وقائع تربوية

03:42 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

شهدت افتتاحية هذا الأسبوع عودة طلابية إلى الحرم المدرسي بعد فترة نقاهة ارتبطت بإجازة عيد الفطر المبارك «أعاده الله باليمن والخير والبركات»، وهي عودة تكللت بتطبيق وزارة التربية والتعليم للدوام الصيفي في كافة مدارس الدولة بدءاً من التاسع من شهر يونيو الجاري حتى اليوم الرابع من شهر يوليو المقبل، حيث ترتب على هذه الخطوة الوزارية إسقاط الطابور الصباحي من الخريطة الزمنية للوزارة، بحيث يبدأ طلاب الحلقات الأولى والثانية والثالثة الحصة الأولى في الساعة السابعة و15 دقيقة صباحاً، على أن ينتهي دوام طلاب الحلقة الأولى الساعة ال 12 و37 دقيقة، فيما ينتهي دوام طلاب الحلقتين الثانية والثالثة الساعة الواحدة و20 دقيقة ظهراً. فيما يبدأ طلبة رياض الأطفال وطالبات الحلقات الأولى والثانية والثالثة الحصة الأولى الساعة الثامنة صباحاً، على أن يكون انتهاء دوام طلبة رياض الأطفال الساعة ال 11 و45 دقيقة، فيما ينتهي اليوم الدراسي لطالبات الحلقة الأولى الساعة الواحدة و22 دقيقة، ولطالبات الحلقتين الثانية والثالثة الساعة الثانية وخمس دقائق. وفضلاً عن ذلك، تأتي إرشادات وزارة التربية متمثلة في تقليص زمن الحصة إلى 40 دقيقة لكافة المراحل، مع الالتزام بفاصل زمني مقداره ثلاث دقائق بين كل حصتين، وضرورة التقيد بالجدول الزمني لليوم الدراسي.
هكذا جاءت العودة الطلابية إلى البيت الثاني «المدرسة»، وهي عودة حميدة من حيث مراعاتها للاعتبارات الصحية والنفسية للهيئات الطلابية والتعليمية والإدارية على السواء، إلا أن ملاحظة صغيرة يجب أن تسجل ضمن سياق الملاحظات العامة والكبيرة، وهي ملاحظة ليست عابرة على أي حال، فالفاصل الزمني «الثلاث أو الخمس دقائق» بين كل حصتين هي حق مكتسب لطرفي المعادلة «المدرس والطالب»، فبينما يضع المعلم في حسبانه التحضير للحصة التي تقع ضمن نصابه الزمني من جدول الحصص اليومي، فالطالب يستعد فيها للتحضير للمادة التي تأتي مباشرة بعد مادة الحصة التي تسبقها، أو ينجز ما عليه من مهام تجاه المادة الدراسية السابقة، وكذلك للاستراحة من عناء الكم المعلوماتي من الحصة السابقة، ولا سيما إذا كانت مادة علمية.. إلا أنه يلاحظ من بعض المدرسين مصادرة ذلك الحق من الطلاب، فيأتون إلى الفصل بعد انتهاء الحصة مباشرة، وأحياناً قبل انتهاء الحصة، وأظن أن هذه المصادرة الزمنية والنفسية للحق الطلابي مدعاة لمزيد من الإحباط والألم والغُبن الذي يعتصر الطلاب، ولا سيما طلاب المرحلتين التأسيسيتين «الأولى والثانية» الذين لا حول لهم ولا قوة تجاه سلطان المدرس الذي يتعامل مع المسألة بالمكابرة والجبروت الذي يتسبب في لجم ألسنة الطلاب وكبت أنفاسهم.
مسألة أخرى، تتعلق بالشارع التربوي الذي يرى ضرورة عودة النظام التعليمي إلى فصلين دراسيين فقط، بدلاً من الوضع الحالي ذي الفصول الثلاثة، الذي يَحْمِل طلاب المرحلتين «الثانية والثالثة» على أداء امتحانات الفصلين الثاني والثالث معاً، ولا سيما أن قرار تقديم موعد الامتحانات من 23 إلى 19 يونيو الجاري قد سبب إرباكاً زمنياً في بيوت الشارع التربوي الذي رسم خطة مذاكرة ومراجعة وفق جدول زمني أصابه الخلل جراء التغيير في مواعيد الاختبارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"