأخطاء وخلل في المنظومة الدفاعية، لكن هذا لا يقلل من شأن ذلك الحضور الذهني والبدني للفريق طوال المباراة، ودور المهندس في الحضور التكتيكي، نعم نستطيع أن نحقق المطلوب والهدف، وأن تكون لنا كلمتنا في هذه التصفيات، بإشعار الفريق بوقوفنا خلفه ودعمنا منذ أول مهمة، ولا أبلغ وأروع من تلك الرسائل الداعمة من القيادة الرسمية للدولة للفريق بعد المباراة.
في الوقت نفسه لا نود المبالغة أو الإفراط من الفرحة، فالطريق للنهائيات طويل وشاق، وما هذا الفوز الذي تحقق إلا الشرارة، والحافز المعنوي للجميع في بداية المشوار، ينبغي استثماره والاستفادة منه لأن القادم أصعب، والدور المهم ينصب على الجماهير الوفية للمؤازرة في المقام الأول، في جل المباريات المقامة على أرضنا بالأخص، وإثبات ذلك في ملعب استاد محمد بن زايد، يوم الثلاثاء في لقاء الكنجارو الأسترالي، ليس بالحضور والمشاهدة الصامتة فقط، وإنما بالتشجيع المتواصل طوال مجريات المباراة، لأن جيل الفرح والانتصارات وفخر الصناعة الإماراتية، الذي تم إعداده وبناؤه طوال العشر السنوات الماضية، يستحق الوجود في المحفل العالمي، وتحقيق حلم الوطن بالوصول لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بإذن الله.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"