غسان العزي

من الطبيعي أن يكون العام الذي ينصرم أمام أعيننا صدىً للهزات التي ضربت العالم العربي في عام 2011 الذي شكّل منعطفاً في تاريخنا المعاصر . فالثورات الشعبية التي نجحت في تحقيق الانتقال السياسي في تونس ومصر وليبيا واليمن، في انتظار ما ستؤول إليه سوريا .

مقتلة المدرسة الابتدائية في نيوتاون في ولاية كونيكتكت الأمريكية في 14 من الشهر الجاري (راح ضحيتها 27 شخصاً من بينهم 22 طفلاً بين الخامسة والعاشرة من العمر)، تعيد فتح الجدال العقيم عن ضرورة إعادة النظر بالقوانين التي تجيز تجارة وحمل السلاح في الولايات المتحدة .

من المبالغة بمكان القول بأن الفلسطينيين حققوا انتصاراً عسكرياً على الجيش “الإسرائيلي” في معركة غزة الأخيرة . في الأصل لا مجال البتة للمقارنة بين القدرات النارية الهائلة للجيش “الإسرائيلي”، وما يملكه فلسطينيو غزة المحاصرون من صواريخ تم تهريبها بالجهد والخوف والعرق .

لا شك في أن التداعيات الجيوستراتيجية للأزمة السورية أخطر بكثير مما كانت عليه الحال التونسية والمصرية والليبية . لقد قام خيار حلف الأطلسي بالتدخل العسكري في ليبيا، على القناعة بأنه لن تكون هناك تداعيات على البيئة الجيوستراتيجية الإفريقية الشمالية .

السؤال الذي فرض نفسه على المحللين والسياسيين العرب فور إعادة انتخاب أوباما، هو عن سياسته الشرق-أوسطية المقبلة بعد تحرره من ضغوط اللوبي الصهيوني . وقد تفاءل معظم هؤلاء بعودة أوباما إلى البيت الأبيض متخففاً من ضغوط نتنياهو الذي أيد ميت رومني .