من يأخذ زمام المبادرة؟

02:50 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

ونحن على أعتاب نهاية العام، ومرور 45 عاماً على تأسيس الرياضة الإماراتية، حين نقلب أجندة وصفحات الرياضة، لنستلهم منها ما يشحذ عزائمنا، للتقدم والاستمرار، نجد بقعة ضوء، وبصيصاً من النجاحات الواعدة، التي أضاءت سماء رياضتنا، من الإنجازات والانتصارات، المواكبة لمسيرة التطور، التي تعم مناحي الحياة قاطبة، وعلى الضفة الأخرى، نلحظ رقعة سوداء، تطل بوجهها وملامحها الكالحة، من الإخفاقات والانكسارات، ما يجعلها تراوح مكانها، نعاني الويلات في بعض ألعابنا، وصنوفاً من البطء في غيرها، في بلد قادته وبُناته، لم يبخلوا عليه بشيء، وهم الداعمون الأوائل لكل رياضة.
كثيرة هي الأفكار والمبادرات، وعديدة هي المؤتمرات والأطروحات، التي نتبناها ونُنظّر لها ونناقشها، ونسبق غيرنا في تناولها، وحين نأتي على أرض الواقع والتطبيق، نجد رياضتنا ومسيّروها،على مسافة بعيدة كل البعد، عن الأخذ والعمل بها، أو الاستفادة من النجاحات السابقة، أو الدراسات والبيانات المتوافرة، بدافع أنها جاءت من غيرهم، وننسف أعمال كل لجنة أو اتحاد، بحجة بدء العمل من الصفر، ولا أعلم ما هو سر هذا العزوف الجارف، في الأخذ ممن سبق، والبناء على ما انتهى إليه الآخرون.
ألعاب لم تعد شهيدة، بل ماتت سريرياً، واتحادات على شفا جرف هار، تترصد ويتصيد بعضها بعضاً، وانتخابات لمن أجزل الوعود، ووجوه لا تريد أن تتنازل عن عرشها، وعزوف جماهيري، يزداد بون اتساعه، وأندية تنسحب تارة، وهي على وقع الإعانات والهبات، وتهدد بالانسحاب أخرى، لقلة الإمكانات والموارد، سقف مفتوح للاعبين، وهدر أموال وديون متراكمة، وميداليات نسمع وعيدها، ولا نرى لها بريقاً، والمحصلة نتائج مخجلة في كل مشاركة.
نحن في أمسّ الحاجة، إلى من يأخذ زمام المبادرة، إلى واقع حقيقي للنجاح، ورجال لديهم حس المسؤولية، فالمشاكل الراهنة التي تعانيها الرياضة متعددة، سواء من تضارب المصالح، أو من سوء استخدام بعضها للسلطة، أو العشوائية في القرارات، الذي يؤدي بعدم وجود النزاهة والشفافية، وحتى يكون التطور الرياضي الذي ننشد، لابد من إيجاد مبادئ للاستقلالية والعدالة، ووضع آليات للرقابة والمحاسبة.
بتغير مفهوم الرياضة، من نشاط الهواة للاحتراف، لابد أن تتغير مفاهيم ومعايير، العمل الإداري الرياضي، على أساس مؤسسي سليم، وإيجاد الحلول الناجعة، وبعدم إيجاد هذه الرؤى والخطط الاستراتيجية البنّاءه، ستبقى مسيرة الحركة الرياضة، في هوتها السحيقة، التي لا يمكن الخروج منها، والله من وراء القصد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"