وتبقى الإذاعة

03:38 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله الهدية الشحي

يحتفل العالم اليوم الموافق الثالث عشر من فبراير، بيوم الإذاعة العالمي، تزامناً مع ذكرى إطلاق إذاعة الأمم المتحدة، حيث يأتي هذا الاحتفاء السنوي الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في التاريخ ذاته من عام 2011، بناء على الفكرة المقدمة بهذا الخصوص من قبل الوفد الإسباني الدائم في اليونيسكو، الذي تبنى بدوره سلفاً الاقتراح الذي طرحته الأكاديمية الإسبانية للإذاعة، وقد تم تتويج هذا القرار في شهر ديسمبر من عام 2012، من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، فأصبح يحتفى بالإذاعة في يومها من جميع وكالات الأمم المتحدة، وصناديقها، وبرامجها، وشركائها.
تمر الأعوام، وتتعدد أشكال وسائل الإعلام، المقروءة، والمرئية، والمسموعة الأخرى، ويشهد عصر المعرفة تطوراً مذهلاً في هذه الوسائل عبر وسائطها المختلفة، ويزدحم الفضاء العام والخاص بمواقع ومنافذ وطرق وشبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنه مع كل هذا التعدد والتطور والتطوير بقي للإذاعة توهجها ومريدوها، وبقت الإذاعة تغرد بطريقة أو بأخرى مع السرب بتواجدها الملحوظ، وخارج السرب بخصوصياتها التي ما انفكت ولا انفك المتلقي عنها.
تمر الأعوام وتشهد برامج الإذاعة الجماهيرية إقبالاً رائعاً من قبل المستمعين، خاصة تلك البرامج التي تعنى وتختص بشؤون المجتمع الحياتية، فقد غدت بعض الإذاعات بفضل التوجيهات الحكيمة تقدم عبر برامج البث المباشر خدماتها الجليلة والمفيدة لمستمعيها، وأصبحت في كثير من الأوقات والأحوال حلقة وصل بين المواطن والمسؤول، وصارت وسيلة يتم عبرها طرح وتبني الأفكار والمشاريع التي تصب في أيقونة مسارات تقدم وازدهار الوطن الحبيب.
تمر الأعوام وتبقى الإذاعة وسيلة مهمة من وسائل التوعية العامة، والإرشاد المجتمعي، والتوجيه الجمعي، والتثقيف الشامل والتسلية الهادفة، وتبقى في الوقت ذاته مصدراً مهماً للعلم والمعرفة، فهي الوسيلة الإعلامية الأنسب لمستخدمي السيارات عبر الطرق والشوارع، وما أكثرنا في هذا الحال بأغلب الأوقات!.
تمر الأعوام ويبقى التنافس بين الإذاعات بالنسبة لجذب واستقطاب المستمعين ويبقى التنوع بين المحطات عبر محتوى البرامج ومستوى التقديم وطرق المتابعة وتنوع خرائط البرامج في دوراتها الشهرية والفصلية من جهة ومن خلال التنوع التخصصي لبعض المحطات التي تهتم بإحياء الموروث الشعبي والتركيز على ثقافة المكان عبر الزمان، وتلك التي تركز على غرس القيم النبيلة والمبادئ الراقية التي تعزز حب الوطن والولاء والانتماء للقيادة الحكيمة من جهة أخرى.
تمر الأعوام ونطلب من بعض الإذاعات أن تكون مصدر ترفيه حيناً من اليوم وليس كل اليوم، خاصة تلك المحطات التي لا نكاد أن نسمع من بثها ما يفيد سوى التهريج الممل، أو تلك التي محال أن نسمع من مذيعيها كلمة فصحى شاردة من هناك أو واردة إلى هنا مدة بثها الذي يعج بلهجة المذيع الواحد أو بتعدد لهجات المذيعين المختلفة والتي لا تمت جميعها إلى اللهجة الإماراتية بشيء من الوصل فتجعل المستمع يظن أن هذه الإذاعة أو تلك لا تبث من أرض الإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"