لغتنا وما يجب أن يكون

05:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
عبدالله الهدية الشحي

ونحن نحتفل باليوم العالمي للغتنا العربية، الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، غرّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على «تويتر» قائلاً: «في اليوم العالمي للغة العربية.. تحتفي الإمارات مع العالم بهذه اللغة الخالدة.. دراسةً وبحثاً وعبر سياسات حكومية وثقافية متجددة.. لدينا أجندة وطنية للغة العربية، ووجهنا بعمل المزيد من الدراسات والمبادرات لترسيخها لغة للحياة». هكذا دائماً سموه بالنسبة للغة العربية من حيث الاهتمام والاعتزاز بها، فمن اطّلع على النص الكامل للوثيقة الوطنية للإمارات «نريد أن نكون من أفضل دول العالم بحلول 2021» والتي أعلن عنها سموه عام 2010، يستخلص ويدرك مدى حرصه على لغتنا، فمما ورد في هذه الوثيقة: «تستعيد اللغة العربية مكانتها كلغة تتمتع بالحيوية والدينامية، وتمارس في جميع المجالات، معبرة عن قيم الوطن الإسلامية والعربية، كما تكون الإمارات مركزاً للامتياز في اللغة العربية، تستضيف العلماء والباحثين وتدعم إنتاج المحتوى العربي الأصيل، وتشجع ترجمة الأعمال الأدبية والعلمية العالمية إلى اللغة العربية».
ونحن إذ نحتفي بهذه اللغة العالمية الكبرى، كونها إحدى اللغات الخمس العملية والرسمية في الأمم المتحدة، فإننا لا نزايد على أي لغة عالمية بهذا، ولكننا في الوقت ذاته، نزايد على الناطقين بغير العربية بسحر وخلود لغتنا، نعم يحق لنا أن نزايد ونتباهى بلغتنا لغة القرآن، ولغة الضاد اللغة الأكثر سهولة في البرمجة الإلكترونية، والأكثر طواعية في تعريب المفردات والمصطلحات الحديثة، واللغة التي يقرأ ويفهم أبناؤها ما احتوته منذ نشأتها، فهي اللغة الخالدة العابرة للقارات، فلا صلاة ولا حجّ إلاّ بها ولا عرب ولا مسلمين دونها.
ونحن نحتفي مع العالم بلغتنا، يجب أن نقرّ ما يجب أن يكون بالنسبة لها، لذا على بعض مسؤولينا المغرمين بغير العربية، خاصة أولئك الذين يغردون بغيرها حيناً أن يدركوا بأنهم عرب أقحاح، وأن متابعيهم أيضاً عرب أقحاح، والحال ينطبق أيضاً على كل أبناء جلدتنا من الإعلاميين والمدربين والمحاضرين في مواقعهم المختلفة فمن غير الجائز البتة أن أقحم بعض المفردات والعبارات الأجنبية وأنا أتحدث إلى أو مع أبناء اللغة العربية بغير لسانهم فقط لغرض التباهي ثم أتباهى بوطنيتي.
على الرغم من اعتزازنا جميعاً بلغتنا العربية، إلاّ أنه ظهرت في الآونة الأخيرة هنا وهناك على استحياء، بعض الدعوات لإدخال اللهجة المحلية في مناهجنا، عبر تدريس الشعر النبطي كونه من التراث، حتى وإن كتبت القصيدة في القرن الحادي والعشرين، وذاك وربّي بحد ذاته، خلط في المفاهيم، ولا يعني هذا اعتراضاً إذا كان له منهج خاص بمسمى الأدب الشعبي، شرط ألاّ يكون على حساب الشعر العربي الفصيح الذي بدأ يترنّح مستواه في مناهجنا.
ونحن نحتفي بلغتنا الأم مع العالم؛ فإننا لم ننعزل وننأى بأنفسنا فنحن في حراك عبر حركة الترجمة ونحن ندرك بأن جلّ البحوث تكتب بغير العربية؛ لذا وجب علينا حقاً تعلم اللغات الأخرى خاصة الإنجليزية لغة العلم في عصرنا الحالي، ولكن في الوقت ذاته، لا يجب أن نبالغ فنحرم الطالب العبقري الحائز أعلى الدرجات في الفيزياء والرياضيات من الالتحاق بجامعاتنا وخاصة الكليات العلمية لأنه لم يحصل على درجة القبول في التوفل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"