دنيا التسامح وعالم السلام

05:48 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله الهدية الشحي

في زمن ازدياد التعصب الديني الذي يعم بسيطة القارة الأرضية بنسبه المتفاوتة، وفي زمن بروز ظواهر الانحياز البشري نحو الملل العقائدية، والفرق والأحزاب والجماعات، والطرق اللاهوتية والناسوتية، والمذاهب والشرائع الدينية والدنيوية، سواء بين أفراد وجماعات الشعب الواحد أو بين الأمم والشعوب المتعارفة والمؤتلفة والمختلفة، وفي عصر بروز ظاهرة الاستقطاب الديني الذي يتخذ من الاختراق الفكري وسائله المبتكرة في تحقيق مآربه، وفي زمننا الذي يعتبر ذروة كل الأزمنة والعصور من حيث تقدم وازدهار وانتشار المعرفة التي عاشها الإنسان وامتطى بها وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي برزت من خلالها طرق الترويج للفرق والطوائف التي اتخذت من الدين وسيلة تبرر بها همجية التعدي على الموروث الإنساني والإرث الحضاري الذي استطاع أن يقاوم عبر الزمن كل متغيرات الطقس والمناخ وتعاقب الحضارات ولكنه خر صريعاً تحت معاول التدمير حيثما ظهرت فرق دعاة الظلام وحلت همجية جماعات المرجفين في الأرض. .
في مدار التفاؤل الرائع والإيجابية المستمرة يوجد ثمة من يؤمن بأن عصر المعرفة الذي نعيشه قد أتى للإنسانية بالخير الوفير من حيث سهولة انتقال الفكر والأفكار والعلم، ومد جسور التواصل وتلاقي الثقافات، وتقبل معتقدات وعادات وتقاليد الآخر، رغم وجود تلك الفئات المنتشرة هنا وهناك ، خاصة تلك التي تأبى إلا أن تنصّب نفسها زوراً وظلماً وصية على البشرية جمعاء من حيث المعتقد الديني، والمنهج الحياتي بأدق تفاصيل طرق المعيشة اليومية، مستغلة مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة بالترويج لفكرها. ويوجد أيضاً في هذا الأفق الحضاري الواسع والعام ثمة من يؤمن بأن عصر ما بعد المعرفة سيكون عصر الحكمة والاطمئنان البشري، حيث السلام الداخلي والخارجي للإنسان، وحيث التقبل والتعايش العالمي في قيمة السماح وأيقونة التسامح ومبدأ الاحترام ومنهج التقدير تحت مظلة الإنسانية الأعمق أبعاداً في معطياتها الحضارية والبعيدة بمحتواها القولي والعملي عن سلوك التشنج العنصري المشين وعادة التعصب الديني غير المبرر .
في كوكب الكرة الأرضية، وفي عالم الود والسلام المحلي والعالمي، وعلى البسيطة ثقافات متعددة وعادات ساكنيها وفي خارطة العالم المترامي الأطراف بحدوده الجغرافية، والمكتظ بأعراق ومعتقدات قاطنيه، توجد دولة الإمارات العربية المتحدة التي آمنت منذ نشأتها وما زالت تؤمن قيادتها الحكيمة والرشيدة والبصيرة بدورها العالمي الأهم والمتمثل في نشر الفكر الوسطي الرزين الذي يتقن قيمة الاحترام والتسامح الكوني الذي يجيد فن التواصل والتبادل الحضاري الذي لا يلغي خصوصيات وثوابت الآخر. ولنا في إطلاق جائزة الأخوة الإنسانية التي منحت في دورتها الأولى للبابا فرنسيس ولفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وفي القداس الذي أقيم على أرض الإمارات من أجل السلام والتسامح والتعايش والأخوة ومن أجل نبذ الكراهية والتطرف وإنهاء الصراعات، دلالة واضحة على أن الإمارات بفضل الله ثم حكمة قيادتها الرشيدة وشعبها الحضاري هي دنيا التسامح العالمي وعالم السلام الكوني وكون الحضارة الإنسانية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"