العالم يتحدث العربية

04:09 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله الهدية الشحي

بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، أقامت الجامعة القاسمية مطلع الأسبوع الحالي على مدرج مسرح مكتبتها العامرة بصنوف المعرفة، احتفالها السنوي بلغة الضاد تحت عنوان «اللغة العربية والشباب»، وهو العنوان الذي اعتمدته منظمة اليونيسكو للاحتفال بهذه المناسبة، فكان حقاً احتفالاً مميزاً تجسد فيه مدى حب العالم للغتنا العربية، الذي عبر عنه امتلاء واكتظاظ المكان بوجود قارات العالم ممثلة بتعدد جنسيات الطلاب والطالبات الدارسين في الجامعة والذين حضروا هذا الاحتفاء العظيم، سواء أولئك الذين استوعبهم المدرج أو هؤلاء الأكثر عدداً الذين كانوا طوال الاحتفاء واقفين على أقدامهم دون كلل أو ملل وهم يعيرون أسماعهم بكل شغف للمشاركين في الاحتفاء ويعطون جل اهتمامهم وتفكيرهم للمتحدثين عن الدرة التي تضمهم وتخص شأنهم، كشباب مع اللغة العربية التي أكدت أنها لغة عيون الطلاب ورقي عقولهم وتجلي مشاعرهم على أهميتها المجتمعية ودورها الحضاري وقيمتها الإنسانية وخصائصها الحصرية المتفردة بها وحدها دون كل لغات الكون، وبرهنت على ديمومة بقائها المتميز واستمرار حضورها المحلي والعالمي.
لم يكن احتفال الجامعة القاسمية باللغة العربية كبقية الاحتفالات التي تقيمها بعض الجهات والتي تركز أغلبها على مجرد إقامة الفعالية أو النشاط من أجل هذا الغرض أو ذاك أو من أجل الحضور الإعلامي الذي يرمي إلى الإبهار والشعور بنشوة الوجود بعد حالة الركود، بل كان احتفالاً جسد بكل مصداقية الدور المهم لهذه الجامعة المتميزة برؤيتها الهادفة ورسالتها الخالدة ودورها الأهم في نشر الوسطية المطلوبة في الفكر الديني والسمو بالتسامح الإنساني وخلق جيل قادر على التفاعل مع معطيات العصر بثوابته ورقي فكره المعاصر والمواكب للتغيير الذي لا يضر ولا يضير، فمن حضر هذا الاحتفال، أدرك أولاً القيمة الحقيقية والدور العظيم لهذه الجامعة، وأدرك ثانياً مدى ما أبرزه الاحتفال من قوة الترابط والمودة السائدة بين كل من تضمهم بين أروقتها، من أعلى منصب إداري وأكاديمي مروراً بالطلبة وحتى أدنى درجة في السلم الوظيفي، فالكل كان على مستوى الحدث سواء بالنسبة لقيمة الإيثار السائدة بين الجميع والتي تجلت بإفساح المجلس أو بتناغم الإصار على استيعاب المكان لكل الحاضرين.
في الجامعة القاسمية، دون غيرها أكاد أجزم بأن كل العالم يتعلم اللغة العربية بشغف، ويتكلم العربية بسمو وفخر واعتزاز، ويحب اللغة العربية بفطرته السليمة ويجد فيها مبتغاه من آيات الجمال وخير الحكمة وقوة البيان وسحره فهنا في الجامعة القاسمية تسمو اللغة العربية وتعزز مكانتها محلياً وعالمياً عبر طلبتها وسفرائها وسفراء ديننا ولغتنا في شتى أصقاع الدنيا، وهنا حين تحتفي الجامعة القاسمية بلغتنا فإنها تقيم احتفالاً عالمياً يبرز حب العالم لهذه اللغة الخالدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"