بين القول والفعل

05:51 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

في استعراض سريع لمعظم و«أؤكد كلمة معظم» البرامج الانتخابية التي قدمها ونشرها الإخوة والأخوات المرشحون لعضوية المجلس الوطني الاتحادي لدورته القادمة لم أرَ جديداً أو منطقياً، أو ما يدل على المعرفة التامة بنظام المجلس وأهدافه وطريقة عمله؛ إذ جاءت معظم الحملات الإعلانية التي نشرت في الصحف أو بُثت عبر الرسائل الإذاعية والمقابلات، ضعيفة، إما أنها تحمل مضامين بوعود هلامية نعرف كل المعرفة عدم قدرة المترشح حين يصبح عضواً على تحقيقها، أو بعبارات عاطفية خالية من المضمون الحقيقي لدور العضو وواجباته، ولن أذكر أي نماذج حتى لا يقال إنني أغمز أو ألمز في قناة هذا أو ذاك من المرشحين، ولكون معظم الشعارات التي وضعها المرشحون عبارة عن «دغدغة» لمشاعر الناخبين، لكنها في الحقيقة شعارات بعيدة عن الواقعية والمنطق، أو تعد بوعود حققتها وأنجزتها حكومتنا الرشيدة؛ بل تجاوزتها بمراحل في أسلوب عملها أو التعاطي معها؛ إنجازات جعلتنا في مصاف الدول المتقدمة.
لم يأت معظم المرشحين بجديد سوى اجترار كلمات رنّانة، مما يجعلنا نشعر بالقلق مما هو قادم من عمر المجلس وما يمكن أن يقدمه للوطن؛ لأنه يجب أن يكون المرآة الصادقة لهموم المواطن وتطلعاته. ولن نكون مجحفين حينما نقول إن الحكومة أسرع عملاً وفعلاً من المجلس وأعضائه، فكم من دورة مثلاً طرحت مشكلة التوطين أو هيئة المعاشات وغيرها من الأمور الملحة من دون أن نرى غير الطحن فقط في اجتماعات لا تنتهي إلا بملفات يطويها النسيان من دون نتيجة تذكر، لكن الحكومة لمست الجرح ووضعت له الدواء الناجع على شكل استراتيجية واضحة وقرارات دقيقة، وضعت النقاط على الحروف.
مما نقرأ أو نشاهد أو نسمع ينتابنا الوجل حول المجلس وما يمكن أن يُقدِّمه، فالشعارات الرنانة الطنانة لا تقدم شيئاً ذا فائدة للوطن وأبنائه ومستقبله، والحكومة حينما فتحت باب الانتخاب والترشيح فهي تبحث عن سند يقدم لها رؤية حقيقية عن واقع المجتمع وتطلعات أبنائه، برؤية واضحة تساعدها على تلمّس الحاجات والرغبات والمشاكل لتعمل على حلها لنكون أسعد شعب قولاً وفعلاً، وعلى أرض الواقع.
أرجو من القلب أن يكون مجلسنا القادم بمستوى قوة الحكومة وعطائها؛ بل يفوقها فيما تتطلع إليه وتُحققه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"