كن شريكاً وابتسم

05:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
يقول أحد رواد علم النفس الحديث الفيلسوف الأمريكي ويليام جيمس: إذا التقى اثنان فهما ستة، أنت كما ترى نفسك، وأنت كما يراك هو، وأنت كما هي حقيقتك، وهو كما يرى نفسه، وهو كما تراه أنت، وهو كما هي حقيقته . ويقال: إن الناس في طلب الحقوق أربعة أصناف: صنف يصارح ويسامح، وصنف يصارح ولا يسامح، وصنف لا يصارح ويسامح، وصنف لا يصارح ولا يسامح، والأخير من تهدم بسببه جسور العلاقات، ويفقد التواصل الفعال وهو الذي يؤذي نفسه قبل أن يؤذي الآخرين، لأنه يجلد نفسه بالتذمر الداخلي وبالقلق المستمر أو بالسكوت، وإذا سكتت النفس تكلم الجسد عن طريق تهيج القولون وآلام الكلى والصداع والتشنجات المختلفة، يسعى إلى تقديم النصح أو تجاوز الموقف الذي يعتبره مؤلماً بالنسبة له بالسماح أو النظر إلى الأمر من زوايا أخرى غير تلك الزاوية التي اعتاد التركيز عليها .
العلاقة في مجال العمل، تتطلب المرونة والنصح والتسامح، سواء كان بين كافة أطياف ومستويات منتسبي بيئة الجهة الخدمية أنفسهم، أو فيما بينهم وبين العملاء . فعلى الرغم من توفر وسائل العرض التي دونت عليها استراتيجيات العمل والقيم وأهمية الشراكات المجتمعية التي تتبناها هذه الجهة أو تلك، إلا أننا نرى في بعض الجهات، التباين الواضح بين ما دون وتم تسطيره بشكل يلفت الانتباه بروعة محتواه وجمال شكله، وبين ما تبوح به بعض الوجوه من الجانبين، سواء كانوا المنتسبين إلى الجهة المنوط بها تقديم الخدمات لعملائها وكسب رضاهم الحقيقي، أو من قبل العملاء الواجب عليهم تقدير دور الجهات الخدمية، وتقديم المشورة والنصح في حالة وجود ما يعرقل خط سير الرضا والتجاوز عن التقصير الذي لا يشوبه سبق الإصرار والترصد .
فهل من المعقول ونحن نتطلع لأن نكون من أفضل دول العالم، ونحن نبهر العالم، كل يوم بتوظيف التقنيات والتنافس في عدد المبادرات النوعية كيفاً وكماً، ألاّ نرى رؤية دولتنا الحبيبة تسبق رؤية وزاراتنا وهيئاتنا ومؤسساتنا المحلية والاتحادية، تدويناً وتطبيقاً؟ وهل من المعقول رغم كل هذه الجوائز والحوافز التشجيعية التي تقدمها دولتنا الحبيبة للمبدعين والمخلصين في مجالات التميز والجودة والابتكار، وتفتح أبوابها أمام كافة الجهات وفرق العمل والمبدعين من الموظفين، ألاّ نرى محاسبة تقع على المتقاعسين، وألاّ نرى تعميم المتسوق السري الواعي بدوره التقويمي والتقييمي على كافة قطاعاتنا الخدمية، لأنه أحياناً يحدث أن نرى ملف الإنجاز المقدم للتحكيم مخالفاً لما هو على أرض واقع العمل، والأدهى والأمر من ذلك وجود بعض الموظفين في بعض المؤسسات، وإن كانت قليلة والتي أصبح مديروها وهم حاضرون بحكم الغائبين، بسبب عدم المتابعة، فعلى الرغم من وجود عدد وفير من الموظفين لديه إلا أن المتسوق لا يرى ابتسامة على وجوه الموظفين، فإن الابتسامة وإن كانت صدقة، فهم لا يريدون أصلاً زيارته التي تقطع عليهم حبل أحاديثهم الجانبية، وتعكر عليهم صفو مكالماتهم عبر الهاتف النقال، وهم لا يأبهون بأعداد المتعاملين القابعين على كراسي الانتظار والذين من جانبهم لا يرون غير موظف واحد يعمل من جملة العشرة الموجودين فيتذمرون فيما بين أنفسهم طيلة جلستهم، وحتى انتهاء الدوام ليعيدوا الكرة في الغد، وهكذا دون أن يبادر أحدهم بنصح الموظفين أو تقديم شكوى عبر الوسائل السهلة المتاحة من قبل قيادتنا الرشيدة ومكاتب معالي الوزراء وسعادة الوكلاء . الابتسامة لغة وصال جميلة ونجاح العمل مسؤولية مشتركة بين الموظف والعميل، أما أنا فلم أكتب إلا ما رأيت بأم عيني .

عبدالله الهدية الشحي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"