احم نفسك كمستهلك

04:06 صباحا
قراءة دقيقتين
منى البدوي

ما إن تعلن بعض المتاجر عن «عروض ترويجية لتحطيم الأسعار» حتى نرى أمواجاً بشرية تتكدس داخل المحل، تجر سلال التسوق تتراكم فيها جبال من المنتجات التي يختلط فيها الحابل بالنابل حيث يتواجد في بعضها مواد غذائية قد تنتهي مدة صلاحيتها قبل استخدامها، ومواد تنظيف وأدوات منزلية وغيرها من البضائع المرصوصة على طاولات مذيلة بعبارة «عرض خاص».
سلوكيات كثيرة خاطئة نلاحظها أو نمارسها خلال قيامنا بعملية التسوق توقع بنا في شباك حيل وأساليب بعض التجار الرامية إلى «حلب» الجيوب وتفريغها من الدراهم خاصة في الأماكن التي تعلن عن عروض ترويجية بعضها يكون مجرد وهم يهدف إلى جر المستهلكين إلى «كاونترات» الدفع.
من أبرز تلك السلوكيات التركيز على كلمة «عرض خاص» التي تشكل غشاء على عيون وعقول المستهلكين وتدفع ببعضهم لوضع كميات من المنتج في سلة التسوق دون التأكد من حقيقة العرض الذي في بعض الأحيان لا تتجاوز نسبة التخفيض فيه الربع درهم، أو يكون المنتج - إذا كان غذائياً - قد شارفت صلاحيته على الانتهاء أو يصعب استهلاك كميات كبيرة منه خلال مدة صلاحيته.
مما لا شك فيه أن ذكاء المستهلك وفطنته يلعبان دوراً كبيراً في حمايته من الاستغلال تحت مسمى عرض ترويجي أو عرض خاص، ويعزو البعض عدم الانتباه أو التدقيق خلال عملية الشراء إلى عدم وجود الوقت الكافي خلال عملية التسوق، لملاحظة نسبة التخفيض أو متابعة الأسعار قبل وبعد التخفيض بالرغم من أن الأمر لا يستغرق سوى دقائق معدودة للتعرف الى سعر المنتج قبل وبعد التخفيض، أو ملاحظة الفرق في السعر بعد لصق عبوتين من المنتج نفسه ليفاجأ المستهلك أن نسبة التخفيض محدودة جدا، وأن الفائدة الحقيقية تعود على صاحب المتجر الذي تخلص من بضاعته في المخزن بعبارة «عرض خاص».
ومن المشاهد التي باتت ملحوظة بسبب تعرض عدد من المستهلكين لها هي احتساب قيمة مختلفة لسعر المنتج عند كاونتر الدفع عن القيمة المدونة على طاولة العرض الترويجي، وإذا ما لاحظ المستهلك فإن الأمر يتم تبريره بعدم إدراج الرمز الشريطي الضوئي «الباركود» للحاسب الآلي المستخدم في احتساب قيمة البضائع المُشتراة، أو انتهاء مدة العرض بالرغم من أن المنتج لايزال متمركزاً على طاولة العروض الخاصة.
أساليب وحيل كثيرة نحن كمستهلكين نشكل سبباً رئيسياً لاستمراريتها سواء بعدم الانتباه أو التهاون في التدقيق خلال عملية الشراء أو عدم إبلاغ حماية المستهلك التي تشرع كل قنواتها لتقديم الآراء والاقتراحات وأيضا الشكاوى في حال التعرض لانتهاك حقوق المستهلك من قبل بعض المتاجر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"