التدريب يحتاج إلى تخطيط

04:01 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله الهدية الشحي

يُحكى أن أحد الأطفال كانت لديه سلحفاة، يطعمها ويلعب معها، وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة، جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلباً للدفء، فحاول أن يخرجها فأبت، ضربها بالعصا فلم تأبه به، صرخ فيها فزادت تمنعاً فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق، وقال له: ماذا بك يا بني ؟ فحكى له مشكلته مع السلحفاة، فابتسم الأب وقال له: دعها وتعال معي، ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان، ورويداً رويداً وإذ بالسلحفاة تقترب منهما طالبة الدفء.فابتسم الأب لطفله وقال: يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك، فأدفئهم بعطفك واغمرهم بودك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك.
تعتبر تنمية الجوانب الاجتماعية في بيئة العمل من حيث عمق العلاقات الإنسانية، ومراعاة الظروف الاجتماعية، مع العناية بالتعزيز بشقيه المادي والمعنوي، بالإضافة إلى التدريب المستمر والمخطط له والممنهج وفق الرؤية ورسالتها والخطط التشغيلية لها، من أهم ركائز الرضا الوظيفي لدى جميع العاملين، لذا نرى ونجد في كل حين كثير من النجاحات التي حققتها التنمية المستدامة في بيئات العمل الحريصة على التطوير الحقيقي، وفق مراعاة كل ما سبق ذكره، ووفق مبدأ «لا وجود لمن لا يرى غده المشرق ببصمة وجوده المؤثرة»، ونجد ونرى في الوقت ذاته عدم جدوى بعض الدورات والورش التدريبية التي تقرها بعض الجهات على موظفيها وفق سياسة حتى يقال، وإن تم هدر المال وإضاعة الوقت عمداً، يحدث هذا بكل تأكيد إذا نفذت الدورات التدريبية من دون قناعة وإقناع، ودون دراسة حقيقية لمستوى الأداء بنقاط قوته وضعفه، ومن غير علم ودراية بمتطلبات التطوير وفق احتياجات المعمول والمأمول، وإذا لم تقترن بداية ومراحل ونهاية نتائج هذه الدورات العشوائية وإن وسمت بمسمى التطوير، بالتشجيع وقياس مدى مردودها التنموي المرحلي والعام والخاص على المستهدف وجهة عمله معاً.
يقول المثل: «تستطيع أن تجبر الحصان على الذهاب إلى النهر، لكنك لن تستطيع أن تجبره على الشرب منه» وهذا ما ينطبق على بعض جهات العمل التي تزج بموظفيها في بعض الدورات التدريبية المحلية والخارجية، وفق استراتيجية شارك بالحضور، ثم صور من أجل التوثيق لا التطوير.
تواصل وزارة التربية والتعليم دوراتها التدريبية لجميع العاملين تحت مظلتها، وخاصة المعلمين والمعلمات، في سبيل الارتقاء ومواكبة متطلبات العصر، والاستعداد المبكر للمستقبل وسيختتم غداً أسبوع التدريب السنوي الذي يسبق بداية الفصل الدراسي الثالث لهذا العام، وقد أحسنت الوزارة التوقيت، كون جميع أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية في حل من تواجد الطلبة، ومن المسؤوليات الوظيفية، لذا كم نتمنى لو يتم بدءاً من نهاية هذا الأسبوع قياس مدى الاستفادة منه، والاستفادة من التغذية الراجعة من قبل المستهدفين وأعني المعلمين والمعلمات، ليتم تغيير طرق تنفيذ هذه الدورات والعناية أكثر بمحتواها وفق الاحتياج الحقيقي المعتمد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"