أبوظبي سبّاقة لمواجهة نقص الطاقة والموارد

04:58 صباحا
قراءة 3 دقائق

اختتم مؤتمر الدفاع الدولي آيدكس في دورته الحادية عشرة في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مؤتمر تلتقي فيه الخبرات العسكرية العالمية، وتشارك فيه الأفكار حول أفضل طرق حفظ السلام والأمن في مختلف دول العالم . وكانت أبوظبي قد استضافت في يناير/ كانون الثاني الماضي القمة العالمية لطاقة المستقبل، والقمة العالمية للمياه، وكذلك المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة، بمشاركة نحو 150 من دول حول العالم، يمثلها لفيف من زعماء الدول ورؤساء الحكومات والوزراء المختصون، إلى جانب آلاف من الخبراء والعلماء وصنّاع القرار في قطاعات البيئة والطاقة والمياه والغذاء والشركات العاملة في المشاريع الحضارية .

كل هذا يعكس ما وصلت إليه دولة الإمارات من ثقل وتأثير في المجتمع الدولي، ويبرز ما حظيت به من مكانة وثقة الهيئات والمنظمات الدولية . ويعود ذلك في المقام الأول إلى حكمة قادتها الذين سعوا دائماً إلى وضع الإمارات في مكانها اللائق بها في المجمتع الدولي، من خلال تحقيق نمو حقيقي ومتوازن على أرض الإمارات، وعملوا على مد جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم على أسس من مبادئ الاحترام المتبادل .

ولعل هذا الجمع الكبير من الزعماء والمسؤولين الحكوميين ومن الخبراء والدارسين الذين وفدوا إلى أبوظبي للمشاركة في قمة الطاقة ومؤتمر آيدكس، هو دليل واضح على أهمية دولة الإمارات على المستوى الدولي، وعلى الحب الكبير الذي يكنه لها الكثير والكثير من شعوب العالم، فأبوظبي تُعد من العواصم الرائدة في مجال البحث عن الطاقات الجديدة والمتجددة، ومن أبرزها، طاقة اليورانيوم، حيث عقدت أبوظبي العام 2009 اتفاقية مع كونسرتيوم كوري جنوبي لبناء محطات نووية بهدف توليد الطاقة الكهربائية، من أجل توسيع مجالات البحث العلمي، وفي الوقت نفسه، كانت شركة الطاقات الجديدة والمتجددة تتولى تنفيذ توجيهات سمو ولي العهد بخصوص بناء مدينة الطاقات المتجددة المعروفة باسم مصدر التي ستكون مدينة خالية من أية انبعاث للغازات الدفيئة، حيث ستكون طاقة الشمس هي المصدر الوحيد للطاقة فيها، وسوف تسير السيارات ووسائط النقل المختلفة على الطاقة الكهربائية المستمدة من الشمس . وقد تم بناء مشروع شمس -1، وهناك في الطريق مشاريع أخرى مماثلة قيد التنفيذ . ومما يزيدنا فخراً أن مدينة مصدر - بعد اكتمالها وجاهزيتها للسكن - ستكون المدينة الأولى في العالم التي بنيت من الألف إلى الياء على أساس الطاقة المتجددة، وسوف تكون نموذجاً تقتدي به الدول الأخرى .

وتعمل شركة الطاقات الجديدة والمتجددة على الدفع قدماً بوسائل إنتاج الطاقات المتجددة على مستوى دولة الإمارات كلها، وفي أنحاء أخرى من العالم، بما يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة . والواقع أن العالم كله بات على أبواب كارثة محققة، بسبب نقص مصادر المياه والطاقة . فرغم وفرة مصادر المياه فإن هذه المياه أصبحت ملوثة بفعل مخلفات الإنسان، والمخلفات الصناعية . ففي أوروبا، على سبيل المثال، ورغم وفرة المياه بسبب هطول الأمطار والثلوج، إلا أن الشعوب الأوروبية منذ عقود كثيرة مضت، تشرب المياه المعبّأة والمعدلة كيميائياً، بسبب تلوث الأنهار والينابيع في تلك القارة، وهذه المشكلة زحفت على كل بقاع العالم، وأصبحت تقضّ مضاجع الحكومات في دول العالم النامي، حيث لا تتوافر لدى شعوب هذه الدول القدرة على شراء المياه المعبأة، ما يضطرهم إلى شرب الماء الملوث، وبالتالي إصابتهم بالأمراض القاتلة، ومنها مرض الكوليرا . وكذلك، فإن مشكلة الطاقة أضحت بحاجة إلى حلول سريعة، فمع ازدياد العمران وظهور المدن الكبرى في كل مكان، وزيادة عدد السيارات والآلات والمصانع التي تزيد البيئة تلوثاً، لم يعد بالإمكان الاكتفاء بما لدى البشرية من مصادر محدودة من الطاقة، بل أصبح لزاماً على مختلف الدول البحث عن مصادر جديدة، وبكميات ضخمة لتعويض النقص الذي يزداد يوماً بعد يوم .

إن قمة طاقة المستقبل التي انعقدت في أبوظبي كانت تعبيراً عن الحاجات العالمية المتزايدة إلى الطاقة والمياه، وهذه القمة وضعت الآليات المناسبة لدراسة مشكلات الطاقة والمياه، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وفق استراتيجيات تناسب مختلف الدول . وستبقى هذه القمة علامة فارقة تؤكد أن أبوظبي كانت سبّاقة في لفت انتباه العالم إلى ما يعترض سبل تقدمه من نقص في الطاقات والموارد .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"