الأمة العربية تقرأ

05:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
عبدالله الهدية الشحي

قال أحد الفلاسفة: «الكتب سعادة الحضارة بدونها يصمت التاريخ، ويخرس الأدب، ويتوقف العلم، ويتجمد الفكر والتأمل، وحين سُئل الفيلسوف الفرنسي فولتير عمن سيقود الجنس البشري، أجاب قائلاً: الذين يعرفون كيف يقرؤون». وقيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فجاء رده: أسأله: كم كتاباً يقرأ؟ وماذا يقرأ؟ وقال المفكر الجزائري مالك بن نبي: «الأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها»، وبما أن «أمة اقرأ» لا يمكن أن تموت، وهي أمة النور والهداية والكتاب المسطور والمحفوظ؛ ولأن الأمة العربية هي أمة البيان والفكر والعلم والعقول المبدعة؛ ولكون دولة الإمارات دولة المعرفة والابتكار والخير والعطاء والمبادرات والجوائز والمشاريع المعرفية والعلمية والفكرية والثقافية، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2015 مشروع «تحدي القراءة العربي»، الذي يعد ‎أكبر مشروع عربي يشجع على القراءة عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي، الذي ينقسم إلى خمس مراحل تتم في كل مرحلة منها قراءة وتلخيص عشرة كتب لكل طالب. وقد نجح المشروع هذا العام؛ حيث جذب أكثر من 7 ملايين و400 ألف طالب وطالبة من 414 ألف مدرسة من 15 دولة عربية.
استطاع مشروع «تحدي القراءة العربي» المتميز برؤيته، والمميز بأهدافه أن يثبت نجاحه ويبرهن للعالم أجمع أن أمة العرب تقرأ وتقرأ وتقرأ، وسيأتي الحفل البهيج، الذي يقام اليوم، ويشدو فيه للقراءة الفنانان كاظم الساهر وحسين الجسمي في مسرح أوبرا دبي، هذا المنجز المذهل بتصميمه ومقوماته ودوره الثقافي، محملاً بالكثير من الغبطة والسرور ليس فقط أثناء فقرة تتويج الطلاب الفائزين بمشروع «تحدي القراءة العربي» لهذا العام أو خلال تكريم المدرسة الأكثر تميزاً على مستوى الوطن العربي؛ وإنما لما حققه هذا المشروع من نجاح باهر بأهدافه المعلنة، وبجملة منهجه الخفي، الذي سيؤتي ثماره مع تراكم خبرات المشاركين، وتنوع قراءاتهم، وتطور آليات طرق تلخيص الكتب المقروءة، وبالتلاقي والتعارف والتفاعل الإيجابي، الذي يجمع أبناء الوطن العربي على أرض الإمارات الغالية.
لا شك أن للتحفيز بشقيه المعنوي والمادي دوره الفعال في رفع الهمم، وقبول التحدي، وخوض المنافسة بكل ثقة وإصرار. ومما لا شك فيه أن لتحفيز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الدور الأقوى والأثر الأكبر والأعمق إيجاباً في نفوس أبنائه الطلاب على مستوى الوطن العربي، وفي رفع مستوى التقدم والرقي والتميز للمدارس العربية من ماء الخليج العربي حتى الماء العربي على ساحل المحيط الأطلسي، مروراً بدجلة والفرات والنيل وسواحل البحر المتوسط العربية، فالجائزة التي يحصل عليها الطالب الفائز لا شك تعد الأفضل عالمياً؛ حيث يحصل على 150 ألف دولار أمريكي، منها 100 ألف دولار؛ لتغطية تكاليف دراسته الجامعية، و50 ألف دولار لأسرته؛ تكريماً لدورها وحسن تربيتها ورعايتها لابنها. أما الجائزة التي تحصل عليها أفضل مدرسة على مستوى الدول المشاركة فهي مليون دولار أمريكي منها 100 ألف لكل من المشرف والمدير، و800 ألف دولار للمدرسة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وفي ذلك فلنشكر الله تعالى، ثم صاحب المبادرة والمشروع والرعاية والدعم والمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"